أتذكر الآن عندما كان مصروفي في المدرسة من الأول ابتدائي إلى الثالث ابتدائي ( قرشاً واحدا فقط ) و كان ثمن نصف رغيف السندويش بـ ( شلن / خمسة قروش ) ..لم أكن أستطع أن أشتري حتى نصف رغيف سندويش ؛ لستُ أنا وحدي كذلك ..بل قسم كبير من أبناء الحراثين أمثالي ؛ و كنّا نكتفي بمراقبة الآخرين وهم يستمتعون بالفغم و اللهط ..! حتى تمردتُ على مصروفي و جرت مفاوضات ..وتم زيادته إلى قرشين ( قرطة ) فرفضتُ ..قرشين و نصف فرفضتُ ..و انتصرتُ بأخذ الشلن كاملاً دون نقصان من أجل نص رغيف سندويش ..!
أعلم أن مصروف طلاب الأغوار الآن ليس ( شلن ) و لكنه لا يصل إلى نصف دينار بأي حال من الأحوال ..ابن العز هناك قد يكون مصروفه ( ربع دينار ) و الغالبية إما عشرة قروش أو بريزة و شلن ..أو لا يأخذون المصروف إطلاقاً ..!! وهناك من الطلاب من يشبهني في أيامي تلك و يبقى يراقب الأفواه و هي ( تمعط ) بالسندويش أمامه و هو يؤجل فكّ عقدة الحرمان إلى فرج الله القريب ..!
لا أعتقد أن السندويشة في عمّان أم الغلاء ؛ قد وصلت إلى نصف دينار ..فكيف في قرية المحرومين و الفقراء ..!! المسألة بحاجة إلى تدخل حكومي سريع ..فالذي لم يعش ذلك الإحساس من الحرمان لا يمكن أن يدرك ما قد يُبنى عليه ..!!
أيتها الحكومة الهاربة من السندويشات ..لا أطالب بمجانية السندويش للطلاب ..ولكنني حتماً أطالب بتسعيرة السندويش على ( قد ) مصروف أبناء قريتي المحرومة ..!!
abo_watan@yahoo.com
السندويشة بنصف دينار
أخبار البلد -
أول أمس كنتُ و الفنان خليل مصطفى في قريتي (الكرامة) ..تقدم أحدهم من الجمع الذي نجلس فيه و اشتكى أن بعض المطاعم في الكرامة تبيع ( سندويشة الفلافل و الحمص ) للطلاب بنصف دينار ..!! لم أصدّق بداية ؛ فقلت للمشتكي : لعلها سندويشة شاورما ..؟ فسخر مني قائلاً: هو في شاورما في الكرامة كلها ..؟!