خارطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالنكهة والصبغة الأمريكية التي ستزين خارطة الوطن العربي الشيخ الكبير( رحمه الله ) باللونين الأبيض والأخضر ، سيكون فيها دولتين قويتين مميزتين بالعدائية ضد الآخر عدا بين أصحاب اللونين ، والمتميزتين أكثر بالقمع الفكري والديني والثقافي لارتكازهما على الديمقراطية الغربية المصممة لتمارسها كل الشعوب عدا العربية التي هي الجسر والوسيلة الضاغطة لإذلالهم واستعمارهم ، وبالقوة العسكرية الأمنية التي لا سابق أو مثيل لها والتي هدفها تكسير العظم العربي ، الدولتان الجديدات بالصفة القومية العلمانية المخفوقة بالدينية الأصولية المواقف عليهما من مجموع الغرب ومن بعض العرب الخليجيين كقطر ، ومن بعض الإقليميين المتشابكين كتركيا وإيران بالتقاطع ، ومن منظومة الدول الإسلامية المسيطر عليها من تركيا وقطر ، ومن شيوخ جماعة الإخوان وعلى رأسهم القرضاوي مسوق دولة إسلامية للإخوان مقابل بقاء وأمن دولة إسرائيل يهودية الطابع والكيان .
الدولة الكبيرة القوية الأولى ستكون دولة يهوداستان اليهودية القومية ، السداسية الأضلاع بالبعدين السياسي والجغرافي ، حيث مركزها فلسطين العربية التاريخية دون الفلسطينيين ، وأضلاعها الجديدة تمتد نحو غزة والضفة وباتجاه جنوب لبنان ومرتفعات الجولان ، ونحو سيناء المصرية ، ودولة إسلامستان التي سيكون مركزها مصر وتمتد أضلاعها دون الوصول للوحدة أو للخلافة الراشدة كما يشيعون باتجاه ليبيا والسودان والجزائر وباتجاه سوريا والأقاليم العراقية الشرقية واليمن ونحو شمال لبنان ، أما الكيان السياسي الثالث القوي ببنيته الثقافية والعسكرية والجماهيرية والاقتصادية الذي سيكون محصنا من الأطماع والنظرات والاعتداءات من كلا الدولتين والذي سيكون الضابط والمانع لمنع التمدد اليهودي أو الإخونجي وإن لكل منهما أطماع في بعض دوله ومحاوره ، هو مجلس التعاون الخليجي رغم أخطار القلاقل التي قد تواجهها بعض دوله مثل البحرين وقطر لاحقا ، مضافا إليه الأردن درة المشرق العربي المتماسك شعبيا والمستقر والمقتدر أمنيا والمتميز بالريادة السياسية والانفتاح الديمقراطي وبالعدالة والمساواة بين شرائح مجتمعه ، وبالتمكن من البعدين الوطني والقومي بأريحية ومصداقية ، والمغرب البلد المغاربي المميز بنجاح تجربة الديمقراطية في الحكم ، وبالعدالة الجهوية والريادة التنموية ، وكلتا الدولتين يتمتعان بنظام ملكي شرعي دستوري يعتبر امتدادا للتاريخين العربي والإسلامي ، وهي الأمور والأوضاع والصفات التي حصنتهما من الأصابع الصهيونية والعميلة العابثة بينما افتقدتها النظم الجمهورية العربية التي انتقلت من الدستورية الجمهورية إلى نظام التوريث دون الارتكاز على أي أسس قانونية أو شرعية أو دستورية ، مما كان سببا قويا بأفول نجمها وانتهاء عهدها ، وحتى بإبعاد أو محاكمة أو مقتل رؤسائها .
وبإقامة دولة إسرائيل فوق أرض فلسطين كمقدمة لقيام دولة إسرائيل اليهودية المرغوب والموافق عليها مقابل قيام أقزام دول بالنكهة الإسلامية ، قتل الملايين من أبناء شعب فلسطين ومن أبناء الشعوب العربية التي حاولت نجدته والوقوف معه في محنته أو خاضت حروب معها من أجل حريته واستقلاله ، وأدخل الوطن العربي والعالم بأتون حروب ومشاكل سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية كثيرة وخطيرة ، حتى أنّ الكثير من المحللين والمختصين السياسيين يربطون مشكلة كشمير وجميع المشاكل الحدودية المشابهة بين الدول بقيام ووجود دولة إسرائيل التي هي وراء إيقاد نارها ووضع نهاياتها الحزينة .
ولدخول دولة إسرائيل بالمرحلة الثانية من عمرها ، وهي اليهودية الطابع ( يهوداستان) لابد لها من مباشرة سياسة الترانسفير العنصرية ضد الفلسطينيين ، وهي السياسة الإرهابية التي لن تنجح إلا بظل الانشغال العربي بنفسه والشعوب العربية ببعضها ، والإلتهاء ببرمجيات دينية تفرغ الجهاد والدفع من معانيهما وتجتث العدو الأول ــ إسرائيل ـــ من عقول الشعوب ، وتزرع مكانه العدو الجديد المتمثل بالحاكم والجيوش الوطنية وأركان النظم بما فيها نصف الشعب أو أكثر ، وهي البرمجيات التي تنطح لها القرضاوي وقاد أبواقها والتي تأمر بالمنكر وتمنع وتنهي عن المعروف ، وتحل الخبائث السياسية بالإفتاء بشرعية مد اليد للغرب واليهود والصليب ، وتسوق الخبائث الاقتصادية التي هي سبب مهلك الأمة بتحليلها البنوك الربوية باللقب الإسلامي ، والخبائث الأخلاقية التي مرغت أنف الإنسانية بالتراب بتحليل الزنا على الطريقة الإسلامية ، بعد تحليل زواج المتعة والمسيار والحاجة والعرفي الاحتيالي خارج موافقة ووجود الولي الشرعي ، واستبدال الجهاد من أجل الله إلى الجهاد الإجرامي الجديد حيث تحليل قتل الوالي ودم الرعية وتدمير الجيوش الوطني .
وببشرى إقامة دولة إسلامستان العربية ، قتل كمقدمة لقيامها ملايين العرب في أرجاء الوطن العربي الكبير المستهدف ، ففي ليبيا قتل أكثر من مئة إلف ليبي بقصف الناتو ليتمكن الإسلاميين من الوصول للحكم والمساعدة بمسك سوق السلاح الدولية ، وباليمن الذي سير نظامه مسيرات مليونية من أجل فلسطين وطالب دائما الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بتفعيل الجهاد نصرة للقدس وفلسطين ، قتل فيها ولحد الآن الآلاف من الضباط والإفراد والمدنيين ، ونجا الرئيس بأعجوبة من سلاح الغدر الذي مده لليمنيين بيد ومدهم بجائزة نوبل للسلام باليد الأخرى ، وفي سوريا يخطط لقتل الملايين من الشعب السوري ، تحت ذرائع الوطنية والقومية من قبل النظام ، وتحت ذرائع إسلامية الدولة والديمقراطية من قبل الإسلاميين والعلمانيين وتركيا والغرب على حد سواء ، وما بعد سوريا ستكون كما هي كل المؤشرات الجزائر بلد المليون شهيد اللذين قضوا برصاص المستعمر الفرنسي ، ويخطط لقتل ملايين أخرين ولكن باسم الله وباسم الثورة والوطن والقرضاوي والصليب .
فمن يقتل على يد ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي هم عرب مدنيين ومظلومين من طفلهم حتى رئيسهم ياسر عرفات ، ومن يسقط على يد بعض الجيوش العربية العقائدية الملهمة هم عرب مدنيين ومظلومين ، ومن يسقط على يد جيش الثوار العرب المخلوط العجيب بين إسلاميين وعلمانيين وتكفيريين وشباب مندفعين هم عرب مدنيين ومظلومين ، ومن يسقط بغارات وقنابل الغرب والناتو هم عرب ومظلومين اللذين منهم الطفل والرئيس والقائد والجندي ، فسرطان وإرهاب دولة يهوداستان وفتنة ودموية دولة إسلامستان ، وعلى حدوهما دولة صليبستان الرافضة للحرية العربية الحقيقية الداعمة للمشروعين والمسلحة لكليتهما ، وقودهما للبقاء والصراع الإعلامي المخادع هو الدم العربي المستباح من السداسية والهلال والصليب .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com