فتح خالد الكلالدة رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات الباب واسعًا للتخمينات حول موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة بقوله إن "الهيئة جاهزة، وبانتظار الإرادة الملكية لإعلان موعد الانتخابات البرلمانية".
فهل تتبع الانتخابات إجراءات الضم الصهيوني للضفة تموز القادم، وتستبق موجة "كوفيد- 19" الثانية الخريف المقبل، أم إنها تُفوِّت التوقيت المناسب الى ما بعد الصيف والخريف، لتفقد معناها ومغزاها وزخمها؟
تصريحات الكلالدة مبشرة رغم التشاؤم الظاهر في السؤال؛ اذ جاءت متزامنة مع نشر الجريدة الرسمية تعديلات على التعليمات التنفيذية الخاصة بقواعد حملات الدعاية الانتخابية رقم (7) لسنة 2016، وتعليمات اعتماد المراقبين المحليين للعملية الانتخابية رقم (3) لسنة 2016.
تعديلاتٌ تؤكد ان الوباء لم يعد عائقًا كبيرًا لتأجيل موعد الانتخابات الى ما هو ابعد من الصيف الحالي، مستبقًا الخريف، ومتزامنًا مع تنفيذ الكيان الاسرائيلي إجراءات الضم لأجزاء واسعة من الضفة الغربية.
فالتعديلات تشمل تعليمات تراعي قواعد السلامة العامة، ومن ضمنها توافر المعقمات داخل المقرات الخاصة بالمرشحين، واستعمال الأواني البلاستيكية، وتعليمات اخرى تتعلق بعمل المراقبين، وزيادة عدد الصناديق ومراكز الاقتراع بما يضمن التباعد الاجتماعي؛ ما يجعل من التوقيت قرارًا سياسيَّالدلالة والمعنى بامتياز.
استباقُ الخريف إجراءٌ صحي وقائي وطبيعي متوافق مع اجراء الانتخابات، كرد على إجراءات الضم للضفة وغور الاردن في الوقت ذاته؛ إذ تحوي الانتخابات في باطنها ردًّا على مخططات الضم الاسرائيلي لأجزاء واسعة من الضفة الغربية وغور الاردن بمسارها التعبوي ونتائجها التي ستفضي الى دبلوماسية ناشطة برلمانيًّا وتشريعيًّا.
الإعلان عن الانتخابات بات مرجحًا وفق هذه المعطيات في يوليو تموز القادم، لتنعكس الجهوزية في تنفيذ الإرادة المليكة في اب اغسطس القادم، مضفية نكهة خاصة على الحملات الانتخابية التي ستتحول الى تعبئة عامة للمجتمع والدولة واجهزتها في مواجهة إجراءات الضم، وتداعياته الخطرة على البلاد والوباء، وموجته الثانية.
الاعلان عن الانتخابات تموز/ يوليو وآب/ أغسطس المقبل رد عملي يعد الافضل والامثل على اجراءات الضم، ومخاطر الموجة الثانية من "كوفيد- 19" الخريف المقبل.
رَدٌّ قابل لأن يتطور كرد إستراتيجي على مخططات كيان الاحتلال الاسرائيلي، وكرد تفاعلي على الموجة الثانية من "كوفيد- 19" تحشد له القوى لمواجهة باتت مصيرية مع الوباء والاحتلال في آن واحد!