قناة الغور الشرقية ورعبها على ابناء وادي الأردن
أخبار البلد - مساء حزین واجواء بائسة مررنا بھا قبل یومین نتیجة حادث ألیم وقع في إحدى مناطق لواء دیر علا، والمتمثل
بغرق ثلاثة أطفال معا في قناة الغور الشرقیة، نعم حادث واحد ذھب نتیـجتھ ثلاثة أطفال بعمر الورود، ھذه القناة
التي كانت فیما مضى دلیل عطاء وإنتاج لابناء وادي الأردن، ھي عنوان ممیز في كتاب الدولة الأردنیة لما لھا من
دور حیوي في النھوض بقطاع الزراعة وتنمیة مناطق الوادي بشكل عام حتى أصبح الغور منطقة جذب في سنین
.خلت وازدھرت تجاریا
یعلم ابناء الوطن موقع مناطق وادي الاردن تحت مستوى سطح البحر مما یترتب علیھ ارتفاع درجات الحرارة إلى
رقم یتجاوز خمسة واربعین درجة في الصیف، وما یزید صعوبة الصیف والتعایش معھ ھو وجود نسبة كبیرة من
ابناء الوادي في مستوى معیشي صعب ویترتب على ذلك عدم توفر وسائل التكییف للتخفیف عنھم ارتفاع حرارة
الصیف، رغم المطالبات العدیدة للجھات الرسمیة أن تنظر للظروف المعیشیة الصعبة لإبناء الأغوار نظرة تكاتف
تتلاءم مع طبیعة الصیف، وأن تساندھم خلال أشھر الصیف أقلھا بأن تخفض أسعار الكھرباء علیھم لمساعدتھم
.على تشغیل وسائل التبرید الملائمة لھكذا طقس
نأتي لما بدأنا بھ ھذا المقال وھو غرق ثلاثة اطفال من ابناء منطقة خزما رحمھم الله، ھي سلسلة أوجاع اعتدنا
علیھا في الأغوار من شمالھ إلى جنوبھ وخاصة في الصـیف تكثر حالات الغرق وبشكل متكرر وبأعداد لا یستھان
بھا وغالبیتھم أطفال، ما یؤلم النفس بأن جمیع ھذه الحوادث لم تحرك شیئا لدى المعنیین وخاصة في سلطة وادي
الأردن المسؤولة بشكل مباشر عن قناة الغور الشرقیة، طالب الأھالي أن یتم الاھتمام بشكل خاص بالمناطق
السكنیة المحاذیة لھذه القناة وتشدید أجراءات الحراسة لمنع ھؤلاء الأطفال الذین یبحثون عن أي مصدر مائي
.لإطفاء لھیب الصیف
تحدثت في مقال سابق بأنھ یجب الزام بلدیات وادي الأردن بإنشاء مسابح في كل بلدیة یتناسب عددھا وسكان
البلدیة، كم تكلفة ھذا الإجراء وأیضا كثیر من الجھات الدولیة المانحة عندما یتم عرض الھدف السامي من وراء
ھكذا مشاریع والمتمثل في حمایة الطفولة والمحافظة علیھا سیكون موقفھا إیجابیا، نحتاج واقعیة في مناقشة ھذه
القضیة، واتمنى من أي فرد أو مؤسسة تناقش ھذا الأمر أن تعي جیداً طبیعة الأغوار وارتفاع درجات الحرارة
والوضع الاقتصادي نتیجة خسائر القطاع الزراعي، وأن لا تُلقي باللائمة على الأسـرة، وإن كنا لا نعفیھا من
مسؤولیتھا، رب الأسرة وزوجتھ سعیھم الحثیث ھو تأمین نفقات الأسرة في ظل ظروف معیشیة صعبة.. نعم فالأب
.والأم في رحلة بحث عن رزق ھؤلاء الأطفال ولیس في غرف مغلقة على شاشات العرض الكبیرة في منازلھم