خلال سنوات الدسائس والانقلابات العسكرية والحروب الاهلية التي دبرتها المخابرات الامريكية في امريكا الجنوبية, وراح ضحيتها مئات الالاف من الابرياء اضافة لنهب موارد تلك القارة, خلال تلك السنوات عرف العالم كله الفضيحة الشهيرة باسم كونترا غيت, وملخصها ان المخابرات الامريكية لم تدفع من جيبها دولارا واحدا لتغطية هذه الدسائس والانقلابات والحروب, انما قامت بتوفير نفقات ذلك من خلال غسيل العملة واموال المافيات والمخدرات وتجارة الاسلحة في (السوق العالمية السوداء).
ولمن لا يعرف ايضا, فان الامريكان يسيطرون على الاقتصاد العالمي من خلال نظام نقد عالمي صار الدولار فيه هو العملة الصعبة نفسها للامريكان (ورق, مجرد ورق, ومديونية داخلية محالة على العالم).
منذ سنوات ولا سيما بعد عار مانهاتن الذي اطاح بهيبة الامريكان في عاصفة الطائرات المثيرة للتساؤلات والامريكان يمولون سياساتهم الخارجية لادارة الازمة الرأسمالية من خلال اشكال جديدة من الكونترا غيت. فمن تمويل حملة مكافحة الارهاب الى تمويل (الثورات البرتقالية) عبر قنوات سرية لغسيل العملة وتغطية محلية في العواصم الخانعة الفاسدة (مسؤولون متنفذون وبنوك مركزية تحت السيطرة)...
ولكم ان تتصوروا بقية السيناريو: تارة خطابات هادرة عن مكافحة الارهاب في كل مكان من العالم, وباموال المافيات والمخدرات... وتارة خطابات رنانة عن الديمقراطية وحقوق الانسان, وبالاموال نفسها ايضا.
ومن سخرية الاشياء والاقدار معا, ان عالم المخدرات وغسيل العملة بقدر ما وضع برلمانات كثيرة في العالم تحت سيطرة المافيات وشراء الاصوات والضمائر عند الحكومات وقاع المجتمعات بقدر ما ضخ ايضا في صناديق دعم الديمقراطية وحقوق الانسان والمجاميع الليبرالية للثورات البرتقالية.
ديمقراطية المخدرات
أخبار البلد -