نقول هذا الكلام، ونحن نتابع أخبار المؤتمرات التي تُعقد في الخارج، وتتطلب تمويلاً لا نظنّه يأتي من مصادر ذاتية، ونقوله لأنّ اليد العليا تأسر اليد السفلى، وبالتالي فشرط الاستقلالية لا يتحقّق في حالة المعارضة السورية العابرة للعواصم الغربية، وبالتالي أيضاً فمن حق الناس أن تتساءل عن استقلالية الطروحات السياسية.
إسقاط النظام هو الشعار المطروح، ولكن التركيز على حماية المدنيين من الأمم المتحدة، وهو ما ركّز عليه ما يسمّى بالمجلس الوطني السوري، يعني حظر طيران ومفاعلات وقصفاً على الطريقة الليبية والعراقية، وسيعني على أرض الواقع إسقاط الدولة لا النظام، والفوضى الشاملة، وربّما التقسيم أيضاً.
الواضح أن تحويل الثورات العربية إلى حروب أهلية هو الهدف الغربي، وفي الحالة السورية فالأمر يعني تدمير مقدرات دولة تمتلك جيشاً مهماً يشكّل تهديداً دائماً لإسرائيل، وإذا لم يضع معارضو الخارج هذه النتيجة نصب أعينهم، لمنعها، فهم يشاركون بعلم أو بدونه بتنفيذ مخطط غربي إسرائيلي قديم.
ثورة الشعب السوري على الاستبداد تلقى تعاطفاً ومساندة من كلّ الأحرار في العالم العربي، ولكنّ ثورة الفنادق والمؤتمرات لن تلقى سوى الازدراء إذا كانت الباب الذي سيفتح على خراب دولة ظلت تشكّل عموداً أساساً للبناء العربي على مدار التاريخ.
سوريا .. إسقاط الدولة؟
أخبار البلد -
في برقيات ويكيليكس العشرات من الوثائق التي تؤكد تنسيق أطراف المعارضة السورية في الخارج، وبعض المنظمات في الداخل، مع الخارجية الأميركية، ومن حقّنا أن نتوقّع أن هذه المعارضات تحصل على دعم مالي من واشنطن وغيرها، بالاضافة الى الدعم السياسي واللوجستي بالطبع.