قرار الضم وما بعده
أخبار البلد - قبل عدة أیام، نشرت مقالة تحلیلیة على صدر إحدى الصحف الأمیركیة المھمة عن
مشروع إسرائیل لتقسیم المنطقة بل وتفتیتھا حتى تبقى وحدھا سیدة الموقف في الشرق
الأوسط كلھ. تضمنت المقالة السیناریوھات والخطط التي تعمل علیھا القیادة الأردنیة
للحصول على دعم دولي لتجمید أو إیقاف قرار الضم الإسرائیلي لأنھ ینھي حل
الدولتین ولا یعترف بتاتاً بكیان فلسطیني ویستبدل الفلسطینیین بالیھود ویمنع حق
.العودة
أوراق قوة الأردن تكمن في المؤازرة الشعبیة قبل الدولیة، وتنبع من التاریخ قبل المستقبل. في الفترة الأخیرة
سادت المنطقة أجواء عاصفة سیاسیاً وقد تستمر إلى ما بعد تشرین الأول القادم لأن خطة إسرائیل في الضم لن
تتوقف عند حدود معینة فھي ترید أن تحصل على عمق استراتیجي لھا ولو كان ذلك على حساب جیرانھا. وھنا لا
بد من تمتین الجبھة الداخلیة كأساس للمواجھة مع التنویع في الخیارات السیاسیة والاستراتیجیة لحمایة مصالح
.الأردنیین والفلسطینیین والوقوف خلف القیادة الھاشمیة
یحاول الأردن المناورة والمحاورة عبر وسائل وقنوات عدیدة المانیة وأمیركیة وإماراتیة لدعم الثوابت الأردنیة
تجاه القدس وحل الدولتین، مؤكداً أنھ لا بد من عدم التسرع في التطبیع مع الیمین الإسرائیلي حتى یتبین الخیط
َعمان كلمتھا الفصل في القرار العربي وأن الأردن رقم
الأبیض من الخیط الأسود. فحین تعلم تل أبیب أنھ ما زالت لَ
صعب في جیوبولیتیك منطقة الشرق الأوسط ما قد یقلب الأمور رأساً على عقب في حال الإقدام على خطوة الضم
التعسفي مع سبق الإقرار بإنھاء حل الدولتین، فإن على الجمیع، وھنا المقصود الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي
والولایات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وغیرھا من الدول التي تسعى لإحلال سلام عادل وشامل
في منطقة الشرق الأوسط منذ أمد طویل، أن تتحمل مسؤولیاتھا وتفي بالتزاماتھا لتجنیب المنطقة الانزلاق إلى
منعطف شدید من التطرف الذي یتبعھ خروج مارد الإرھاب من جدید من قمقمھ مھدداً بالانفلات الأمني في منطقة
.أشبھ ما تكون ببرمیل بارود
على جمیع الدول أن تعي وتقدر مخاوف الأردن والأردنیین وفلسطین والفلسطینیین وھنا نتحدث عن ثوابت تریدھا
إسرائیل متغیرة منذ العام ١٩٦٧ .فالأردن یرید أن یؤسس لنواة حراك سیاسي دولي یتماھى والخطر الداھم جراء
مشروع الضم الإسرائیلي على الرغم من كل التعقیدات التي تلوح في الأفق. والرھان لا یكون على مواقف دولیة
الیوم لأن القرارات الدولیة باتت رھینة الأدراج لا تطبق؛ الرھان الیوم على المواقف الشعبیة التي تدعم القیادة
الأردنیة وتؤیدھا في التصدي لمشروع الضم لما لھ من تداعیات خطیرة على الأردن وفلسطین ولاحقاً على لبنان
.وسوریا وغیرھا من الدول العربیة وفق المخطط المرسوم من قبل یعلم الأردنیون أن قرار الضم تھدید حقیقي لأمنھم القومي بل ھو خطوة إسرائیلیة لقطع ھمزة الوصل بین الأردن
.وفلسطین وتھجیر من تبقى من الشعب الفلسطیني من أرضھ وقطع الطریق علیھ لإقامة دولة فلسطینیة مستقلة