بعد سنين طوال من الحديث المتواصل عن نقل ميناء العقبة الى المنطقة الجنوبية بالقرب من الحدود السعودية تخرج الجهات المسؤولة هناك لتقول ان الافضل للمشروع هو ان يكون بالمنطقة الوسطى اي بالقرب من ميناء الحاويات الذي تديره الشركة الدنماركية.
لا احد يعرف كيف قرر المسؤولون في العقبة استبدال مكان الميناء هكذا رغم ان التمويل الذي حصلت عليه شركة تطوير العقبة والمقدر بحوالي 150 مليون دينار هو معد اساسا لمشروع ميناء في المنطقة الجنوبية.
الغريب في القضية كلها, حكومة سابقة باعت اراضي ميناء العقبة وما حولها (33 دونما) لاقامة منتجع سياحي عالمي متكامل اسمه مرسى زايد الذي بدأ فعلا اعمال الانشاءات, وحسب المخطط يجب على شركة تطوير العقبة تسليم ارض الميناء للمستثمر الاماراتي بعد عامين, وفي هذه الاثناء تكون الحكومة باشرت باعمال المقاولات في المنطقة الجنوبية لاقامة ميناء جديد في المنطقة الجنوبية حسب الدراسات وعطاءات التأهيل.
لا ننسى ما كان يردده المسؤولون في العقبة والحكومات السابقة من ان وجود ميناء في وسط مدينة العقبة امر غير سياحي على الاطلاق ولا بد من استغلال تلك المساحات لتعظيم الفائدة السياحية من خلال اقامة مشاريع نوعية يخدمها ميناء في المنطقة الجنوبية التي كانت المملكة العربية السعودية وعلى ضوء اتفاقية الحدود بين الجانبين منحت المملكة 27 كلم اضافي والهدف الاساسي من ذلك كان اقامة الميناء.
الحكومات السابقة كانت قد اقامت بنية تحتية في المنطقة الجنوبية لاقامة الميناء بتكلفة 50 مليون دينار تم انفاقها فعلا, ولا احد يعلم لصالح من يتم هدر هذه الاموال اذا كان لا يوجد توجه لاقامة ميناء هناك.
في اعتقادي ان التغيير المفاجئ على موقع الميناء وانتقال المشروع من المنطقة الحالية الى المنطقة الجنوبية فيه سر خطير لا يعرفه احد, وغموض لا بد من كشفه, وقبل ذلك لا بد من محاسبة من قصر في تنفيذ هذا المشروع ومعرفة من يتحمل الخسائر التي تحملتها الخزينة وما هي حقيقة الاسباب التي كانت وراء نقل مكان الميناء ولماذا تم في السابق تسويق فكرة ان الميناء يجب ان يخرج من المنطقة ثم يعاد الى مكان قريب بدلا من المنطقة الحدودية? ولماذا بناء على كل تلك التساؤلات تم بيع ارض الميناء? الرأي العام بانتظار معرفة الاجابة على تلك الاسئلة والمماطلة قد تفسر على نحو سلبي وخاطئ خاصة في ظل الظروف الحالية والاحتقان الشعبي.0
salamah.darawi@gmail.com
سلامه الدرعاوي يكتب : نقل ميناء العقبة.. هناك سر
أخبار البلد -