ليست الهيبة بضاعة تباع وتشترى في الأسواق، وليست هي سلعة في المزاد، يحصل عليها الراغب في الشراء، ويفوز بها من تكاثرت أمواله، وأخذته العزة بالإثم بالمبالغة على رفع أثمانها من درر الجواهر، ولكن الهيبة هي عطاء ومنحة من الله أولاً ثم هي مجموعة من الصفات النبيلة الخالية من الشوائب، هذه الصفات التي تاجها العقيدة وسياجها القيم والتقاليد الراسخة، تجمعت معا وفي آن واحد بمن أحبهم الله، من عباده فأعطاهم هذه الهيبة، وهذا الإجلال ليميزهم عن غيرهم بمجرد النظر إليهم، وهذه الصفات تنطبق على كل مخلوقاته، سماء وأرض، شمس وقمر، إنسان ودابة.
وحتى في المسموعات هيبة، علاوة على المرئيات، فالأذن مثل العين، تميز الهيبة بسهولة ويسر، فالأصوات لها وقع خاص بالنفس، فتخشع لهيبتها إجلالاً وتستمتع بها عشقاً، فصوت المؤذن للصلاة، وصوت المكبر للجهاد، وصوت الحادي للوطن، تنفث هيبتها وسحرها كل أعضاء الجسد، فتتجاوب معها طربا ونشوة، وبالمقابل فإن أفشل الأصوات وأسوءها، وأقلها رغبة في السماع لقلة هيبتها، ما كان أجهرها وصادر عن أعظمها جثة !!!!
الوطن، قطب رحى الهيبة، مهيوب، ومن هيبته تدور حوله همة الرجال والنساء، تسيجه بالمنفعة، وتحصنه بالمودة، وتتعلق به القلوب، العامرة بصدق العقيدة، مهذبة النفوس، ومرهفة الإحساس والشعور، حتى أنه أصبح من هيبته أنه السيرة الذاتية رفيعة المستوى لكل ابن ابنة وأب وأم.
هذا الوطن الأردن مهيوب، حتى في أكثر الظروف حرجاً، وأحلك الأوقات، لأنه علّم أهله ألا يُهادنوا باطلاً، وألا يتوانوا عن أمر فيه الصلاح والخير، حتى وإن كثرت الفتن، وتسارعت الأحداث، وتلاطمت الأمواج، وداهمت البيوت سيولها ومدّها، حتى وإن برزت أنياب جوارها، فشمس هذا الوطن أشرقت على أهله، فأزالت العتمة وأنارت الطريق، فزادتهم حبا وتمسكا بترابه.
مهيوب أنت يا أردن، لأنك عشقت العدل، دون سواك من الأوطان، فوهبته لأهلك، فحزت رضاهم، ولم تسخط وأنت الحالم على نفر عصى لك أمرا، وأنت الأعظم والأكبر رؤى، ولم تلفظ من على ترابك من كانوا معدومي الحيلة والمعونة لك وقت الشدة، ولم تكن أنت الأقل شكراً على قلة عطاء قُدم لك، ولم تكن أنت الأقل صبراً على جحود، بل أنت الكريم على الجاحد، والحليم على الغاضب، والمسامح على المتآمر، ساتر العورات ومخفي الزلات حماك الله الأجل الأعلى.
مهيوب أنت يا وطن، وأنت تضم بحنان كل المخلصين لك، اعتراف منك بأنهم الأكثر براً لك، والتصاقا بأرضك، ظاهرها وباطنها، في الحياة وفي الممات،وهم الأكثر فخرا بك والأكثر إطراءً بمنافعك وخيرك، مما يزيدك زهواً ويعلو بك عزةً، وأنت الذي أحسنت الظن بسوء أعمال أهلك، وأنت المتمسك بخير السنن والقابض عليها بالسواعد، رغم محدثات العصر مما هو غير محمود ومرغوبة من كثير.
مهيوب يا وطن، وأنت تعلي شأن أهل المروءة، أهل النخوة والنجدة والشجاعة، المتميزين بالسخاء والطيبة والسماحة، والسابقين بالفضل والجود، مهيوب وأنت الأكثر حنانا من الأم على وليدها، تبرد لندفأ، وتعطش لنرتوي، وتجوع لنشبع، وتنبت لتغذي، وتسهر لننام ملء الجفون وأنت قرة للعيون.
مهيوب يا وطني الأردن وأنت تجمع ولا تفرق، رغم تمادينا في الزلة والزلل، والتنافس بالطمع والجشع، والإتيان بباطل الحجج، وإمتطائها درءًا لعدالتك ومساواتك بين الناس، ومنحك الفرص كل على منزلته التي يستحق، فأعطيت الأخيار كل الخير، ونأيت بالأشرار حتى تصلح حالهم، فكان ذلك قوة من حكمتك يا وطن لاستصلاحهم، وحجة عليهم إن عادوا لمخالفتك والتنكر لك.
حمى الله الأردن وشعبه ومليكه.
abeer.alzaben@gmail.com
وحتى في المسموعات هيبة، علاوة على المرئيات، فالأذن مثل العين، تميز الهيبة بسهولة ويسر، فالأصوات لها وقع خاص بالنفس، فتخشع لهيبتها إجلالاً وتستمتع بها عشقاً، فصوت المؤذن للصلاة، وصوت المكبر للجهاد، وصوت الحادي للوطن، تنفث هيبتها وسحرها كل أعضاء الجسد، فتتجاوب معها طربا ونشوة، وبالمقابل فإن أفشل الأصوات وأسوءها، وأقلها رغبة في السماع لقلة هيبتها، ما كان أجهرها وصادر عن أعظمها جثة !!!!
الوطن، قطب رحى الهيبة، مهيوب، ومن هيبته تدور حوله همة الرجال والنساء، تسيجه بالمنفعة، وتحصنه بالمودة، وتتعلق به القلوب، العامرة بصدق العقيدة، مهذبة النفوس، ومرهفة الإحساس والشعور، حتى أنه أصبح من هيبته أنه السيرة الذاتية رفيعة المستوى لكل ابن ابنة وأب وأم.
هذا الوطن الأردن مهيوب، حتى في أكثر الظروف حرجاً، وأحلك الأوقات، لأنه علّم أهله ألا يُهادنوا باطلاً، وألا يتوانوا عن أمر فيه الصلاح والخير، حتى وإن كثرت الفتن، وتسارعت الأحداث، وتلاطمت الأمواج، وداهمت البيوت سيولها ومدّها، حتى وإن برزت أنياب جوارها، فشمس هذا الوطن أشرقت على أهله، فأزالت العتمة وأنارت الطريق، فزادتهم حبا وتمسكا بترابه.
مهيوب أنت يا أردن، لأنك عشقت العدل، دون سواك من الأوطان، فوهبته لأهلك، فحزت رضاهم، ولم تسخط وأنت الحالم على نفر عصى لك أمرا، وأنت الأعظم والأكبر رؤى، ولم تلفظ من على ترابك من كانوا معدومي الحيلة والمعونة لك وقت الشدة، ولم تكن أنت الأقل شكراً على قلة عطاء قُدم لك، ولم تكن أنت الأقل صبراً على جحود، بل أنت الكريم على الجاحد، والحليم على الغاضب، والمسامح على المتآمر، ساتر العورات ومخفي الزلات حماك الله الأجل الأعلى.
مهيوب أنت يا وطن، وأنت تضم بحنان كل المخلصين لك، اعتراف منك بأنهم الأكثر براً لك، والتصاقا بأرضك، ظاهرها وباطنها، في الحياة وفي الممات،وهم الأكثر فخرا بك والأكثر إطراءً بمنافعك وخيرك، مما يزيدك زهواً ويعلو بك عزةً، وأنت الذي أحسنت الظن بسوء أعمال أهلك، وأنت المتمسك بخير السنن والقابض عليها بالسواعد، رغم محدثات العصر مما هو غير محمود ومرغوبة من كثير.
مهيوب يا وطن، وأنت تعلي شأن أهل المروءة، أهل النخوة والنجدة والشجاعة، المتميزين بالسخاء والطيبة والسماحة، والسابقين بالفضل والجود، مهيوب وأنت الأكثر حنانا من الأم على وليدها، تبرد لندفأ، وتعطش لنرتوي، وتجوع لنشبع، وتنبت لتغذي، وتسهر لننام ملء الجفون وأنت قرة للعيون.
مهيوب يا وطني الأردن وأنت تجمع ولا تفرق، رغم تمادينا في الزلة والزلل، والتنافس بالطمع والجشع، والإتيان بباطل الحجج، وإمتطائها درءًا لعدالتك ومساواتك بين الناس، ومنحك الفرص كل على منزلته التي يستحق، فأعطيت الأخيار كل الخير، ونأيت بالأشرار حتى تصلح حالهم، فكان ذلك قوة من حكمتك يا وطن لاستصلاحهم، وحجة عليهم إن عادوا لمخالفتك والتنكر لك.
حمى الله الأردن وشعبه ومليكه.
abeer.alzaben@gmail.com