بعض المسؤولين في البلد يلجأ للسحر والشعوذة،فيزورون الفتاحين،ويتم تحميلهم بالأحجبة،والتعاويذ،ويتسلل بعضهم في الظلمة لاستشارة هذا المشعوذ او ذاك،وزار بعضهم مؤخراً مشعوذين خارج الاردن،للاستعانة بهم بشأن قضايا عديدة.
هذه معلومات طازجة ومؤكدة اقدمها للرأي العام الاردني،لعله يفرح فوق أفراحه،ومايراه من فساد وتدهور في شتى الميادين،ومايستبد به من يأس وقنوط وضيق صدر في هذه الحياة،هذا في الوقت الذي يتشاغل بعض مسؤولينا بقراءة الكف والفنجان.
هذا ما وصلنا اليه في هذا الزمن،فبعض المسؤولين الذين نسلمهم اعناقنا وقضايا البلد،يذهبون الى المشعوذين،ويستشيرونهم في كل صغيرة وكبيرة،وينفقون اموالا لا عد لها ولاحصر على هؤلاء،من اجل مايسمونه تصفية الخصوم،او جلب السعد الى هذا المسؤول.
تنطبق ذات القصة على مسؤولين متقاعدين،يعانون من "النحس" فيذهبون الى هؤلاء في مواقع عدة في الاردن،ويحضرون خبراء مشعوذين من خارج البلاد،لتقديم الخدمات لهم،في مطلع الالفية الثالثة،لعل الحظ يعيدهم الى الركوب فوق ظهورنا.
ذات مرة وفي مجلس النواب،ودون تحديد الفترة الزمنية،مازح صحافي رئيساً للحكومة،يعرفه جيداً،بأن حاول اخذ نظارته الشمسية التي يضعها في جيب بدلته العلوية الخارجية،واذ سحب النظارة،جرت معها حجاباً جلدياً مطرزاً.
كان موقفاً محرجاً للغاية للرئيس السابق،الذي اضطر ان يقول ان والدته،اعطته التعويذة خوفاً عليه من العين والسحر والحسد!.
تصل القصة الى حدود البحث عن الذهب،واستخدام النفوذ للبحث عنه،والاتيان بمشعوذين لهذه الغاية،وقد تم الامساك قبل سنين بمسؤول حالي،وكان حينها نصف مسؤول،وهو ينبش عن الذهب في الاغوار،برفقة مشعوذ مغربي،ونال نصيبه يومها من لكمات المواطنين الغاضبين.
اذا كنا نتحدث عن دولة حديثة،وعن التطور والتقدم والمستقبل،وعن دولة العدالة والحقوق والواجبات،فعلينا ان نقنع بعض مسؤولينا اولا بالخروج من كهوف البدائية التي يعيشون فيها،والتخلص من كل هذا الكفر والشرك الحرام.
تتأمل الاسماء التي تصلك و"المعلومات الدقيقة" حولها،فيقف شعر رأسك،هذا اذا تبقى لك شعر رأس ليقف امام هكذا معلومات،وتعرف ان الناس في واد،وبعض مسؤولينا في واد اخر،وان مخافة الله مجرد عنوان يتم بيعه في المناسبات الدينية على رؤوسنا.
لو يعرف الناس الذي يجري سراً هنا وهناك،ولو يعرف الناس كيف تجري الاشياء،لتوقف نبض قلوبهم،الا انها رحمة الله،ان نبقى نظن ان هناك محترمين وذوات،يفكرون بالناس وبهموم البلد.
بعض مسؤولينا الحاليين والمتقاعدين،يديرون وجودهم بالشعوذة والاحجبة واللجوء الى الفتاحين والمشعوذين،ويذهبون لزيارتهم ملثمين خوفاً من ان يراهم احد،وبركوب سيارات من طراز قديم حتى لايلفتوا الانتباه،هذا على الرغم من رصدهم رسمياً،ومع هكذا نوعية من المسؤولين،فإن علينا انتظار المزيد من الخراب.
لو كان المشعوذ قادراً على صناعة حياة سياسية لهذا او ذاك،او شطب حياة سياسية لهذا او ذاك،لكان الاولى به ان يأتي بنفسه الى سدة المواقع الرئيسية،غير انها "قلة العقل" التي تستبد ببعض مسؤولينا،فوق "قلة الدين" و"قلة الخبرة".
العالم وصل الى المريخ ونحن مازلنا نستحضر روح شمروخ!!.
ماهر ابو طير يكتب : مسؤولون يستشيرون مشعوذين!
أخبار البلد -