هناك حالة توتر عصبي شديدة في الدولة،بسبب حراك يوم الخامس عشر من هذا الشهر،اي يوم غد،وسبب التوتر،هو وجود معلومات حول احتمال حدوث فوضى،او جر البلد الى مواجهات دموية.
الحكومة اعلنت رسمياً انها لن تسمح باعتصام مفتوح،والقوى السياسية اعلنت انها ستذهب الى اعتصام مفتوح،وهكذا تبدو الساعات القليلة المقبلة حساسة للغاية.
هناك توتر شديد،يختلف عن اي مرة سابقة،ولم ألمس مثله إزاء كل الحراكات السابقة،سواء في عمان او المحافظات،او حتى إزاء حراك الرابع والعشرين من اذار حين تم الاعتصام عند دوار الداخلية.
في الوقت ذاته مرت الايام السابقة،وهناك من يلاعب الدولة بعدم تحديد موقع الاعتصام،فتارة يتم تسريب معلومات حول ان موقعه سيكون في شارع الوكالات،حيث العائلات والسياح والمغتربين والزوار واطفالهم،وصلب الحركة التجارية. يسّرب اخرون ان الموقع سيكون عند دوار الداخلية،الذي تم تخليع بلاطه وتحفيره،من اجل اعادة اعماره،وسط تعليقات لاذعة لمن يريد ان يعتصم على الدوار،بالقول إن الدولة تخاف من الاعتصام،فخلعت بلاط الدوار،وقلبته الى ارض محفرّة.
وضع البلد كمن يقف على قدم واحدة،وفي عز الصيف،والتوتر في المنطقة،وشعارات الاصلاح الداخلية،والوضع الخطير جداً للخزينة،يتم الحشد لاعتصام مفتوح يوم غد،وهو حشد يجري بوسائل عدة.
كل المخاوف تتعلق بإعادة التحشيد على اساس غرائزي بخروج اناس للاعتداء على المعتصمين،كما جرى على دوار الداخلية،بالحجارة،او التحشيد على اساس الاصول والمنابت،كما جرى في تلك الحادثة،او بقدوم شبيحة لكسر رؤوس المعتصمين. فوق هذا كلام عن سعي بعض الاسماء المسّيسة لمواجهة دموية يوم الجمعة المقبلة،ونوايا بالتصعيد من جانب البعض،وهذا كلام مرعب،لاننا نخشى على حالة الاستقرار الداخلية،التي لو خسرناها لتهنا في المدائن،بحثاً عن امن واستقرار.
لانتهم طبعاً المطالبين بالإصلاح في دوافعهم ونقاء معدنهم،وصدقية شعاراتهم،ولانمارس لعبة التخويف الغبية،لكننا نحذر بشدة من مؤشرات كثيرة تتبدى في كل لحظة،من سعي البعض لإسالة الدم في عمان غداً.
علينا ان نتنبه ونحذر بشدة.هذه ليست محاولات تخويف مكشوفة ورخيصة،لاخافة الراغبين بالذهاب الى اعتصام الجمعة،ولا دب الرعب في قلوبهم،لكننا نتحدث عن مخاوف،اذ لانريد دماً في عمان،ولانريد ان نجد انفسنا امام فتنة داخلية.
لااحد ضد الحراكات والمسيرات،وليس ادل على ذلك من ثماني المسيرات الجمعة الماضية،في كل مكان،لكننا نتحدث عما يمكن تسميته بوجود وضع استجد مؤخراً ازاء مايتم طبخه سراً لاجل الجمعة المقبلة.
بالكاد خرجنا من تداعيات حادثة دوار الداخلية،والتراشق بالاتهامات على اساس الاصول والمنابت،وكل ما أخشاه اليوم،ان يجري استدعاء هذا الإرث بطريقة اسوأ،وهو امر لايحتملة اي واحد فينا،وعلينا الا نتورط فيه ايضاً،اذ يكفينا مانحن فيه من هموم.
توتر الدولة الشديد مرده الى الوضع الداخلي،الذي لايحتمل في عز وجود المغتربين والزوار،وفي عز الازمة الاقتصادية،تفجيراً جديداً،مع تلك المعلومات الراشحة،عن نوايا لأمر كبير،لااعرف تفاصيله.
ليس اسهل من تكذيب الدولة على لسان اي ناشط،والقول: إن الدولة تستثمر في المخاوف،وُتذكي المخاوف من جمعة دموية،حتى ينفض الناس،وهو كلام سمعناه الف مرة،غير ان هذه المرة تكاد تسفر عن وضع آخر،يثير الرعب في القلوب.
الحل هو في الاصلاحات ومحاربة الفساد،ورد الحقوق الى الناس،والخروج من التباطؤ في الاصلاحات،وطي كل الملفات العالقة،وفي الوقت ذاته فإن الخوف من سعي اطراف عربية واقليمية الى البحث عن خاصرة رخوة،لنقل الفوضى اليها،يبقى وارداً.
لعل فينا من يتذكر ان اخذ البلد الى فتنة كبرى،سيؤدي الى خراب بيوت الجميع.