اخبار البلد - سلسبيل الصلاحات
خريج المعهد العالي للموسيقى العربية في القاهرة ، عازف لآلة الكونتراباص ينتمي لأسرة فنية بحتة ، كان اول نقيب لنقابة الفنانين الأردنيين ، فنان عريق غنى جميع الأنماط الغنائية (الطقطوقة، الموشح ، الدور ، الشعبي والعاطفي، الفلكلور، الدينية )، لديه 7 البومات غنائية متنوعة و 6 البومات ابتهالات دينية ولديه ما يزيد عن 30 عمل فني خاص بالأطفال ، المطرب الأردني الوحيد الذي طُبع له إسطوانات وأشرطة وزعت من خلال شركة (اي ام اى ) اليونانية بشكل عربي وعالمي
هذا هو الفنان العريق صاحب الحنجرة الذهبية "مالك ماضي " بألقه ورونقه وتميزه في الغناء بالزمن الجميل والكلمة العذبة واللحن الرنان والذي تفردت "اخبار البلد" بلقاءه والحديث بشكل مطول عن بداياته واعماله ونجاحاته المبهرة ..
الفنان مالك ماضي بدأ في حديثه عن اسرته الفنية التي ترعرع بها فوالده عازف ووالدته ايضاً عازفة ومالك ماضي كان موهوباً منذ الصغر.. تدرب في البداية على الموسيقى والعزف وهو بنصف المرحلة الثانوية في المعهد الوطني تحت يد المعلم عبدالكريم عوض رحمه الله .. وبقي يعزف على آلة الكنتراباص ..ولان والده كان رجل منفتح ومتفتح في ذاك الزمان وليس متزمت اتجه مع رغبتي لدراسة الموسيقى ..
واكمل الفنان مالك ماضي حديثه ، درست في المعهد الموسيقي الأردني التابع لوزارة الثقافة لمدة سنتين وكانت مديرة المعهد انذاك هالة نسيبة لكن الهدف كان الدراسة بشكل اعمق ..لذا تم اللجوء الى بلد الفنون والثقافة مدينة القاهرة لإكمال الدراسة .. وبعد اكتساب الخبرة عدت الى الأردن ولم يكن امامنا في ذاك الوقت عدا الإذاعة والتلفزيون والتي عملت بها خلال فترتها الذهبية لمدة 10 سنوات حيث دخلت كعازف لكن هدفي كان الغناء ..
واسترسل في حديثه فيما يخص دراسته للموسقيى وموهبته قائلاً: أن العلم يضيف للفرد .. فاذا كان الانسان يملك الموهبة بشكل حقيقي فالعلم يسقله.. ولكن اذا لم يكن موهوباً العلم لن يضيف له شيء فقط مجرد انه يحمل شهادة دون فعل .. وهذا الشيء بات حاصلاً في الاردن العديد من الافراد يحملون الدكتورا في عالم الموسيقى ولكن ليس لهم وجود فعلي .. بالرغم من ان الموسيقة فعل وليست شهادة مؤكداً بأنه ليس ضد الشهادة فهي تقوي ولكنها ليست الاساس .
واستذكر الفنان ماضي في حديثه عدة امور حيث قال: قبل ان يتم تعييني في الإذاعة الأردنية عملت مع فرقة حسين نازك" فرقة العاشقين" وهي فرقة فلسطينية ، بالإضافة الى فرقة عبود عبد العال جميعها كانت في سوريا ، من ثم قدمت الى الأردن وتعينت في الإذاعة والتلفزيون وكان أنذاك عدنان ابو عودة وزيرا للإعلام وكان السبب في تعييني بالإذاعة لمدة طويلة قبل تفرغي للعمل الخاص .
واسترسل في حديثه ، فترة عملي بالإذاعة كعازف شُكلت فرقة أردنية غنائية في ذاك الوقت وتم اختياري للعزف على آلة الكونتراباص وتعلمت عليها وكان الأستاذ يوسف نصرة هو من يقوم بتدريسي على الآلة بالإضافة الى إلياس فزع وفؤاد ملص ود. عبدالحميد حمام الكان اوائل من حصلوا على شهادة الدكتوراه في عالم الموسيقى بالأردن ،هذا عدا رضوان المغربي الذي يُدرس الموشحات هؤلاء وغيرهم كانوا نواة المعهد الحقيقي
وتحدث الفنان عن الاغنية الاردنية التي كان لها رونق خاص وقال : في ذالك الزمن كانت الفترة الذهبية لعالم الأغنية الأردنية التي كانت في رونقها في السبعينات وكانت بطلة الغناء الأردني سميرة توفيق وسلوى العاص ..لكن الإعلام الأردني لم يكن يخدم الفنان بشكل حقيقي ولا نسمع في الوقت الحالي عدا الاغاني الوطنية الذي اسميه "الغناء العسكري ".. فالاغنية الوطنية القديمة لا تنسى مهما مر عليها من وقت وزمن فلن ننسى اغنية " زهرة المدائن " و" اردن ارض العزم" المتواجدة منذ عام 1963 ولا تزال عالقة في الذاكرة .
الفنان مالك ماضي سجل اول اغنيتين في حياته في سوريا وكانت من الحان الاستاذ راشد الشيخ ..وكان قد عمل اغنية مشهورة جدا في العالم العربي اسمها " امجاد يا عرب امجاد" وكانت بمثابة نشيد وطني للعالم العربي ... ثم تطورت الأغنية بنصوصها بعد ان كانت مستقاه من النساء ومن الأفراح الشعبية وكان بطل هذا المشروع جميل العاص والشيخ رشيد زد الكيلاني الذي كتب اغلب الأغاني الأردنية وبعض الأغاني التي كتبها حابس المجالي في ذاك الزمن وما قبل .
وعن جمالية اللحن والكلمة قال الفنان مالك ماضي ان النص هو الأساس في الأغنية ومن ثم يليه الصوت وثم اللحن وهذه الركائز الثلاث الأساسية حيث ان غياب احدها تجعل الاغنية بلا معنى .. ودائما النص الأساس لانه الحافز الأساسي للأغنية فيما أن الملحن ايضا يخلق من الحالة النصية حالة فعلية .
واكمل حديثه فيما يخص انماط الأغاني التي يعشق غنائها بالرغم من تجربته لكافة الأنماط .. انه محب للاغاني خفيفة الظل رصينة المعنى..التي تجذب المستمع من اول مرة وسريعة الوصول للمتلقي وفيها صورة غنائية اجتماعية كـ اغنية "لو عندي ولد"
الفنان مالك ماضي لم يكن عازفا فقط بل كاتباً وملحناً لكنه يعشق التخصص وبعد ان لحن العديد من الاغاني الخاصة به فضل التخصص بالغناء قائلاً : الذي يشاهد ويسمع يختلف عن من هو داخل الفعل والشخص المستمع والمشاهد اقوى في ملاحظة الإبداعات والأخطاء ..وهناك العديد من الملحنين افضل التعامل معهم واقدرهم نظرا لموهبتهم المميزة كالملحن والكاتب جوزيف حنا فهو لم يقدم عمل اي عمل الا وكان جميلاً وايضا نوبلي فاضل ملحن جزائري ، والملحن محمود عبد العزيز ملحن من الجزيرة العربية و لكل منهم طريقة في التلحين لكنهم مميزين ..
صورالفنان مالك ماضي العديد من الأعمال في معظم الدول العربية اضافة إلى التبادل البرامجي بين الدول العربية من خلال اتحاد الاذاعة والتلفزيون بالاضافة إلى تمثيله للاردن إذ كانت من اوائل الدول المهتمة بهذا المجال في العالم العربي تحدث عن ما يتعرض له الفنان بشكل عام من انتقادات حيث قال : ان المشكلة الأساسية في عالم الفن غياب النقاد المتخصصين فهناك ناقد يتحدث عن خبرة ومعرفة وفهم فالنقد لدينا عشوائي ومزاجي وعاطفي وليس انتقاد بناء ..لكن ايهما افضل سواء المتخصص او غير المتخصص يبقى الجمهور هو الحكم الأول والأخير ..
وفي حديثه عن الظهور التلفزيوني قال: ان الفترة التي ظهرنا بها على الشاشة كانت فترة ذهبية والقنوات جميعها محلية فالمجتمع مجبر ان يراك وفي تلك الفترة كان الجمهور اقرب الى الفنان والاهتمام في الحالة الفنية كبيرة فلا احد يستطيع الغناء في الاذاعة والتلفزيون ان لم يخضع لاختبارات وقواعد واسس ويتم اجتيازها .. على عكس هذه الايام المحطات كثيرة ومفتوحة لكل من شاء .. واصبحت مقومات الشهرة تختلف عن القديم فبعد ان كانت بالسمع اصبحت بالصورة والشكل وليس بالمضمون
واكمل حديثه عن الالبومات التي تميز بها حيث لديه 7 البومات غنائية متنوعة و 6 البومات ابتهالات دينية ولديه ما يزيد عن 30 عمل فني خاص بالأطفال قائلا : انه غنى اغاني لها علاقة بثقافة الطفل ليس فقط في مرحة بل كانت اغاني تعليمية تثقيفية .
وكون ان الفنان مالك ماضي كان المطرب الأردني الوحيد الذي طُبع له إسطوانات وأشرطة وزعت من خلال شركة (اي ام اى ) اليونانية بشكل عربي وعالمي قال : ان الشركة كانت توزع الاعمال على كافة انحاء العالم وهذه الاعمال جميعها كانت انجاز شخصي ودعم نفسي فما يحصل عليه من الفن يعيده الى الفن لانتاج وتسجيل الاغاني مع نخبة الفرقة الماسية ..لذلك كانت اعمالي تشاطر الاعمال الدولية ...
وقام الفنان مالك ماضي بعمل مسرحية استعراضية كانت تحوي على الفنون السبع تحت عنوان "الزمن لمين" تتحدث عن واقع الفن في العالم العربي وكانت بمشاركة الفرقة القومية الاردنية والمخرج الشاب محمد الضمور بالاضافة إلى مجموعة من الوجوه الفنية الدرامية وعمل ماضي موشحاً في تلك المسرحية
مالك ماضي والذي شغل عدة مناصب فقد كان عضو مسرح الفوانيس ، عضو فرقة النغم العربي المختصة في التراث العربي ، شغل عضوا في مجمل هيئات ادارية لرابطة الموسيقيين الاردنيين ،شغل منصب رئيس لرابطة الموسيقيين الاردنيين لمدة ثلاث سنوات ، احد اعضاء اللجنة الوطنية لدعم الثقافة والفنون ، احد اعضاء اللجنة العليا لمهرجان الطفل شغل منصب امين سر نقابة الفنانين الاردنيين التي تأسست عام 1997 ، وهو اول نقيب للفنانين الاردنيين لدورته الاولى 1998-2000 ، شغل منصب نائب نقيب في الدور الثالثة للنقابة ، صاحب مؤسسة القدس للانتاج الفني مسموع ومرئي وهي مؤسسة تعنى بالشؤون الفنية والثقافية على كافة الاصعدة
وفي حديثه بالأخص عن منصب نقيب الفنانين قال : انه كان حلم كل فنان اردني وكنا نتمنى دائماً ان نرى نقابة للفنانين على ارض الواقع ..وناضلنا وكافحنا ربع قرن من اجل قيام نقابة الى ان انشأت عام 1997 حيث كانت آخر نقابة وشحت على يد المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال .. فقامت النقابة وكانت تجمع خمس مهن .. وكان الترشح للحصول على منصب نقيب الفنانين امراً ليس سهلاً فكل المترشحين اسماء كبيرة في المسرح وكنت الوحيد الموسيقي ولكن توفقت من الله وونجحت في استلام النقابة انذاك وكانت مرحلة صعبة لأنها اول تجربة لكن استطعت ان افعل شيء لها حيث تم شراء مبنى للنقابة وتشكيل كادر اداري ومالي وترميم البناء ..
لم يترشح الفنان مالك ماضي مرة اخرى لنقابة الفنانين حيث يؤكد بان من يريد ان يعمل ليس مشكلة اين مكانه لذا ترشح بالمرة الثانية كعضو .. ولا يزال يعتبرها لغاية الان له ولكافة الفنانين الخيمة الفنية الحقيقية والمرجعية لكل فنان .
الفنان مالك ماضي فنان موهوب حاز على العديد من الشهادات التقديرية من خلال مشاركات عديدة في المهرجانات العربية في الجزائر وفي مهرجان جرش ومهرجان المحبة في سوريا ومهرجان القاهرة الدولي للاغنية الاول والثاني وايضا في مهرجان بابل لعدة مرات وغيرها.
وختم الفنان مالك ماضي حديثه عن ابنته "كارولين ماضي " حيث قال انها استمرار لحياته الفنية وهي مشروعه المستقلبي . حيث استطاعت "كارولين " ان تثبت وجودها في العالم العربي ليس بالاردن فقط بل في العالم العربي .. ولها وجودها في العديد من البرامج ذات القيمة كـ بيت القصيد فهي نموذج لـ " "كيف تكون الفنانة "