هل الأردن ضعيف وهش ؟!!!!!
يعرف الجميع أن الأردن أمام تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية وهذا لا يعني بالضرورة أن الأردن دولة ضعيفة وليس لديه وسائل تجعله قادرا للدفاع عن أرضه وشعبه أي أن الأردن ليس بالدولة الهشة التي تتأثر بأية عوامل سواء كانت داخلية أو خارجية ... نعم لدينا تحديات كبيرة تبدأ من عجز الموازنة العامة والمديونية وتراجع المنح الخارجية وارتفاع فاتورة النفط وانخفاض معدل دخل الفرد والبطالة والمحسوبية والفساد وسوء توزيع المكاسب على المحافظات وصولاً الى التحديات الخارجية ذات وخاصة في القضايا ذات البعد الإستراتيجي والتي بحاجة الى حلول عميقة وجذرية .
الدولة تقوم على ثلاثة إمور مهمة أرض – قيادة – شعب وهي والحمد لله متوفرة في الأردن مما يقودنا الى التطلع بجدية للعمل من اجل أن يكون لدينا أردن جديد منطلقين من الرؤية الملكية التي دعت الى :
( إطلاق عملية تفعيل وطنية وعملية اندماج عالمي )
وحسب هذا الطرح الفاعل والجاد إنها دعوة صريحة من جلالة الملك الى الشعب الأردني بكافة شرائحه وأطيافه ومهما كانت التوجهات البدء من اجل تأسيس الأردن الجديد الذي يقوم بالبدء بعملية تغير وإصلاح ترتقي الى المستوى المطلوب .
الأردن كغيره يتأثر بمحيطه العربي الذي يعتبر تحدياً بحد ذاته ولكن هذا لا يمنع من أن الأردن فيه عدة مرتكزات إيجابية كالأمن والاستقرار وعمق التفاف المواطنين حول قيادتهم الهاشمية الحكيمة التي استطاعت تخطي الكثير من العقبات وخاصة تحركها السريع تجاه الأحداث والتحلي بالحكمة في إدارة هذه الأزمات في مثل هذه المرحلة الجديدة لمل يجري من تحولات على المنطقة وما طرأ من تغير على الكثير من المواقف .
الأردن الجديد - الإصلاح – التعديلات الدستورية – مكافحة الفساد – تفعيل الحوار لم تأتي جمل معترضة بل كانت من وإرادة جادة وقرار سياسي وهي بمثابة وثبة تاريخية ومفصلية طوت خلفها الكثير من اللغط من قبل قلة من المراهنين على سقوط الأردن في براثن التجزيء والتفتيت الذي حذر منه المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال والذي كان دافعا قويا لجلالة الملك عبدا لله الثاني للعمل فعليا من اجل المحافظة على وحدة الشعب الأردني وكما قال جلالته:
(التغير عملية وليس موقفا والفشل في تحقيق التغير خسارة للجميع )
هذا يؤكد على سلامة النوايا الإصلاحية التي تدعو إليها القيادة ويفند الكثير من المزاعم التي تريد إرجاعنا الى الخلف وتشكك في عملية البناء والتطوير.
الإصرار والعزيمة التي نراها ونجدها في جلالة الملك بالمضي فعليا بالإصلاح الذي يقوي القدرة على تلبية مطالب الناس والعمل الجاد من اجل أردن جديد يدعونا الى الوقوف معا والشد على يد جلالة الملك ومساعدته لتخطي هذه الأعباء التي يعمل البعض على استغلالها بشكل يؤدي الى الهدم في بناء الوحدة الوطنية ويشوه الحس الوطني لدى المواطن الذي عليه الحذر من الانجرار خلف ما يطفو على السطح من تيارات شغلها الشاغل السعي الى خلخلة المجتمع فكريا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا حتى أنهم لو استطاعوا لدخلوا كل بيت وفرقوا بين الرجل وزوجته وبين الأب وأبنائه وبين الإخوة .
الأردن دولة القانون والمؤسسات ليس بالهش ولا بالضعيف وتاريخ الأردن حافل بالمواقف المشرفة منذ عهد الإمارة والى الآن احتوى الأردن على العديد من التيارات كالأحزاب والنقابات والجمعيات والهيئات والتجمعات والتي مازال لها دورها الفاعل في إثراء العمل السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي وفي تفعيل لغة الحوار واحترام الآراء وتعددها ليبقى الأردن كما عهدناه قويا وقادرا على صد كل الأصوات النشاز التي ترتفع من اجل إثارة والنعرات والعنصرية والإقليمية هدفهم تجزئة الوطن وقتل روح المواطنة الصالحة وتشويه الهوية الوطنية الأردنية الجامعة حيث أن هذه الأبواق الناعقة تجرم كل من يدعو الى تفعيل الولاء والانتماء للوطن والقيادة ويستكثرون على المواطن الأردني تلبية نداء الواجب في حب الأردن والدفاع عنه .
ليرتفع الصوت عاليا من أجل تحقيق الأردن الجديد ومن اجل مستقبل واعد ومشرق للأردن وشعبه الطموح وقيادته الحكيمة وهذا نصل إليه إذا استطعنا السير بثبات من اجل تحقيق التنمية الشاملة لمختلف القطاعات وتوسيع المشاركة الشعبية وبناء شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص وتطوير العملية التعليمية وتقديم أفضل الخدمات الصحية الشاملة والتركيز على تنمية الموارد البشرية للوصول الى إنسان أردني منتج وقادر على مواجهة التحديات وأصحاب الأجندة الخاصة والأفكار السامة الهشة المتآمرين على راحة المواطن الذي يسعى لبناء الأردن الجديد ومستقبله المشرق وهذا يقودنا من اجل تحديد الأهداف والأولويات وتحقيقها وفق مناخ يكفل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية ويدعو الى الترابط الاجتماعي والإعلاء من الشعور بالحس الوطني لنتمكن من التطوير والبناء ولتحقيق جميع الانجازات .
ابراهيم خطيب الصرايره