ناقشت مع صديقي الطبيب اللبناني أيضاً موضوع أو نظرية حرب الفيروسات، وهي مرجعية تنتمي إلى نظرية المؤامرة، وإن كانت الفيروسات القاتلة ثبت استخدامها في حدود «شخصية وفردية وضيقة» من قِبل أجهزة الاستخبارات السوفياتية والروسية والأميركية والإسرائيلية، وبالتالي «نظرياً» من الممكن أن تحصل، ولكن هناك خطورة صعوبة في إبقائها محصورة جغرافياً في منطقة معينة مع الأجواء المفتوحة وسهولة السفر والانتقال.
وانتقلنا بالحديث إلى قضية دستورية مثيرة، وتحديداً قصة عزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفي الكيفية التي يتعامل بها طرفا الصراع؛ معارضو الرئيس ترمب من الحزب الديمقراطي وأنصاره من الحزب الجمهوري. الديمقراطيون في مرحلة «بناء القضية» اعتبروا أن الرئيس خالف الدستور بإقحامه لحكومة خارجية في الشأن الداخلي، وهذا كان بحسب الآباء المؤسسين للدستور الأميركي أهم قواعد تأسيس قانون عزل الرئيس، وعندما وصلت «القضية» إلى مجلس الشيوخ بعد الحصول على العدد الكافي من الأصوات المطلوبة في مجلس النواب، إلى قضية بقاض هو رئيس المحكمة الدستورية العليا والمحلفون هم أعضاء مجلس الشيوخ أنفسهم، وهناك قرر فريق الرئيس ترمب أن يعتمد على القانون وليس الدستور وبدافع أن المذنب يجب أن يكون مذنباً «بلا أدنى شك».
القضية المنظورة الآن فيها «شك»، وبالتالي لا يمكن أن يكون الرئيس مذنباً، ولكن كيف يمكن أن تكون قضية مكتملة وكاملة من دون شهود؟ وهذا ما ينادي به الادعاء. ومع كتابة هذه السطور يصرح السيناتور ميتتس ماكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ بأنه لا يمكن وجود أصوات كافية لمنع استدعاء الشهود، وهي المسألة التي كان ينادي ويطالب بها لإغلاق القضية بشكل سريع.
قضيتان محليتان أصبحتا عالميتين؛ نظراً لتأثيرهما العظيم على العالم. المحلي أصبح عالمياً، الزمن تغير فعلاً.