بينما كنت أثني على تقرير كتبه الزميل العزيز وليد الشنيكات عن "الحَمّارة" أي أصحاب الحمير الذين توظفهم بلدة السلط في قطاع التنظيفات بهدف الوصول الى الأماكن الصعبة الجبلية الضيقة في أحياء المدينة, روى لي حكاية قصّها عليه أحد العاملين وقد فضل الزميل عدم أيرادها في التقرير.
الحكاية أن عدداً من سكان أحد الأحياء اشتكوا من عُلُو صوت الحمار الذي يخدم حيَّهم لأنه يتسبب لهم بكثير من الازعاج ويوقظ ويخيف أطفالهم, فاحتار صاحب الحمار ماذا يفعل, حيث أن استجابته لمطلب السكان يعني في النهاية فقدانه لعمله.
لم تستمر حيرة صاحبنا كثيراً, فقد سمع أحد الخبراء بالحمير بقصته وزوده بالحل فوراً: إنه حلٌ بسيط يقتصر على وضع كمية من الشحم في مؤخرة الحمار الذي لن يستطيع بعدها رفع صوته بالنهيق, وبالفعل كانت النتيجة مذهلة من اول تجربة, إذ اختفى النهيق العالي وحل محله صوت مبحوح يشبه الشهيق, بمعنى أن الحمار لم يكف عن النهيق بل تم تبديل نبرة الصوت التي غدت محتملة ومكّنت صاحبنا من مواصلة عمله.
لقد استند الخبير الى حقيقة يجهلها كثيرون وهي أن الحمار جل أن ينهق جيداً عليه أن يغلق مؤخرته تماماً, وهو الأمر الذي لا يتحقق في حالة وجود الشحم.
لا يوجد في الواقع ما يمنع من تعميم الفكرة على جميع الثدييات التي تشترك مع الحمير في خاصية علاقة الصوت العالي مع إغلاق المؤخرة.
انصح الحكومة أن تبادر "بتشحيم" الشعب قبل أن يعلو صوت هذا الشعب هادراً: الشعب يريد تشحيم الحكومة.