فجأة ودون سابق إنذار ينفجر في وجه الحكومة لغم المساعدات المالية للفقراء والطلاب عن طريق السادة النواب، وهو تقليد قديم جرى به العمل ولم يعترض عليه أحد من قبل، فما الذي تغير الان ولماذا؟؟
وفجأة ودون سابق أنذار يعود موضوع (الكازينو) الى الاعلام ب (كازينوهات) وافقت عليها حكومات سابقة ليبدأ نقاش وجدل.
وفجأة ودون سابق إنذار تنتشر شائعات تملأ البلد وتثير حفيظة المواطنين، بأن الحكومة تدرس رفع الدعم عن الخبز فيعلن الرئيس بالفم المليان أن الحكومة لم تبحث ولم تفكر بهذا الأمر أطلاقا، ومع ذلك وبعد يومين من تصريحات الرئيس تجيش المسيرات في عدد من المدن ضد (رفع الدعم عن الخبز) وترفع شعارات مثيرة مثل (الخبز خط أحمر).
وفجأة ودون سابق إنذار ترتفع حرارة الجدل السياسي على وتيرة إقليمية بسبب مقال (أعوج) تتبعه بيانات منددة وبيانات مؤيدة تتحدث في المحرمات شرعا والمحرمات وطنيا وسياسيا، فلا يختلف كثيرا ما يقوله أريه الداد عن الاردن عن ما يقوله دعاة المحاصصة والتجنيس وتخسيس الوزن الوطني الديمغرافي في الارض المحتلة، فيضطر جلالة الملك لوضع النقاط على الحروف ولجم المشككين والمرجفين.
فهل ذلك كله مجرد مصادفة؟؟
ولأن (التعديلات الدستورية ) والتي أحب تسميتها (تحديثات دستورية) فما يجري من حيث المضمون هو تطوير وتحديث على الدستور وليس تعديلا لشيء انحرف أو أعوج، أقول أنها تؤسس لبداية مرحلة جديدة تسحب البساط من تحت أرجل هواة المعارك السياسية في الشارع فانه لا مصلحة لكثيرين في استقرار مسيرة الاصلاح السياسي على سكة ثابتة لا مكان فيها للحراك غير المؤسسي فالانتقال من العمل في الشارع الذي لا يكلف أكثر من شعار رنان ولافتات قماش الى العمل المؤسسي من خلال الاحزاب أو مؤسسات المجتمع المدني الاخرى أكثر كلفة ومسؤولية ومحاسبة، فان تفجير الغام سياسية وإثارة الشارع وافتعال أزمة حكومية ليست الا ألعابا نارية لعرقلة التعديلات الدستورية أطول مدة ممكنة وهو ما يهدف اليه العاجزون عن تقديم برامج وخطوات عمل على الواقع وهم من أسميهم جماعات (الفوضى السياسية) ويلتقي ذلك مع مصلحة أحدى القوى السياسية التي تريد تأخير الاصلاحات والتوقف في مرحلة الاحتجاجات المتواصلة دون الاتفاق على شيء أو الحوار حول أي شيء إلى أن يتضح ما ستؤول اليه التطورات في سوريا ومصر، لتطوير مطالبها وتحسين موقفها التفاوضي الحواري.
نريد أن ننتهي من التعديلات الدستورية وأن نرى قانون انتخاب جديدا في أسرع وقت وأن يبدأ العد التنازلي لانتخابات نيابية باشراف قضائي, انتخابات نزيهة نباهي بها العالم الديمقراطي ليكون مجلس النواب والاحزاب هما ساحة العمل السياسي الحقيقي قبل أن تغطي التوالدات (الاميبية) لجماعات (الفيس بوك) على الافق والمشهد السياسي.
نريد أن ننتهي من الالعاب النارية السياسية التي تعكر الاجواء وتلوث المناخ الوطني ولا سبيل الى ذلك الا بالمضي قدما في انجاز التعديلات على الدستور وانجاز قانون الانتخاب وساعتها نقول لكل اللاعبين (هذا هو الميدان يا أبو حميدان).
أما اللعب خارج الملعب فلن يكون حينها مقبولا ولن يجد جمهورا.