منذ عامين تقريبا ولجت ميدان «الفيس بوك» الكبير، أختي الصغرى «مديرة اعمالي» هي من أصرت على استحداث هذه الصفحة.
ولأن «ما بيحن ع العود إلا قشره»، اخترت أختي لتلك المهمة الصعبة، الأعمال التي أدارتها لي «سمر»، كانت استلام إشعارات فصل خدمة الهاتف او الكهرباء، استقبال دعوات الجارات لحضور جمعة دعم ومؤازرة لإحدى السيدات ممن فوجئت باخضرار قلب زوجها الخمسيني، أو مباركة «نَفَسَه»، وتنسيق جدول مواعيدي الذي اتفقت وإياها من أولها ان لا ألتزم به، وقراءة العروض التي تنهال عليَّ من مطاعم الوجبات السريعة، وأحياناً التملص من الهواتف الكثيرة التي تردني-وأنا منهمكة بتلييف الصحون عادة-إما لتجريب مكنسة عجيبة أو عرض طناجر تطبخ بدون ماء.
مر عامان على الفيس بوك، وأصبحت لي تجربة «فيس بوكية» لا يُستهان بها، عشرات الدعوات التي اتلقاها من صبايا أردنيات، يضعن صورة التركية «سينجول» و«توبا» أو المُدبلجات بالعربية «نور» و«لميس» و«ميرنا».
أول مرة تلقيت دعوة للاضافة من صبية تحمل اسم وصورة «نور»، سرحت لحظات هل من المعقول ان تريد تلك التركية صداقتي؟،، لكنني هدأت من روعي حين تصفح صفحتها مع صور جروبات»أردنية وأفتخر»، وصور «لهمدة» المنسف.
مع قصائد من الاعتذار أرفعها اليوم للأخ والصديق الشاعر الكبير حبيب الزيودي في رائعته التي غناها عمر العبداللات: «يا بنات الأردن لا تتغربن.. وإن عطشتن من دموعي إشربن»، ها هن يا «حبيب» ثلة من صبايا الأردن من حوران التي تعشق ومن الجنوب الذي اختزلته في طباعك، ما ذهبن للغربة فقط بل «تغربن» جوفا بصور التركيات و»تغررن» بسقط المتاع.. وهجرن لهجتهن الأرق، واستبدلن وشم البداوة بوشم صورة «مهند».
أتحدى إن عرفت هؤلاء «المتغربات»الغريرات: اسم أديبة تركية على الأقل او حتى خبرن الثقافة التركية الأصيلة، او حتى فهمن موقف سياسي كموقف «رجب اردوغان» الكبير.. بل اكتفين وسط الفراغ الفني العربي بصور جميلات تركيات يضعنهن في مقدمة هويتهن وأسمائهن.
اليوم أنادي بنات الأردن: «يا بنات الأردن لا تتغررن.. وإن عشتطن من البداوة الأردنية إشربن»، فها هن نساء جميلات أردنيات من مفكرات واديبات وفنانات حقيقيات، حولكن اليوم بمسيرة حقيقية من العطاء والجمال كما في «هيفاء البشير» وإلهاما في وجه «جولييت عواد»، ووطنية مشرفة كما في صورة العين البدوية «د. علياء أبو تايه»، وصيتاً عربيا ومحليا كما لـ»سميحة خريس»، وتقطر أدبا وجمالا حقيقيا كما في «بسمة النسور».
يا بنات الأحرار والفلاحين والنشامى العسكر.. اتستبدلن الذي هو أدنى بالذي هو خير؟،،.
هؤلاء يا «خياتي» بعضّ من نسائنا الملهمات يا بنات الأردن الأعز، يا حفيدات «عائشة الباعونية» و»علياء الكركي» ووريثات «قمرة القسوس» ويا نسل «بندر المجالي (ام حابس)» المبارك بالفخر، يا من تغنت لهن «ميسون الصناع» و»سلوى العاص».
يا بنات الأردن لا «تتركنن».. يا بنات الأردن لا «تتغررن».
Hindkh79@yahoo.com