اخبار البلد-
الحاج عطية محمود الطبور
ولد المرحوم عطية محمود الطبور عام 1915 في قرية عراق الكرك من أب متوسط الحال انذاك وام من عشائر البرارشة (القرالة) .
وكانت عائلته تعمل بالفلاحة وتربية المواشي ، وعرف عنه منذ صغره تعلقه بالعلم والدين وكذلك حبه وانتماءه لأهله وقريته وحب العطاء والمساعدة .
بدأ دراسته في ( الكتاتيب ) المنتشرة في ذلك الوقت في القرى المجاورة منها قرية عي حيث كان يذهب راجلاً على الأقدام من قريته) العراق) إلى قرية عي والتي تبعد اكثر من عشرة كيلو مترات يومياً للدراسة، حفظ القرآن الكريم غيباً والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة وعلوم الدين واللغة العربية ولم يكتفِ رحمه الله بما تلقاه من علوم في الكتاتيب بل زاد ذلك بقراءة ما كان يتيسر له من الكتب وما تقع عليه يداه حتى أنه خط بعضاً منها بخط يده.
لم يكن من حوله أهله راضيين عن انشغاله عنهم بالدراسة وحاولوا ثنيه عن ذلك والتوجه لمساعدتهم في أعمالهم الفلاحية والمواشي.
إلا أنه تحت هذا الظرف ولشدة تعلقه بالعلم والعلوم والدين اَثر رحمه الله التوجه سيراً على الأقدام مع بعض التجار الى القدس حيث تلقى هناك علومه وواصل دراسته في القدس الشريف وعُرض عليه بعد ذلك التوجه إلى مصر لدراسة علوم الدين واللغة في الأزهر الشريف إلا أن بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أيام الانتداب البريطاني للمنطقة لم يمكنه من السفر الى مصر فعاد إلى قريته وبدأ بالتدريس في الكتاتيب في قرى ( العراق وعي ) والقرى المجاورة لنشر العلم والمعرفة نتيجة حبه الشديد للتعلم وتتلمذ على يديه العديد من ابناء قريته والقرى المجاورة ومنهم الذين ساهموا وما زالوا يساهموا في بناء هذا الوطن العزيز.
ساهم رحمه الله في وضع اسم القرية على خارطة القرى في الأردن وفي حصول القرية على الكثير من الخدمات الحكومية والمؤسسات آنذاك، وقد كان أعز اصدقائه في قريته المرحوم الحاج حمد المواجدة رحمه الله والذي اعطى الكثير من المعلومات التاريخية للمؤرخين عن أحداث تاريخية في الكرك والذي عرف عنه التقوى والورع وحفظ القرآن الكريم.
كان الحاج عطية الطبور رحمه الله مصدر فخر وفرح لعائلته وأهل قريته لعطاؤه وكان موضع تقدير واحترام لكل من عرفه في قريته والقرى المجاورة.
وبعد إعلان المملكة الأردنية الهاشمية تحت قيادة جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول عين في محكمة الزرقاء الشرعية لمدة قصيرة قبل أن يلتحق بعدها بدائرة الإحصاءات العامة والتي أسست في ذلك الوقت وعمل فيها حتى تقاعد منها في بداية السبعينيات، وتطلب ذلك منه التنقل والسكن في الزرقاء بعد أن كان من سكان جبل عمان الدوار الأول، وكان له البصمة في اي مكان يقطنه فهناك الكثير ممن خالطوه يتذكر نشاطه في تشكيل اللجان الشعبية الخيرية لبناء المساجد ومساعدة الطلاب والعائلات الفقيرة كان يُلقب بحمامة المسجد، إنتقل الى رحمة الله تعالى عام 1980م.