أهان مانشستر يونايتد ضيفه آرسنال وأكرم ضيافته بثمانية أهداف مقابل هدفين فقط في ختام الجولة الثالثة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز 2012/2011، ليتصدر اليونايتد المسابقة بفارق الأهداف عن جاره مانشستر سيتي.
افتتح داني ويلباك التسجيل ليونايتد ثم أضاف يونج الهدف الثاني في الدقيقة 28 بعد انقاذ رائع من دي خيا لركلة جزاء فان بيرسي ليحقق منعطفاً هاماً في المباراة مكن مانشستر من إحراز الهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول، وانهالت الأهداف على رأس فينجر خلال الشوط الثاني بفضل واين روني، ناني، بارك جي سونج وأشلي يونج الذي اختتم الثمانية التاريخية.
صدمت بداية المباراة عشاق البريميرليج الذين التفوا لمتابعة هذا اللقاء الناري بين أهم أقطاب كرة القدم الإنجليزية، إذ إنحصر اللعب في منطقة الوسط وغابت النجاعة الهجومية على كلا المرميين بسبب ضعف التمريرات التي كان يمدها لاعبي الوسط للهجوم، فقد فشل والكوت وروزيسكي في مَد فان بيرسي وآرشافين بالكرات الحاسمة وكذلك طرفي الدفاع "ارمن تراوري وجينكنسون" ونفس الأمر انطبق على مانشستر يونايتد، وتسببت قوة الإلتحامات في الوسط لإصابة طفيفة في عين كليفيرلي عُولج منها لبعض دقائق قبل عودته لأرض الملعب.
وانهى النجم البرازيلي أندرسون هذه الحالة السلبية بتمريرة سحرية في العمق من فوق رؤوس جميع مدافعي آرسنال لتذهب كرته للمهاجم الإنجليزي الغاني داني ويلباك الذي وضعها في الشباك مستغلاً سوء فهم الحارس تشيزني مع قلبي الدفاع، ليعلن العائد من سندرلاند بعد إعارة ناجحة لمدة عام عن تقدم الشياطين الحمر في الدقيقة 22.
نقطة تحول
ما هي سوى خمس دقائق فقط ويتمكن آرسنال من استرداد عافيته حين خطف ثيو والكوت ركلة جزاء صحيحة من المدافع الأيرلندي الشمالي "جونثان إيفانز" في الدقيقة 27 حيث تعرض للجذب من القميص ليطلق الحكم "هاورد ويب" صافرته ليحتسب ركلة الجزاء ويشهر البطاقة الصفراء في وجه بديل فيديتش.
لكن الحارس الإسباني الواعد "دافيد دي خيا" تصدى لركلة الجزاء بنجاح من الهداف الهولندي "روبن فان بيرسي" الذي وضعها في الزاوية اليُمنى لكن حارس أتلتيكو مدريد السابق أخيراً نفض الغبار عن نفسه وقال لكل مَن يُتابع اللقاء بأنه خليفة فاندر سار عن جدارة واستحقاق.
دافيد دا خيا حاول قدر المستطاع منع ولوج الأهداف في مرماه خلال هذا اللقاء لكن خطأ فادح في التغطية العكسية من زميله في الدفاع (إيفانز) أدى لتقليص آرسنال لتأخره بواسطة تسديدة من ثيو والكوت في الدقيقة 45 لكن هذا قبل أن يتألق دي خيا في إبعاد أكثر من فرصة أثناء تقدم اليونايتد الذي أستطاع تسجيل هدفين متتاليين قبل هدف والكوت حملا توقيع أشلي يونج وواين روني.
الهدف الثاني لمانشستر يونايتد في الدقيقة 28 جاء بطريقة فنية مذهلة للجناح الأيسر "أشلي يونج" عندما راوغ لاعب الوسط الشاب "كوكيلين" على خط الـ18 ثم سدد كرة مقوسة رائعة بقدمه اليمنى ذهبت مستحيلة على أقصى يسار تشيزني وسط تصفيق حار من عشاق الشياطين الحمر.
وكاد آرسنال يسجل هدف في الدقيقة 30 لكن دافيد دي خيا تعملق حين تصدى لتسديدة فان بيرسي بعيدة المدى والتي ارتدت لآرشافين داخل المنطقة ليسددها الروسي من لمسة واحدة لكن دي خيا تصدى لها مرة أخرى لتذهب لوالكوت الذي سدد لكن دي خيا تدخل مرة ثالثة!.
رد مانشستر بكل جدية على هذه الفرصة حين مرر واين روني عرضية نموذجية من الجهة اليمنى للمنطلق داخل المنطقة "ويلباك" الذي قفز على الكرة برأسه لكنها افتقدت للدقة لتذهب جوار القائم الأيمن في الدقيقة 31.
وواصل رجال فيرجسون محاولة إضافة الهدف الثالث وكاد يونج يفعلها في الدقيقة 40 إلا أنه تعرض للعرقلة من جينكنسون وهو في الطريق للإنفراد لكن الحكم هاورد ويب رأف بحال آرسنال واكتفى بإنذار اللاعب واحتساب ركلة حرة مباشرة فقط.
نفذ واين روني الكرة بنجاح بعدما مهدها أشلي يونج له ليضعها الفتى الذهبي من فوق حائط الصد رائعة على أقصى يمين تشيزني معلنة عن الهدف الثالث ليتقدم الشياطين بثلاثية نظيفة، لكن في الدقيقة الأخيرة سجل والكوت هدف التقليص والهدف الأول لآرسنال هذا الموسم في البريميرليج من ثلاث مباريات!!!.
الانهيار
مع إنطلاقة الشوط الثاني اقترب كليفيرلي من تكليل جهوده الكبيرة في منطقة الوسط بتسجيل الهدف الرابع للشياطين حين تبادل عدد من التمريرات على هيئة "خد وهات -وان تو"، ليجد نفسه في مواجهة تشيزني الذي تفطن لتسديدته الضعيفة وامسك بها بنجاح.
وبعد عشر دقائق على هذه الفرصة تحصل واين روني في الدقيقة 64 على ركلة حرة مباشرة جراء تعرضه للحجز من المدافع السويسري ديجورو الذي نال بطاقة صفراء.
وبنفس الكيفية التي سجل بها روني الهدف الثالث، مَهد أشلي يونج الكرة لروني الذي سدد بباطن قدمه الأيمن على أقصى يمين تشيزني الذي وقف دون حراك يشاهد الكرة مثله مثل الجماهير بسبب أندرسون الذي حجب عنه الرؤية عن عمد.
مانشستر يونايتد رد على جاره مانشستر سيتي الذي فاز بعد ظهر اليوم على توتنهام بخمسة أهداف مقابل هدف بملعب وايت هارت لين، وقام بإضافة الهدف الخامس في الدقيقة 67 بواسطة لويس ناني الذي تلقى تمريرة سحرية من واين روني داخل منطقة الجزاء ضرب بها مصيدة التسلل، لينفرد النجم البرتغالي بتشيزني ثم يضع الكرة من فوق رأس الحارس البولندي بطريقة اخرجت الآهات من حناجر الأنصار.
وتواصل السقوط المروع لآرسنال بإضافة الشياطين الحمر للهدف السادس في الدقيقة 70 بفضل تمريرة أرضية من أشلي يونج على الرواق الأيسر ذهبت للبديل "بارك جي سونج" الذي تسلم الكرة ثم حضرها لنفسه وقام بتسديدها رائعة على يسار تشيزني، ليرفع الغلة لستة أهداف، ويتضح أن هذا ليس رداً على مانشستر سيتي فحسب بل إنذار شديد اللهجة لكل منافسي الفريق الأحمر على الصعيدين المحلي والأوروبي لهذا الموسم بعد الصفقات الجديدة التي أجراها واستعانته باللاعبين الشبان أمثال كليفيرلي وويلباك بصفة مستمرة.
وبعض هذه الفرحة العارمة لجماهير مسرح الأحلام، حيث اعتقدوا أن فوزهم على آرسنال بنتيجة 6-1 قبل سنوات طويلة سيتكرر مرة أخرى، استطاع روبن فان بيرسي من تقليص الفارق بهدف ثاني من تسديدة قوية داخل منطقة الستة ياردات بعد خطأ في منطقة عمق دفاع اليونايتد بين جونز وإيفانز.
وتعرض كارل جينكنسون -مدافع آرسنال - للطرد في الدقيقة 77 حين عرقل تشيشاريتو وهو في طريقه للإنفراد بتشيزني، ليحتسب ويب ركلة حرة مباشرة من على خط الـ18 وحاول روني إحراز الهدف السابع منها لكن كرته ذهبت هذه المرة بعيدة عن المرمى.
يونايتد أكد عدم اكتفائه بستة أهداف، وواصل مسعاه للحصول على الهدف السابع ثم الثامن ونجح في ذلك بفضل واين روني الذي نفذ ركلة جزاء بنجاح في الدقيقة 87 مشكوك في صحتها حيث لم يتعرض إيفرا لدفعة قوية من ثيو والكوت.
وإختتم أشلي يونج -أحد نجوم اللقاء- مهرجان الأهداف بوضع الهدف الثامن في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل من ضائع بتسديدة مقوسة أرسلها على يسار تشيزني صعبة للغاية.
رفع مانشستر يونايتد رصيده لـ9 نقاط في صدارة الترتيب العام مع مانشستر سيتي تاركاً آرسنال يُعاني الأمرين في ذيل الجدول برصيد نقطة يتيمة تحصل عليها من تعادل سلبي مع نيوكاسل.