"القرعا بتتحالى بشعر بنت خالتها "
راتب يوسف عبابنه
لمن لا يعرف معنى هذا المثل الشعبي فهو يقال عند وصف الشخص الذي ليس لديه ما يتفاخر به من أفعال أو مواقف أو ممتلكات فيتفاخر بما لدى الآخرين كي يعزز موقفه أو رأيه.
فعندما ذهب نائبنا السابق السيد منصور مراد ومن معه الى دمشق لتأييد الرئيس السوري والشد على يده فيما يرتكب ما يرتكبه بحق شعبه ، كان لا يجد الصدى المطلوب لآرائه في الأردن باستثناء النزر اليسير منها.
أخذ صديقنا يدغدغ عواطف السوريين الرسميين و يعدهم بأن عشرات الآلاف من الأردنيين مستعديين للدفاع عن سوريا و الرئيس . نعم الأردنيون مستعدون للدفاع عن الشعب السوري الشقيق لكن ليسوا مستعديين للدفاع عن الأسد و شبيحته الذين يقتلون الشعب و ينكلون به.
ثم يقول صديقنا أنه يمثل عشائر الأردن . أية عشائر يمثلها السيد منصور ؟ وأية عشائر يمثلها من لا ينتمي اليها ولو فكريا و سياسيا على الأقل ؟
لذا أقول للسيد منصور لا تدعي بإمكانيات ليست لديك لأن الواقع يختلف كليا عن الشعارات . فالأولى أن ينصببّ جهدك على خدمة وطنك والمواطنيين الذين مثلتهم سابقا في مجلس النواب .
و يجب الا يغيب عن ذاكرتنا علاقة المد و الجزر مع النظام السوري مما يستدعي الحذر الشديد في التعامل مع نظام لا ينظر إلا في المرآة فيرى نفسه فقط .
أن يكون لديك فكرا قوميا ، فهذا شيء جميل . فالقومية من " القوم " أي مجموعه من الناس ينصهر فيها الفرد أما أن تكون مع الفرد و تتجاهل الجماعه فهذا هو الإستبداد بعينه و الشمولية بعينها و كلنا يعلم ما تفرزه الشمولية و الفردية وهناك الكثير من الأمثله في العالم .
فلندع الشعارات التي ظاهرها غير مضمونها . لندع شعار " نحن مع سوريا " ونقصد به نحن مع النظام . لندع شعار " يجب الدفاع عن الشعب السوري " والحقيقه أننا مع مؤسسة الحكم السوري .
بل لتكن شعاراتنا منسجمه بالشكل و المضمون ، وما عدا ذلك يكون نفاقا و النفاق خديعة تؤدي للخراب و النزاع .
حمى الله الأردن و غيارى الأردن .
و الله من وراء القصد .
11/10/2011