رفع فايروس "كوفيد-19” المتسبب بوباء كورونا يديه شاكياً ظلم البشر وكذبهم ونفاقهم، وطالباً العدل رافضاً جميع التهم التي أسندت إليه من موت زؤام وفقر مدقع أصاب المجتمعات، وقال :”أنا فايروس كغيري من الفايروسات، لكن البشر المجرمين هم من ضخموا إجرامي وألصقوا بي التهم جزافاً لأمور خاصة بأنفسهم المريضة”، فقد وضع البشر جميع مصائب العالم على كاهل الفايروس من وفاة البعض وموت الأسواق والصناعة والتجارة وانتحار الحريات على معبد الدكتاتوريات المتسلطة وكأننا في عصور الظلمات التي سبقها العالم المُتحضر ظُلماً وظلاما.
ولم يكتفي الفايروس بذلك بل يدرس مع محامية فايروس السارس رفع دعوة أمام محكمة الجنايات الكبرى وشكوى أخرى للأمم المتحدة، وبينات الفايروس ان المجرمين في العالم من حكومات وأشخاص أساءوا للبشرية جمعاء متخذين من الفايروس ستاراً لتنفيذ عمليات قتل سياسية وعرقية واسعة من خلال حقن البعض بالوباء أو قتلهم ومنع تشريح جثثهم، بدعوى أنهم مرضى والتشريح قد يزيد من نقل العدوى، كما قامت بعض الحكومات بإستعباد شعوب دولهم وإذلالهم بذريعة حمايتهم من الموت، مع العلم ان هذه الدول قتلت شعوبها إقتصادياً ليصبح أكثر من نصف عدد سكانها تحت خطر الفقر ويعانون من شتى أنواع الجوع والحرمان ، لتتحول الشعوب من باحثين عن النجاة من خطر الموت بسبب الفايروس إلى باحثين عن لقمة الحياة التي لن يجدوها اذا استمرت الاوضاع بهذا السوء.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد رَسّخَ العديد من الحكام وجودهم وشددوا من قبضتهم الحديدية على البلاد والعباد، وسط دعم إعلامي ضخم جعل هؤلاء الحكام يظهرون بصورة الناصر صلاح الدين الأيوبي، رغم أنهم تنازلوا عن قضايا الأمة الواحدة تلو الأخرى ولم يتبقى ما يغطي سوئتهم إلا ورقة التوت التي ستسقط حين تستفيق الشعوب ، ‘ ويكمل "كوفيد-19” :”ان هؤلاء جميعاً أكثر إجراماً مني ولا أحد يدعوا عليهم في المساجد ولا يهاجمهم الإعلام، إن ما يجري هو ذم وتحقير ممن أهانونني لذا سأقاضي كل من إمتهن كرامتي وأساء لي، فأنا فايروس قوي لكني لست مجرماً لأنهب أموال الشعوب ولأقتل الناس جوعاً بغية إجبارهم على الموافقة على بعض القرارات الكارثية”، فأنا ومهما عظُم شأني مجرد فايروس فيما بعض البشرة قتلة مجرمون بالسليقة.
ويشكك كوفيد-19 بكل التهم حين يؤكد بأن البشر قد عبثوا في تركيبته، وأنهم من خبثهم حولوه من فايروس طيب يزور المجتمعات بشكل عادي فيؤلمهم لكن لا يقتلهم إلى فايروس قاتل لكن ليس بالصورة التي يُروج لها الإعلام الجاهل، ويستدل على ذلك بقوله ” لقد استغرق إصابة المليون الأول ثلاثة أشهر وتم إغلاق العالم، أما المليون الأخير فقد احتاج لأسبوع فيما تم فتح أسواق العالم، وهذا يُثبت أنني بريء من كل جرائم البشر التي ألصقوها بي”، وللحق فإن دليل كوفيد-19 يهزم جميع القصص والذرائع الحكومية الواهية مما يجعلنا نتوقع أن الفايروس سينتصر في قضيته ضد البشرية التي تبدع في إختراع وتطوير طرق القتل والدمار بدلاً من العمل على الإرتقاء وتحسين حياة البشر.