الإسلاميون ليسوا منزهين عن النقد * علي السنيد

الإسلاميون ليسوا منزهين عن النقد * علي السنيد
أخبار البلد -  

يصرح الإسلاميون في جبهة العمل الإسلامي أن حملة منسقة ضدهم تدار في البلد، وان أيدي خفية تستهدفهم، في معرض عدة مقالات انتقدت مضمون ودوافع فتوى صدرت عن احد علمائهم، وهي تعتبر قتلى المظاهرات في البلد المسلم شهداء إذا استوفوا شروطا معينة، وجاءت الفتوى في ظروف تصاعد حدة التظاهر في الأردن مما ينذر بتحولها إلى شكل أكثر عنفا. فجرى الانتقاد الذي وجده الإسلاميون يستهدفهم ليصدهم عن سبيل الإصلاح. وبذلك يثبتون أنهم لا يحتملون النقد الذي يطالهم، وفي المقابل لا يتورعون عن وصم كل من يخالفهم في الرأي بأنه يدار بالريموت كونترول، وقوى شد عكسي. وبلطجية. حيث هم ينتقدون كل الجهات بحرية، والنقد من حقهم، وهو مشروع لهم، غير انه لا يحق لأحد اتهامهم بناء على آرائهم، وعلى الناس رفعهم فوق النقد، وكأنهم لا يعلمون أن كل الأحداث التي تقع في العالم ينقسم الناس إزاءها بين مؤيد ومعارض، وفي كل القضايا وجدنا المتابعين لها على ضروب شتى من الفهم، ويختلفون في تقييم المجريات، وحق النقد في الحياة العامة مضمون إلا إذا كان الإخوان المسلمون يريدون أن يخرسوا كل الألسنة، ويعتبرون أنفسهم ملائكة محصنين ضد النقد، ولا يكادون يتصورون أن هنالك رأيا آخر في المجتمع، ويريدون أن يحتكروا الحياة العامة لهم وحدهم. فهم المصلحون، وبقية الناس مفسدون، وبذلك يثبتون أنهم لا يؤمنون بالتعددية، والمخالفة في الرأي. وهنالك فرق واضح بين مطلب الإصلاح، والأداة التي تحمل المطلب، وغاياتها من ورائه.

ولو لم يكن الحدث الراهن يضع الإخوان في الواجهة لما وجدت من يكترث بهم، أو يكلف خاطره بتتبع حراكهم، اما أنهم يريدون أن يتحدثوا بسم الشعب، ويملأوا البلد بمظاهر الفعل السياسي، وفي المقابل يسكت الجميع فإما أن يكون تحت وصايتهم، ومشيدا ببطولاتهم، وإما انه عميل مأجور للدولة، ولا يحق لأحد انتقادهم أو مخالفتهم في الرأي. فالأولى بهم عند ذلك الجلوس في بيوتهم، وان لا يخرجوا للحياة العامة. وهؤلاء الذين لم يتركوا أحدا في الحياة العامة دون نقد، ووزعوا التهم على الجميع حتى قطاعات شعبية، ووصموا المناوئين بالبلطجية لا يكادون يستسيغون نقدا قط، أو محاسبة الرأي العام لهم. ووالله انه خطر عظيم أن تتسع حصتهم السياسية فهم لم ينضجوا بعد لفهم الديمقراطية، وسيستغلون الدين في تكفير خصومهم السياسيين وقد يودون بالحريات بناء على درجة وعيهم السياسي.

هؤلاء يريدون أن يقلبوا المجتمع إلى مطبل مزمر لهم، وكأنه لا تكفينا الحكومات وما عملته بالرأي العام، ولا يعترفون سوى بمن يهز رأسه بالموافقة، وتمنع معارضتهم، أو بيان حدود الاختلاف معهم لأن التهم جاهزة واقلها أن المخالف موجه من الأجهزة الأمنية، ولا يتورعون وكأنهم لا يخشون الله في استهداف سمعة الآخرين، ولكأنهم لا يصدرون عن دين عظيم ملأ الدنيا بالأخلاق التي أشاعها بين الناس. ولا ادري ماذا يتعلمون في هذا التنظيم، وما هي التعبئة التي يخضعون لها، وكيف تجردوا إلى هذا الحد من سمات الحق.

سننتقدكم ما دام النقد مشروعا، وكما ننتقد الحكومات، والمسؤولين، وسنعلن خلافنا معكم، ولستم أوصياء على الدين، او على الحق، وعملكم العام مباح للنقد، واعلموا ان سجلكم يخلو من نضالات حقيقية، وانتم تستقوون على المجتمع، وتصادرون حرية الرأي الآخر، وجربناكم في أكثر من موقع حيث تقدمون مصالحكم على كل شيء، وانتم -الا ما ندر- تستخدمون الآخرين جسرا لمصالحكم، وتستغلون المساجد، والجمعيات الخيرية، وتقيمون كثيرا من الصفقات من تحت الطاولة. والشعارات التي تحملونها تعملون على إجهاضها كما حاول بعض المتطرفين إجهاض فكرة الإسلام في الغرب بسبب طريقة طرحه، وهم ملتفون بعباءة الإسلام، فالاصلاحيون لا يطرحون الإصلاح بهذه الطريقة، ولا يظهرون الغطرسة في تعاملاتهم، ويعادون الآخر، وستجدون الحصاد السياسي المر في أي انتخابات قادمة حيث سيحاسبكم الرأي العام على عدم الاستماع للأردنيين الخائفين على وطنهم، وقد دخلتم في مكاسرة مع المجتمع بدون وعي.

ونحن بدورنا سنراقبكم كما نراقب كل شيء يتحرك في الحياة العامة، ولن توقفنا اتهاماتكم الجاهزة عن القيام بدورنا وبإمكانكم أن تعتبرونا عملاء للصهاينة، ولتفعلوا ما شئتم فلستم ممثلي الله في الأرض، وإنما تنظيم يستفيد من اسم الدين.

سننتقدكم كما انتقدنا السياسيين من قبلكم، وستعملون على تشويه مقاصدنا، وحسابنا وحسابكم على الله. فلستم أكثر إسلامية منا أو غيرة على الدين، وكما تصلون نصلي، ونصوم كما تصومون، ونحج، ونطقنا بالشهادتين، فما هو فضلكم على الناس، وليس الدين حكرا عليكم، وإذا كان الصحابة اختلفوا، وتقاتلوا على الاختلاف، وعندما سئل الخليفة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه عن الجهة المناوئة لحكمه هل هم كفار، نفى الكفر عنهم، ولم يجب بأنهم "بلطجية" وإنما قال "بل إخواننا بغوا علينا". وتعرضت الرموز الإسلامية التاريخية لمحاسبة مواطنيهم، فهل انتم بمنأى عن النقد، ولماذا ترفعون انفسكم فوق النقد، في حين تحتفظون بحقكم في أن تشنوا الحملات على المخالفين، ولا تتورعون عن قول أي شيء في حقهم، ولا يسلم من نقدكم وتشكيككم احد، وتريدون أن تنزهوا أنفسكم عن الخلل، ونصدقكم ونهز رؤوسنا دوما بالموافقة.

شريط الأخبار يطبق لأول مرة: إجراءات لعقد متحان الثانوية العامة بصورة إلكترونية نهاية العام "صحة غزة": 35 شهيداً و94 إصابة في 4 مجازر بالقطاع خلال ال24 ساعة الماضية حسان والصفدي يؤكدان التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية الجمارك تعلن تمديد ساعات العمل للتخليص على المركبات الكهربائية الحكومة: ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالميا ورشة توعوية للشركات الصناعية حول المنافع التأمينية للضمان الاجتماعي هيئة الأوراق المالية تشارك في الدورة الثامنة لفعالية المستثمر العالمي WIW2024 في آخر أسبوع من الشهر الجاري الملخص اليومي لحجم تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة يوم الاحد ... تفاصيل أبو ناصر: قرار الحكومة بشأن السيارات الكهربائية مقبول ولكنه منقوص ويفتقر إلى الشمولية الجيش يصفي متسلل ويلقي القبض على 6 أشخاص رئيس الوزراء ووزير الداخلية يعودان مصابي حادثة إطلاق النار في الرابية صالح العرموطي يرد على الكاتب الوهمي ويقول: لن أقاضيه ومن المؤسف... الشوبكي: المؤتمر الصحفي الأخير لوزير الطاقة حول "الريشة" كان غير منتج وفارغ من المضمون !! بدء الاجراءات الاولية لعملية هدم اعرق مستشفى خاص في عمان! الأوقاف تعلن بدء الـتسجيل الأولي للراغبين بالحج توقف ضخ الديسي وتأثر مناطق بعمان والزرقاء إغلاق وتحويل السير لتنفيذ أعمال صيانة لعدد من الجسور في عمان هل الروح تعود للمتوفى عند زيارته في المقابر؟ أمين الفتوى يجيب الكردي: الخسائر المتراكمة لشركة الكهرباء الوطنية تجاوزت حاليًا 6 مليارات دينار انفصال رأس صهريج محمل "بمادة حمض الفسفوريك" على الطريق الصحراوي