سباق التسلية ومشي »الهوينا«!
رغم الفوزين اللذين حققهما الوحدات والفيصلي الا ان السباق لم يكن اكثر من «تسلية» ، لأن الفرق الاخرى تمشي «الهوينا» ولولا حدثين شهدهما الاسبوع، لما كان هناك شيء يذكر.
الحدث الأول الفوز «المجلجل» لذات راس على الجزيرة 5/1 وقد كنا نتوقع الخسارة وان كانت ليست بهذا الرقم ، لأن الاستغناء عن مدرب بهذه السرعة مكلف ومؤثر على نفسيات اللاعبين، والحدث الثاني عدم اكتمال مباراة البقعة ومنشية بني حسن لخروج جمهور الاخير عن «النص» وحال هذا الجمهور حال الدب الذي قتل صاحبه ظناً منه انه بفعلته سيزيح الذبابة عن وجهه!
نعود حيث فاز الفيصلي على الرمثا بهدف وكادت المباراة تسير الى التعادل السلبي فيما الوحدات كان على موعد مع الفوز على كفرسوم حيث خرج بالنقاط كاملة والنتيجة 2/0.
واذا كان العربي والجليل خرجا بـ «صفري» النتيجة، فان شباب الاردن واليرموك لم يقبضا من الاهداف الا من كمن يقبض على الهواء، فقد مضى زمنا المباراتين ادراج الرياح لتظل الشباك ساكنة، وفي هذا مؤشر على العقم الهجومي وان اتيحت الفرص.
في جميع الاحوال فان حراس المرمى وامامهم المدافعون وجدوا انفسهم متفوقين والا اين الاهداف؟
حالة المد والجزر اذا ما نظرنا اليها من حيث التسجيل، فإن الفضل يعود في رفع نسبتها الى ذات راس والبقعة اللذين سجلا 8 أهداف بينما لم يحقق الفيصلي والوحدات كأكبر فريقين في الدوري اكثر من ثلاثة اهداف وهو مؤشر هجومي ضعيف لأكثر من سبب ان الفريق الذي قابل الوحدات هو كفرسوم الذي نقدر امكاناته وقدرات لاعبيه، في الوقت الذي عجز فيه الفيصلي عن تسجيل اكثر من هدف وهذا لا يبعدنا عن الاشارة الى عجز الرمثا ايضاً عن الرد.
وفي هذا السياق -والحديث عن التسجيل- فان مهاجم ذات راس شريف النوايشة لم يكن «يحلم» انه سيكون النجم الابرز في الاسبوع وان يعود الفضل الى الى زملائه الذين «آثروا على انفسهم» وهم يجعلونه في زيارات «ناجحة ومثمرة» الى مرمى حماد الاسمر، الذي اهتزت شباكة بأربعة اهداف اكملت هدف السبق الذي تقدم به معتز عبدالرحمن، فكانت الخماسية التي لم يقو على تحملها الجزيرة الا بهدف لا يغني ولا يسمن من جوع، ليدفع المدرب امجد ابو طعيمة ضريبة خطأ الادارة.
المحصلة الاجمالية 12هدفاً أي هدفين في كل مباراة حيث ينظر لها على انها نتيجة جيدة وهي ليست كذلك حيث ان مباراتين لم يسجل فيهما هدف واحد في حين ان المباريات التي تحقق فيها الفوز لم يكن للفرق الخاسرة أي رد بالتسجيل باستثناء رد الجزيرة على ذات راس بالهدف اليتيم.
اصحاب الأهداف
هل نقول ان الذين سجلوا الاهداف هم من «الوزن الثقيل» ؟
تبدو الاجابة فيها شيء من المنطق، فقد افرح مهاجم الفيصلي عبدالهادي المحارمة انصار الفريق وطمأن لاعبا الوحدات عامر ذيب وحسن عبدالفتاح الجمهور بعدم انتظار مفاجأة.
الا ان لاعب ذات راس شريف النوايشة بتسجيله الاهداف الاربعة ربما يلفت الانظار لأن يكون في عداد المهاجمين، على اعتبار ان الهداف هو الذي يسجل ولا «يصوم» عن التسجيل طويلاً، وهذا ما تفتقره ملاعبنا رغم كل الذي يتناوله النقاد والمحللون والزملاء بين حين وآخر وهم يطلقون على بعض اللاعبين لقب الهداف وليس المهاجم.
ومن الذين يعدون من لاعبي «الوزن الثقيل» في فرقهم ايضاً لاعب البقعة سليمان عدوس والعائد الى «عشه» مصطفى شحدة.
المباريات القادمة ربما تتقلب فيها «الأوزان» وعندها يتضح اذا ما كان لدى الفرق مهاجمون يعززون ارصدتهم الشخصية ام ان الظرف او الصدفة قادتهم الى الشباك؟
وأخيراً فان الرباعي الوحدات (9) نقاط والفيصلي (9) وشباب الاردن (7) والبقعة (7) ما زالوا في بداية مشوار الدوري الذي ننتظر سخونته رغم فتوره الفني الذي نخشى ان يطول، فماذا تقول الفرق؟
ما وراء الحدث
قمة الأداء .. لقمة الطموح
بقيت مباريات الدوري المقياس الحقيقي لكل نجوم الاندية الذين يملكون طموح التقدم والرقي لارتداء قميص المنتخب الوطني باعتباره قمة الطموح لكل اللاعبين بلا اسثناء.
فالاسبوع الثالث شهدت نهايته حالة من الترقب بعدما اعلن المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد انه سيعلن قائمة باسماء لاعبي المنتخب عقب نهاية مباريات الاسبوع الثالث وانها سوف تحمل جديدا من الاسماء.
بطبيعة الحال فان اجواء المنافسة في الدوري تساهم برفع مستوى اللاعبين لان الاندية ومهما اختلف طموحها فانه تصب جهدها على بطولة الدوري باعتبارها البطولة الاهم والاكبر .
وكالعاده حاول الزملاء الاعلاميين والمراقبين توقع جديد الاختيارات وانحصر الحديث حول ثلاثة اسماء اصابت اثنين منهما وهما محمود شلباية الهداف الذي استعاد بريقه وموهبته التهديفية بعدما تشافى من الاصابة وحاتم عقل المدافع الذي فرض علية ناديه اللعب في غير مكانه الطبيعي لكنه تعافى تماما من الاصابة التي ابعدته طويلا عن الملاعب واضحى شلباية وعقل الان اكبر لاعبي المنتخب سنا فيما خرج من سباق التوقعات الاسم الثالث مؤيد ابو كشك رغم انه كان يأمل ان يصبه قرار العودة من جديد الى صفوف المنتخب!
ربما فرضت بعض الظروف على حمد اختيار عقل وشلباية في ظل احتجاب بشار للاصابة واستبعاد انضمام المحترف في رومانيا ثائر البواب لارتباطه بالمشاركة مع فريقه بالدوري الاوروبي وتراجع اداء بعض مهاجمي المنتخب وعدم وجود مهاجم هداف وهي ظروف باوضاع طبيعية.
ولكن في كل الاحوال فان تواصل مبارايات الدوري جنباً الى جنب مع برامج اعداد المنتخب الوطني يساهم بتغدية المنتخب ومده باللاعبين في كل الاوقات وخاصة في الحالات الطارئة كالاصابة لاقدر الله او العقوبات او حالات استثنائية وهو ما يحسب للكابتن حمد بانه يقلل من فترات تجميع لاعبي المنتخب مقابل تواصل مباريات الدوري بهدف اتاحة الفرصة لكل اللاعبين التواصل مع انديتهم والاحتفاظ بمستواهم البدني والفني حتى بات الدوري الاردني من الدوريات المحدودة جدا بين دول المنطقة والذي انطلق قبل فترة محدودة من موعد بدء تصفيات كاس العالم.
وفي النهاية يبقى اداء اللاعبين هو المقياس الحقيقي نحو قمة الطموح وهو ارتداء قميص المنتخب الوطني ونأمل ان يعم الطموح كل الاعبين لان ذلك سوف يثري العطاء ويرفع من مستوى البطولة الاكبر والاغلى.
الأثمن.. لدغة المحارمة
لن يختلف احداً في هذا الاسبوع على منح هدف مهاجم الفيصلي عبد الهادي المحارمة في مرمى الرمثا لقب الاثمن بعد ان طوى عناد الدفاع الرمثاوي ومنح الفيصلي النقاط الكاملة.
وبعد ان كانت المباراة تسير نحو التعادل السلبي وسط شلال من الفرص الضائعة للفيصلي امام مرمى الحارس عبدالله الزعبي، زج مدرب الفيصلي بالمحارمة املاً في احداث الفارق، الامر الذي فعله المهاجم الموهوب سريعاً بعد ان قلب المعطيات بهدف متأخر وضع الفيصلي شريكاً في صدارة الدوري.
قصة الهدف بدأت عندما نفذ الحناحنة ركنية صوب منطقة الجزاء، تقدم لها الحارس الزعبي .. لكن رأس المحارمة سبقته عندما حول الكرة نحو المرمى لكنها اتجهت للاعلى، ليرتقي المحارمة للكرة مجدداً ويسكنها في المرمى الخالي هدف الفوز.
الأجمل..رأسية عدوس
على الرغم من تسجيل 12 هدفاُ في الأسبوع الثالث إلا أن الأهداف المسجلة لم تكتسي بالجمالية المطلوبة التي تضعها في زاوية «الأجمل» ، مما دفعنا للاستثناء وإن كان هدف عدنان عدوس بمرمى منشية بني حسن هو الأفضل من حيث الجمالية النسبية.
الأبرز..«سوبر» النوايشة
تألق مهاجم ذات راس شريف النوايشة بشكل مذهل في هذا الاسبوع بعد ان صال وجال امام مرمى الجزيرة وخرج محملاً بـ»سوبر هاتريك» من الاهداف التي نالت من شباك الحارس حماد الاسمر.
وبعد ان سجل «ابناء الجنوب» النتيجة الاعرض في دوري المناصير حتى الان، فان النوايشة انفرد ايضاً بقائمة اكثر اللاعبين تسجيلاً في مباراة واحدة عبر اربعة اهداف كاملة، ما يؤكد قدرات هذا المهاجم والذي طالما بقي يد العون وسلاح الفوز لفريقه.
اثبت النوايشة حضورا فعالا في المقدمه، واجاد حسن التمركز واستغلال الفرص التي سنحت له بتسجيله اربعة اهداف كشفت عن مهاراته العالية خاصة في الكرات الرأسية وحسه التهديفي، ما يؤكد استحقاقه للقب الابرز دون منازع.
تذبذب بالمستوى الفني .. وتصاعد (مؤشر) الأخطاء
شهدت مباريات الاسبوع الثالث من دوري «المناصير» لكرة القدم تذبذباً بالمستوى الفني ليشهد تسجيل اقل عدد من الاهداف في الاسابيع الثلاثة، فيما ارتفع منسوب الاخطاء وزاد الحكام من اشهار البطاقات.
(12) هدفاً في الاسبوع الثالث، والمعدل هدفين في المباراة الواحدة بانخفاض عشرة اهداف وما يقارب (1.6) هدف عن كل مباراة في الاسبوع الماضي، وهذا افضل دليل على انخفاض المستوى الفني في اكثر من مباراة حيث انتهت مواجهتين بالتعادل السلبي، فيما هبط تداول الفيصلي والوحدات في «سوق» التهديف حيث سجل الاول هدف وحيد، فيما انخفضت شهية الوحدات بتسجيل هدفين، الزائر الابرز للاسبوع من «مؤاب» ذات راس بتسجيله خماسية في مرمى الجزيرة في اكبر مباراة شهدت عدداً من الاهداف عند النظر لهدف الجزيرة حيث الحصيلة ستة اهداف في مباراة وهو نصف عدد الاهداف المسجلة في الاسبوع ككل.
«خماسية» ذات راس كانت البوابة نحو مهاجم الفريق شريف النوايشة لاعتلاء قمة هرم الهدافين بتسجيله اربعة اهداف الى جانب هدفه سجله في الاسبوع الثاني ليتصدر الترتيب برصيد خمسة اهداف، فيما استقر محمود شلباية مهاجم الوحدات بالمركز الثاني عند ثلاثة اهداف بعد غيابه عن التسجيل في هذه الجولة، وجاء كل من خليل بني عطية (الفيصلي) مصطفى شحدة (البقعة) حسن عبد الفتاح ومنذر ابو عمارة (الوحدات) بالمركز الثالث برصيد هدفين.
في الاسبوع الثالث، عاد مؤشر الاخطاء الى الارتفاع، حيث شهد الاسبوع اربع ركلات جزاء نجح مصطفى شحدة وحسن عبد الفتاح بالتسجيل، فيما اخطاء بهاء عبد الرحمن وعلي ناصر الدين من الجزيرة في التسجيل، وارتفعت حالات الطرد الى ثلاث بطاقات واحدة منها مباشرة واثنتين بالانذار الثاني.
التقطت عدسة الزميل أحمد العساف صورتين لأحد أعضاء الجهاز الفني لفريق الرمثا خلال مباراته مع الفيصلي في الأسبوع الثالث لدوري «المناصير» للمحترفين على ستاد عمان ويظهر في الصورة الاولى يعبر عن فرحته بإضاعة لاعب الفيصلي بهاء عبد الرحمن لركلة جزاء احتسبت خلال الربع ساعة الأولى من المباراة، فيما يظهر في «الثانية» أنه يفقد اتزانه.. لكن الفرحة لم تكتمل حيث عجز الرمثا عن التسجيل وتلقى هدفاً في الشوط الثاني حقق به الفيصلي الفوز.