أرى وأسمع ... وقد أتكلم

أرى وأسمع ... وقد أتكلم
أخبار البلد -  

 

 


لست معتادا على الكره والحقد ،لكنني فعلا اكره واحقد واشعر بالإهانة، كلما دخلت الى مكتب احد ما ووجدت تمثال القرود الثلاثة المشهور ،حيث يضع احد القرود يديه على عينيه والثاني على أذنية والثالث على فمه ليقولوا حكمتهم التافهة: (لا ارى لا اسمع لا اتكلم)

لذلك ، ورغم فشلي في الرسم الا اني حاولت اعادة صياغة هذه المعادلة بطريقتي على شكل رسم بدائي اضعة بشكل دائم على شاشة كمبيوتري العزيز .أقول حاولت اعادة صياغة المعادلة بشكل صحيح ومناسب ويحترم إنسانيتنا، رسمتها قرودا تفخر بأنها ترى جيدا وتسمع جيدا وتتكلم عندما ينبغي لها ان تتكلم...انها قرود تحترم نفسها.

القرود الحمقاء- قبل الرسم- تقول لك بالحركة والصورة، انك ان رغبت برضى هذا الشخص عليك ، سواء كان مديرا ام وزيرا ام خفيرا ، فإن عليك ان تتحول الى كائن شبه نباتي لا يمتلك وعيا..لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم ....انك مجرد شيء محايد يشغل ، في هذا الكون الواسع ،حيزا لا يستحقه على الإطلاق.

تقول القصة التي قد لا تكون حقيقية، لكنها ليست بعيدة عن الحقيقة ، تقول ان علماء وضعوا خمسة قرود في قفص ، يتوسطه سلم علقوا في اعلاه قطفا من الموز، وقاموا بتجويع القرود.

قرد مبادر تسلق السلم لخطف قطف الموز، لكنه ما أن كاد يصله حتى تعرضت القرود الأخرى الى وابل من المياه الباردة القوية التي ازعجتها وضايقتها وآلمتها. فقامت القرود التي تحت بضرب القرد الذي صعد ونتعه (بدنا) قويا وأنزلت دمه لابل كادت تقتله.

بعد فترة صار كل قرد يحاول الصعود، يتعرض للضرب والبهدلة من القرود الأخرى، طبعا يمنعونه من الصعود حتى لا يرشون بالماء البارد. ثم قام العلماء بعد ذلك بتبديل احد القرود في القفص ، فكان القاطن الجديد فورا يحاول الوصول الى قطف الموز فيتعرض للضرب المبرح من قبل القرود الأخرى، وبعد اكثر من (علقة ) يدرك القرد الجديد بأن عليه ان لا يحاول الوصول الى قرن الموز، والا تعرض للضرب ، دون ان يعرف السبب ولا المسبب.

ثم كان أن قام العلماء بتبديل قرد جديد ، فحصل معه ما حصل مع الجديد السابق الى ان ادرك ان عليه ان لا يقترب من قرن الموز...ثم بدلوا قردا آخر وآخر وآخر ...حتى صار في القفص خمسة قرود جديدة لم يتعرض ايا منها الى عملية الرش بالماء البارد، لكنهم يجتمعون ويضربون معا القرد الذي يحاول الصعود الى قرن الموز.

طبعا القرود لا تعرف لماذا تضرب القرد الذي قد يبادر بالصعود الى الأعلى ، لكنها تعرف ان هذا الأمر بمثابة العرف والقانون في هذا القفص. ...لذلك ما يزال الناس عازفين عن التسجيل في الأحزاب خوفا من المساءلة الأمنية ، رغم ترخيص الأحزاب ووجود وزارة خاصة للتنمية السياسية .

هذا جانب واحد فقط ، لكن لو ان كل واحد فينا راجع نفسه ، فسوف يجد انه يرتعب من (بعبع) ما ، لم يره ولم يعاني منه قط ، لكنه يتوقع ذلك.

هذا ما يحصل معنا – نحن البشر- في لعبة الترويع والتخويف ،حتى اننا نخاف من أشياء لا ندركها ولم نشاهدها ولم نعاني منها، لكننا ننساق مع رعب القطيع.

الرابط بين القصتين – قصة التماثيل وقصة القرود الخمسة – ليس القرود فحسب ، بل الناس الذين يرضون على انفسهم ان يكون مثلهم الأعلى قرودا لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم.



ghishan@gmail.com

شريط الأخبار السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 وفيات الإثنين 22 - 12 - 2025 انفجار ڤيب في فم شاب عشريني يُحوّله إلى مأساة صحية خلال ثوانٍ كلاب ضالة تنتهك حرمة مقبرة سحاب الإسلامية… مشاهد صادمة .. صور وظائف شاغرة في الحكومة - تفاصيل أجواء باردة نسبيا مع وجود مؤشرات انخفاض جديد - تفاصيل مجلس النواب يناقش اليوم معدّل قانون المعاملات الإلكترونية الذهب والفضة يسجلان مستويات مرتفعة قياسية مع رهانات خفض الفائدة الأميركية كيف تنقى جسمك من سمومه.. مشروبات وأكلات ونصائح البيت الأبيض: تحصيل 235 مليار دولار من الرسوم الجمركية منذ يناير 2025 وظائف شاغرة في الحكومة - تفاصيل تفاصيل حالة الطقس في الأردن الاثنين لماذا انهارت شركة توشيبا اليابانية وتخلى عنها كل شركائها في العالم؟ "إعادة تشكيل المنطقة".. قمة ثلاثية "تاريخية" تُعقد في القدس