كانوا يسمونهم»عبيد القوادس» وكان هؤلاء يربطون بالسلاسل ويجبرون على التجديف المستمر تحت تهديد السياط، بالطبع كان معظمهم يموت خلال تأدية واجباتهم الرسمية الموكلة اليهم، طبعا بعد الوفاة كانوا يرمونهم طعاما لأسماك البحر.
الدولة العثمانية تعلمت هذا الإبتكار، وصار اسراها يعملون تحت نير ذات الشروط، وفيما كان عبيد قوادس اسبانيا معظمهم من أحفاد المسلمين الذين تنّصروا إجباريا بعد سقوط غرناطة بين يدي فرديناند وايزابيلا، كان عبيد قوادس الأتراك من الأسرى والمخطوفين من الدول الأوروربية التي احتلتها الدولة العثمانية أو تحاربت معها...يعني تعميم العبودية.... فالظلم ليس له اب ولا دين ولا وطن.
الان وبعد مرور ثلاثة قرون ونيف على انتهاء ظاهرة عبيد القوادس، خصوصا بعد اكتشاف السفن البخارية، ننظر الى عبيد القوادس لكأنهم جزء من بؤس الماضي، ننظر بحزن وشفقة على الذين عاشوا وماتوا جوعى تحت السياط.
لكن ماذا..مهلا.... ماذا يفعل المواطن العربي في حياته أصلا.
يولد عبدا للحكومات التي تستدين باسمه وتصرف النقود باسمه وتستدين ثانية باسمه ، ثم تضطهده باسمه وتقوم بتجويعه باسمه وتوقع عنه وتتنازل عنه وتبيع ولا تشتري من املاكه ودم قلبه.
على الأقل عبيد القوادس لم يطلب منهم تسديد اثمان ما يأكلون، لا يتحملون ديونا ولا يتنازل السادة عن الأوطان بأسمائهم، ولا يطلب منهم الدفاع عن الوطن او الولاء الكامل للحكومات.
يا سادة يا كرام ... دون لت ودون عجن..... نحن عبيد القوادس الجدد...بلا زغرة.
وتلولحي يا دالية