كان الفقراء أو هكذا أفترضهم ممن جاءوا للحصول على وجبة إفطار يمعنون بالطلبات من الوزير الذي كان يكتب عناوين وأسماء أصحاب الاحتياجات وما اكثرها. ومنهم من التصق به بضع مرات وكأنه غير مصدق أنه أمام الوزير ـ شخصيا ـ .
مشكلتنا أننا لا نعرف كل الوزراء لأن معظمهم لا ينزلون الى الشارع ولا يغادرون مكاتبهم الاّ ضمن العمل الرسمي. ولهذا يتغيرون ولا أحد يعرف من جاء ومن اختفى.
صحيح أن الناس تبالغ في طلباتها من الوزراء ولكن الحاجة هي السبب. والفقر جعل الناس تتعلق بالهواء وليس فقط بالوزراء.
هل ترون كل يوم الذين يعبثون بحاويات القمامة بحثا عن « أشياء « أو « وجبات « نصف مأكولة؟
أيها الوزراء انزلوا الى الشارع كي يعرفكم الناس.. انزلوا!!
talatshanaah@yahoo.com
الوزراء والفقراء
أخبار البلد -
أحرص على الاقتراب من الوزراء وهم يتجولون بين الناس وبخاصة في شهر رمضان وأعني بالطبع عامة الناس وتحديدا الفقراء منهم. أتأمل المشهد كما حدث منذ يومين عندما حضرتُ إفطارا في خيمة « إدارة السير المركزية» التي تقيمها عند « دوّار صويلح». فقد أخبرني العميد عدنان فريح مدير إدارة السير أن وزير التنمية الاجتماعية سوف يأتي الى « الخيمة «. وذهبتُ قبل موعد الإفطار وكنتُ أبحث عن الوزير بين زحام الفقراء المنتظرين وجبات الطعام. ولسوء حظي أنني لم أكن قد رأيت الوزير من قبل. وهذا « عيب « لأنني يُفترض ان أعرف كل المسؤولين وكل الوزراء حتى الذين لا أتعامل معهم بحكم عملي الصحفي . ففوجئت به يقول: أنا الوزير. ولا أُخفيكم أنني شعرتُ بالحرج. فقد كان الوزير وجيه عزايزة يرتدي «قميصا وبنطلون» بدون بدلة وربطة عنق. وحاولتُ الخروج من لحظة الحرج بمداعبة الوزير وقلت: عفوا يا سيدي إحنا مش متعودين نشوف الوزراء هيك. فابتسم وانشغل بأخذ أوراق من الناس بعد أن « اكتشفوا أن وزير التنمية الاجتماعية بينهم بشحمه ولحمه».