هذه من المرات القليلة التي ينشغل فيها الرأي العام الاردني باسم الشخص الذي سيكلف بتشكيل الحكومة الجديدة, انه ضرب في الرمل في بلد لا يمكن وصف التغيير الوزاري فيه الا بانه يحمل اعراض الجلطة او السكتة الدماغية, اي لا يمكن توقع خروج او قدوم حكومة,لان اعراض الحالة يصعب تشخيصها, مثل الجلطة او السكتة التي لا تشعر بها الا والمصاب في غرفة العناية الحثيثة او في ثلاجة الموتى.
وهذه التوقعات حول الرئيس الجديد, متداولة على السنة الناس وفي الاعلام والجديد ان مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية دخل على الخط وبدأ بتنفيذ استطلاع للرأي حول شخصية الرئيس الجديد, وحسب نتائج غير رسمية او نهائية, فان المشاركين في الاستطلاع رشحوا رئيس الوزراء الاسبق والمعارض الحالي احمد عبيدات يليه وزير الخارجية المخضرم عبدالاله الخطيب.
نتائج الاستطلاع لا تعني ان يأخذ بها صاحب القرار, بل هي عملية قياسية لبيان اتجاه الرأي العام ولا اتجاه النظام السياسي, لذا فان الوقائع تستبعد بشكل اوتوماتيكي اسم المرشح الشعبي احمد عبيدات نتيجة مواقفه المعلنة لا قدرته او نزاهته, نظرا لطبيعة المرحلة التي يفكر النظام السياسي بادارتها باسلوب "التتابع" وليس اما عبدالاله الخطيب الدبلوماسي الاردني ومبعوث الامين العام للامم المتحدة في ليبيا الثورة, فانه شخصية وطنية ذات خبرة وعلاقات داخلية وخارجية واسعة, ويحظى بالقبول على المستويات كافة وليست له عداوات او مواقف مضادة, ولديه باع اقتصادية, علاوة على خبرة سياسية تؤهله لمنصب الرئيس, يضاف الى ذلك دوره في ليبيا وعلاقاته مع النظام الجديدة .
ومن هنا فان الخطيب يمكن ان يلعب دورا مهما يفيد الاردن واقتصاده الذي يطمح الى دور في إعادة بناء ليبيا الجديدة من ناحية تدريب وتجهيز الجيش الليبي والاجهزة الامنية وبناء الادارة الحكومية الجديدة اضافة الى الدور الاقتصادي الذي يتلخص في فتح الاسواق الليبية امام العمالة الاردنية الماهرة وامام رجال الاعمال والمقاولين والتجار الاردنيين بانواع صناعاتهم ومنتوجاتهم وتجاراتهم كافة, وهي قضية حيوية للاردن اليوم.
وتوسعا في طرح الاسماء فانني اقترح اسم رئيس الوزراء الاسبق عبدالكريم الكباريتي, الذي يعتقد كثيرون انه من الشخصيات التي تناسب المرحلة الحالية "مرحلة التنظيف وازالة الانقاض" بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة وطالنا منه الكثير.
فالكباريتي شخصية ديناميكية سياسية اقتصادية نظيفة اليد لم يلوثها البزنس, تتمتع بخبرة كبيرة. والاهم من ذلك ان الكباريتي بتركيبته قادر على الاقناع وعلى استعمال كلمة ( لا ) عند ضرورتها, وهذه ميزة فقدها الكثير من رجال الحكم, وادت الى الانحطاط السياسي الذي نعيش. الحكومة الجديدة قادمة خلال ثلاثة اسابيع على الاكثر, لننتظر ونر?.
من هو الرئيس المقبل ?
أخبار البلد -