انتهت المسرحية الإسرائيلية، بعودة السفير وطاقمه إلى سفارتهم المعزولة بعد قضاء يوم عطلة على حساب حكومتهم.. فالنظارة على المسرحية في الرابية امام مسجد الكالوتي لم يتجاوزوا الأربعمئة بعد ان كانوا على «الفيس بوك» مليوناً في تظاهرة مليونية.. وتراجعت «هآرتس» و»يديعوت احرونوت» عن التطبيل في المسرح الفارغ، فالنظام الأردني ليس معرضاً للسقوط، وقصة رعبه من ضم جزء من الضفة الفلسطينية .. وزيادة عدد الفلسطينيين 4ر2 مليون إليه، هي أضغاث أحلام صهيونية. ودراسات معهد بيجن – السادات في تل أبيب هي أمان وليست تنبؤات استراتيجية. فكل المسرحية الإسرائيلية كانت رداً غير مباشر على ملاحظة الملك في إحدى اجتماعاته الأخيرة: ان الأردن ومستقبل فلسطين هو أقوى من إسرائيل. وعلى الاسرائيلي أن يخاف اليوم ولسنا نحن!!.
كان جلالته يرد على «المستعينين بالله» من زوار السفارة الأميركية, ويرد على توقيت إطلاق تقاريرها على الويكيليكس، ويرد على الحملة الصحفية الإسرائيلية واصدائها في واشنطن!! فدراسة معهد بيجن - السادات في تل أبيب, تنبه الى ضرورة «تعقب إسرائيل لتصريحات العاهل الأردني» و»الامساك بالحساسيات الخاصة في الاردن» فيما يسمى بالأصول والمنابت.. ذلك ان الملك اكد لمستمعيه في رغدان: انه تعرف عن كثب على ثلاث إدارات أميركية, وأنه لم يتعرض منها لأية ضغوط حول الوطن البديل للفلسطينيين, أو توطين الفلسطينيين, أو أي شيء يتعلق بالمشتركات الأردنية الفلسطينية. فإسرائيل عملياً تتاجر بأدوات محلية منها جماعات الحقوق المنقوصة, وجماعات إعادة الأردن إلى عهد الامارة.. وزوار السفارات, والطامحون إلى الوظائف السياسية في الدولة. فنحن عندنا موظفون وما عندنا سياسيون!!
ونعود نقول: بلدنا قوي, ولا لزوم للتحسب والخوف, ولا معنى لتصريف كل ما يقال فنحن نعطي إسرائيل وأميركا من القوة ما لا تستحقانه.. وخاصة في هذه المرحلة!!
الصحف الإسرائيلية، والناقلون عنها في الصحف العربية، وأجهزة الاشاعات في الموساد، وقرار تفريغ السفارة في عمان خوفاً من «التظاهرة المليونية»، لم يكن هذا الأسبوع إلا استجابة لقرار حكومة نتنياهو: عدم الرد بشكل رسمي على تصريحات العاهل الأردني.
.. ومرحباً بالرد الإسرائيلي!.