رهان على “وعي المواطن”!

رهان على “وعي المواطن”!
أخبار البلد -   اخبار البلد-

في مواقع التواصل يتبدّى هذا الوعي على حقيقته، وبشكل عفوي ومن دون تزويقه، ويظن السيد المواطن هنا أن بإمكانه ممارسة طبيعته من دون تحسب، ومن دون تورّع عن شيء. لسببين؛ أنه يدخل باسم مستعار غالباً، أو أن يرى الجمع كله على طبيعته فينساق إلى كشف طبيعته مثلهم من دون تردد.
أسرد لكم هنا قصة حقيقية صادفتها هذا الأسبوع على أحد مواقع التواصل الشهيرة، وفي صفحة عامة يسهر فيها نصف الشعب الأردني كل ليلة.
سألت سيدة بجدية ورصانة: "مرحبا لو حدا بده يتبرع بأعضاؤه بعد ما يموت، كيف ووين بقدر يعمل هالاشي؟!”. ولك هنا أن تتخيل طبيعة الإجابات، التي تبرع بها السيد المواطن وهو "على طبيعته”، وبكامل "وعيه”. ولكن لماذا أتركك تتخيل أيها السيد القارئ؟! فهنا مختارات وعينات من هذه الإجابات أنقلها لك حرفياً. بل أسردها بصياغاتها وأخطائها الإملائية حتى لا أفسد "طبيعيتها” ووقع الأصوات فيها.
قال أحد المعلقين في رده على السيدة: "انتي اتوكلي ع الله وبعدين بصير خير. شو أم هالمواضيع هذي عالريق”.
في حين تساءل آخر "طيب الواحد بدو يتبرع بأعضاؤه وهو عايش؟ كيف؟ انتي حرة”. ثم جاء معلق يعتقد أنه يملك وجهة نظر جادة ليقول "بس من وجهة نظري المبنية على كلام الدكتور عمر عبد الكافي، جسدك مش الك، هاد أمانة معك وبعدين كيف تعطي ما لا تملكي لمن لا يستحق”.
ثم تعليق يقول: "احنا في بلاد إكرام الميت دفنه خصوصا ازا بنت.. فكري بالمشرحة وكيف بيفتحو الجسم وبيستأصلوا جزء جزء. شيء مرعب بعدين عملية التخييط والتشويه في النهاية ما بتعرفي الناس المشرفة ع هاي العملية ونفسياتهم. الناس بتاكل بعض وهي عايشة فما بالك بس تكوني ميتة بعد عمر طويل الله يمد في عمرك.. ويخلي لكل عين رجاها”.
أما الذي ظن أنه سيحسم الجدل بوعيه الفائق، فقال "الوعي الوعي يا جماعة قبل لتنزلو بوست فكروا مليون مرة.. واسألي دكاترة الشريعة.. اللي بيدرسو قضايا معاصرة واجتهاد”.
في حين جاء آخر متذمراً من هذا الموضوع الدموي برأيه، فقال "شو هالنفسيات هاي تشريح وتقطيع”. ليتبعه المتذاكي الرصين بالقول "يعني ما بزبط تعملي خير الا بأعضائك يختي”.
أما شديد الإيمان فجاء بثوب الورع والتقوى ليدعو لها "اللهم قوي إيمانك”.
ثم قال الذي يحلّل ويحرّم "أنا من وجهة نظري وقناعتي الدعاة حكوا حرام لأنو الجسد مو الك بالنهاية لتخلي حدا يتلاعب فيه”.
وجاء صاحب النكتة وخفيف الدم ليلقي طرفته "القويسمة عند الجبالي”.
ليقول آخر "انتي توكلي على الله وبعدين بنقرر شو بدنا نعمل فيكي”.
أما صاحب العلم والاطلاع، فقال "هاد عنوان شب تاجر أعضاء في ألمانيا بفهم في هيك قصص”.
ثم تتالت مئات التعليقات الساخرة والمهينة والغبية، التي جرفت كالسيل بعض التعليقات المحترمة القليلة جداً.
ولا حاجة للتعليق على القصة، فهي تحمل في طياتها السؤال والجواب. والجواب على رهان الوعي أيضاً!
وهذا ليس جلدا مبالغاً فيه للذات، وليس مازوشية، أو استمراء للتقليل من شأن أنفسنا، لكنه توصيف لفئة لا يستهان بحجمها وعددها لا ينبغي إغفال أثرها، فهي حتى لو جادلتني بأنها قليلة لكنها كبقعة الزيت على سطح الماء.
.. وما كدت أنتهي من قراءة ذلك حتى طالعني عنوان كبير جاد: "وزارة الصحة تدرس قياس مناعة المجتمع الأردني”!
شريط الأخبار الأردن يؤكد أن الأونروا هي "طعام على المائدة" ويرفض أكاذيب إسرائيل وادعاءاتها المضللة ضدها ضبط 1792 متسولا في 3 اشهر "البريد الأردني" يحذر من رسائل احتيالية تدعي نقص معلومات التسليم طقس الجمعة أعلى من المعدلات الاعتيادية ..تفاصيل الحالة الجوية اليوم وغداً وكالة التصنيف العالمية AM Best ترفع التصنيف الائتماني لمجموعة الخليج للتأمين-الأردن إغلاق 35 مقهى في عمان لهذه الأسباب تعيين ناديا الروابدة رئيساً لهيئة مديري الشركة الوطنية للتنمية السياحية حسّان: الحكومة بدأت بتخصيص أراض لفئة الشباب انتهاء إعفاء السوريين من رسوم تصاريح العمل ومعاملتهم كبقية الجنسيات الملك والرئيس الإماراتي يبحثان هاتفيا جهود إنهاء الحرب على غزة ولبنان إعلان تشكيلة النشامى "الأساسية" أمام العراق ولي العهد في رسالة لمنتخبنا الوطني: فالكم التوفيق يالنشامى رئيس الوزراء: الحكومة تعمل على تطوير التعاونيات ودعمها لتمكينها من تنفيذ مشاريع زراعية نوعية تسهم في تطوير القطاع وتوفر فرص التشغيل الجيش الإيراني: سنرد ردا مدمرا على الكيان الصهيوني الضمان الإجتماعي يشتري (20) ألف سهم في البنك الأهلي الأردن يحتل المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج التمور وإنتاجنا السنوي يصل إلى 35 ألف طن متقاعدو مناجم الفوسفات الأردنية يردون على لجنة إدارة صندوق التأمين الصحي في الشركة متقاعدو شركة مناجم الفوسفات الأردنية يردون على لجنة إدارة صندوق التأمين الصحي في الشركة فضيلة الشيخ القاضي وائل سليم الراميني مدعي عام أول في محكمة استئناف عمان الشرعية.. الف مبروك الدكتور عصام الكساسبة يكتب.. 9 نقباء مقاولين بين الأمس واليوم