إبراهيم المبيضين-عمان- في الوقت الذي يتزايد فيه انتشار استخدام الإنترنت والهواتف الذكية في المملكة، وتزايد الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي بما تحويه من خدمات تراسل مجانية، الا انّ خدمة الرسائل الخلوية التقليدية SMS ما تزال تحتل مساحة كبيرة من تهاني الاردنيين الالكترونية في المناسبات العامة كعيد الاضحى الماضي.
وأكّد عاملون في سوق الاتصالات المحلية ان خدمة الرسائل القصيرة الخلوية SMS ما تزال "وسيلة أساسية للتواصل والمعايدة " بين اوساط الاردنيين من مشتركي الهاتف الخلوي، لما تتصف به هذه الخدمة من سهولة وبساطة وسرعة في الارسال والاستقبال بغض النظر عن نوعية الجهاز.
وقالوا إنّ تحول المستخدمين بشكل واضح من استخدام الرسائل القصيرة الى الرسائل في شبكات التواصل الاجتماعي وخدمات الهواتف الذكية، يحتاج الى عدة سنوات حتى تتضح ملامحه، خصوصاً ان انتشار استخدام شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر واستخدام الهواتف الذكية - على تزايد الاقبال عليه - ما يزال في بداياته.
واشاروا الى انّ انخفاض اسعار المكالمات الصوتية الخلوية الى حدود غير مسبوقة وصلت حدود المجانية واسعار فلس وقرش للدقيقة قد بدا يحدث تحولاً في نمط استخدام الرسائل القصيرة التي يبلغ سعرها 3 قروش للمحلية و8 قروش للرسالة الدولية.
وفي غضون ذلك اكدت مصادر متطابقة من شركات الخلوي امس لـ "الغد" أن خدمة الرسائل القصيرة شهدت ليلة عيد الاضحى واول يوم منه حركة نشطة وصلت اضعاف حجم تداول هذه الرسائل في اليوم العادي، مقدرين تضاعف حجم هذه الرسائل نحو أربع مرات مقارنة بالأيام العادية.
واستناداً إلى هذه التقديرات بلغ حجم الرسائل الخلوية التي تداولها الأردنيون في عيد الاضحى قرابة الـ 24 مليون رسالة خلوية قصيرة بين محلية ودولية، حيث يقدر حجم تداول الاردنيين للرسائل القصيرة عبر الشبكات الخلوية الثلاث في اليوم العادي بنحو 6 ملايين رسالة خلوية محلية ودولية.
وإلى جانب وسيلة الرسائل الخلوية القصيرة SMS وخدمات المكالمات الصوتية عبر الهاتف الثابت أو الخلوي، تداول الأردنيون خلال عيد الاضحى عشرات ملايين رسائل البريد الإلكتروني عبر الانترنت، وعشرات ملايين الرسائل عبر شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما الفيسبوك، فضلاً عن استخدام خدمات التراسل عبر الهواتف الذكية وهي الوسائل التي تعد حديثة العهد في السوق المحلية للتواصل والمعايدة الالكترونية مع الإقبال المتزايد على خدماتها المجانية وسرعتها للوصول الى اكبر عدد من المعارف والاصدقاء.
ولم تقتصر التهاني الإلكترونية للاردنيين في عيد الاضحى على رسائل الخلوي عبر الخلوي أو الإنترنت والبريد الالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي على الافراد والمشتركين العاديين، ولكن عددا كبيرا من شركات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لجأت إلى هذه الوسائل لتهنئة موظفيها او عملائها الحاليين أو المتوقعين بالعيد في مسعى منها لتشديد أواصر الولاء والعلاقة مع مختلف شرائح المجتمع التي تتعامل معهم بتذكرهم برسالة تحمل معاني التهنئة بالعيد.
واكّد الشريك والمدير التنفيذي في شركة "ميس الورد"- المتخصصة في صناعة محتوى الخلوي- زياد المصري أن الأردنيين من مستخدمي الخلوي سيظلون يعتمدون على الرسائل الخلوية القصيرة كوسيلة تواصل ومعايدة بالمناسبات خلال السنوات المقبلة.
ولكن المصري توقع أن يحدث انتشار الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي خلال المرحلة المقبلة، تراجعاً في الاعتماد على الرسائل الخلوية وذلك مع توفير هذه الوسائل خدمات تراسل مجانية.
آخر الأرقام الرسمية تظهر بأن عدد اشتراكات الخلوي في السوق المحلية موزعاً على ثلاث شبكات رئيسية تجاوز الـ 7 ملايين اشتراك معظمها من فئة المدفوع مسبقاً، في حين تجاوز عدد مستخدمي الانترنت الـ 2.6 مليون اشتراك.
وفي المقابل تظهر احصاءات عالمية ان هنالك إقبالاً متزايداً على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة واسواق المنطقة، حيث بلغ عدد مستخدمي الفيسبوك في الأردن مؤخراً حاجز المليوني مستخدم، فيما أظهرت دراسات مجموعة "المرشدون العرب" المتخصصة في دراسات اسواق الاتصالات، أن حوالي 41.6 % من أجهزة الهواتف الخلوية المستخدمة من قبل الأردنيين هي هواتف ذكية.
وقال مسؤول من شركة "أورانج الخلوي" إنّ الاردنيين ما يزالون يعتمدون وبشكل كبير على الرسائل الخلوية القصيرة للتواصل وللتهنئة بالمناسبات العامة كالأعياد، وذلك لأن هذه الخدمة ما تزال تتصف بالسهولة والسرعة والتكلفة المنخفضة، لا سيما مع وجود عروض متعددة في السوق المحلية تمنح المشتركين حزما من الرسائل المجانية.
وأكّد هذا المسؤول - الذي فضّل عدم نشر اسمه- إن ملاءمة هذه الخدمة ووجودها في جميع انواع الهواتف الخلوية التقليدية او الذكية يجعلها وسيلة معتمدة للتواصل والتهاني بالأعياد. لافتاً الى عدم وجود دراسات علمية او محايدة إلى الآن تبين اثر انتشار شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية على نمط استخدام خدمة الرسائل القصيرة.
وخدمة الرسائل القصيرة (SMS) التي طرحت تجارياً على المستوى العالمي منتصف التسعينيات من القرن الماضي، هي اختصار لـ service Short message، وهي كل نص يحوي حروفاً وكلمات ورموزاً مختصرة، ولا يزيد محتوى الرسالة الواحدة على 160 حرفاً باللغة الإنجليزية، و69 حرفاً بالعربية.
الأردنيون يتداولون 24 مليون رسالة خلوية في العيد
أخبار البلد -