عبد الهادي الراجح يكتب : قناة الجزيره شاهد ما شفش حاجه

عبد الهادي الراجح يكتب : قناة الجزيره شاهد ما شفش حاجه
أخبار البلد -  

 

 

اخبار البلد_ يبدو أن من خلق للزحف لا يمكن أن يكون طيارا والأنظمة والدويلات التي وجدت في معادلات سياسية معروفة ليكون دورها وظيفيا لا يعقل أن نأمل منها غير ذلك ، وتلك هي قصة دويلة قطر وعاصمتها الجزيرة كما وصفها الأستاذ ( جورج سماحة ) في إحدى مقالاته مؤخرا ، وعندما ظهرت قناة الجزيرة بالدور المرسوم لها صفقنا وتحمسنا لها نحن الغالبية الصامتة من الشارع العربي المتعطشين لإعلام عربي حر يمثل ضمير الشعب العربي ولا يمثل عليه .

 

 نعم لقد تحمسنا كثيرا لقناة الجزيرة دون النظر لمن يقف خلف الصورة الغير المرئية ، لقد أخذتنا بالصورة وكانت منذ انطلاقها عام 1996م ، حالة غير مسبوقة بعد سنوات طويلة من إعلام أهل الكهف الذي يبقى طيلة النشرات الإخبارية يحدثنا عن انجازات أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة وعن عبقريتهم الفذة الغير مسبوقة وانجازاتهم التي لم تتجاوز دماغ الإنسان العربي ولذلك كانت قناة الجزيرة حالة خاصة وخروج عن المألوف ولذلك أحببناها والتففنا حولها ، وأصبحت مصدرنا الوحيد للاطلاع على العالم الخارجي وبما في ذلك وطننا العربي رغم كثرة المحطات خاصة التي أنشأتها دويلات الذهب الأسود لمنافسة الجزيرة وللأسف أصبحت محميات الخليج بقيادة الرجعية السعودية هي من يقود المرحلة ولذلك رأينا مع الغزو الصهيو أمريكي محاولات كثيرة للعودة للوهابية المتحجرة والسلفية التي لا تقبل حتى مجرد الاختلاف في الرأي .

 

دويلة قناة الجزيرة القطرية وهي الابنة الشرعية لمحطة البي بي سي التي أنشأتها المخابرات البريطانية في مرحلة الاستعمار الكونيالي المباشر وجاءت الجزيرة اليوم في عصر الثورة الإعلامية والعولمة وبدعم وتوجيه أمريكي امبريالي لم يعد يخفى على أحد لتحاول خداع الشعوب بعد أن جعلت من نفسها غرفة عمليات سوداء ، ليس لمصلحة الوطن العربي والمنطقة ولكن لإثارة الفتن والقلاقل وخلط الأوراق في المنطقة ، وعندما جاءت ساعة الجد لقد قلنا وقال غيرنا الكثير أن هدوء المقابر في الوطن العربي ليس استقرارا كما تدعي الأنظمة ولا يمكن أن يستمر بتلك الصورة حيث كان ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة ولذلك فان أمريكا الصهيونية التي ورثت الاستعمار القديم بقوتها الناعمة بالدرجة الأولى وعلى رأسها قناة الجزيرة السيطرة الإعلامية على المنطقة ومحاولة توجيهها بعد أن عجزت تلك الأمريكا عسكريا ومن قبلها بريطانيا وفرنسا ولذلك أوجدت جيوش من المرتزقة ليس في المجال العسكري والأمني فحسب ولكن في مجال الإعلام ومحاولة توجيه الرأي العام خاصة في هذه المنطقة ، وقناة الجزيرة إحدى تلك الأدوات بل وأهمها على الإطلاق لأننا نعلم أن قناة الحرة التي تتبع مباشرة للخارجية الأمريكية قد فشلت رغم لسانها العربي والإمكانيات الكبيرة من خلفها ، ولكن الجزيرة نجحت رغم حالة الشكوك والضبابية الواضحة وأهمها دويلة قطر صاحبة الجزيرة وموقع هذه الدويلة الجغرافي وحجمها وقبل ذلك احتضانها أو العكس لأكبر قاعدة أمريكية صهيونية التي منها انطلق العدوان الذي اسقط الدولة العراقية قبل إسقاط النظام ومنها أيضا انطلق العدوان على أفغانستان بحجة محاربة الإرهاب الذي هو صناعة أمريكية سعودية ، وكانت دويلة الجزيرة القطرية  تصرخ في العالم العربي بأنها قناة الرأي والرأي الآخر وتحت تلك المقولة المخادعة التي كلمة هي حق أريد بها باطل كما قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، حيث جرى ويجرى تحت ذلك الشعار إدخال الصهاينة لكل بيت عربي ورأينا الوجوه الصهيونية القبيحة الذين لا ينقصهم منبر وأمريكا ومنابرها في خدمتهم  .

 

نراهم اليوم يطلون علينا وعبر قناة الجزيرة والإعلام الخليجي المنحط ليحدثوننا عن الإرهاب العربي أثناء حرب تموز وغزة وغيرها وكانت للجزيرة سقطات واضحة ولكننا غفرنا لها ذلك من أجل تعطشنا لإعلام جديد غير إعلام أهل الكهف في وطننا العربي ، ومن هذه السقطات مثلا أنه بعد هزيمة الكيان الصهيوني وإجباره على الانسحاب من جنوب لبنان ذليلا عام 2000م ، والتف الشعب اللبناني كله حول مقاومته الباسلة التي أخرجت الصهاينة من أرض الوطن ، وفاجأتنا دويلة الجزيرة ببثها حلقات عن الحرب الأهلية المؤسفة  في لبنان ، لمصلحة من ذلك وفي نفس العام الذي انطلقت به انتفاضة الأقصى بعد زيارة المجرم شارون  لساحة الحرم القدسي والتفاف الشعب العربي في الأردن بكل أجناسه وطبقاته الاجتماعية حول الانتفاضة ، فاجأتنا الجزيرة ببثها حلقات عن مآسي أيلول الأسود لمصلحة من ذلك كما لا ننسى تغطيها المثير للجدل للحرب الصهيو ـ  أمريكية على العراق حيث كانت قبل بدء الحرب تستعرض القوة الأمريكية وقدرتها على التدمير من قلب القاعدة الأمريكية في قطر وقبل توجهها في العراق في حرب عدوانية همجية أضاعت من الوطن العربي أهم أجزاءه ، وجاءت الثورة العربية  التي انطلقت من محور الاعتلال لتقفز دويلة الجزيرة للمركز الأول وقامت بتغطية تلك الثورة بشكل متوازي في تونس ومصر ولكنها فجأة تحولت لخصم وقاضي في البحرين ، وسلطنة عمان ، وشبه الجزيرة العربية ولطرف غير محايد في أحداث ليبيا وسوريا واختفت الحيادية وغابت تماما ورأينا مذيعي الجزيرة وقد أصبحوا صورة أخرى أكثر خزيا من زملائهم من إعلام المحنطين من أهل الكهف وسقطت ورقة التوت التي تتستر بها قناة الجزيرة وغيرها من الإعلام الناطق بالعربية ومأساة الجزيرة القطرية التي أصبحت عاصمة محور الاعتلال العربي بعد أن التقت مع أشباهها في الخليج العربي المحتل بعد ذلك التنافس بينهم الذي كان يشبه تنافس الزوجات الأربعة لحضن الزوج الذي لم يكن في حال الجزيرة وإعلام الخليج إلا ذلك الأمريكي الصهيوني وسياسته وكانت الجزيرة الأكثر جمالا وبالتالي الأقرب لقلب الزوج الأمريكي الصهيوني .

 

لقد انفض الشارع العربي وانتهى المولد من حول الجزيرة لقنوات أخرى غير عربية ولكنها بكل أسف أكثر صدقا وموضوعية من قناة الجزيرة مثل (( روسيا اليوم ، العالم ، وحتى البي بي سي )) وسقطت قناة الجزيرة للدرك الأسفل والذي يشكك في هذا الكلام ينزل للشارع العربي ويسمع الجواب ، فقد انهارت وتحطمت كل هيبة قناة الجزيرة وأصبحت صورة أخرى من قناة العربيه التي يمولها النظام الحاكم في الجزيرة العربية ، ولعل مأساة دويلة الجزيرة أنها أخذت أكبر من حجمها الطبيعي وهو علبة الكبريت وصدقت أنه بالصوت العالي وحده تبنى السياسات وتتحول مسارات التاريخ الكبرى من النقيض إلى النقيض وإنها قادرة بالخداع والتظليل على تغير مسار الشعوب في الاتجاه الذي تريد ولكنها اكتشفت بعد سقوطها المهني الكبير في نقل ثورة البحرين وسلطنة عمان والجزيرة العربية بل ووقوفها خصما لإرادة الشعب العربي في تلك المحميات وفضيحتها المهنية الكبرى في ليبيا وسوريا ومحاولة التركيز على القطرين الشقيقين كما يتطلب منها ذلك الدور القذر الذي سيحكم عليه التاريخ خاصة بعد مشاركة دويلة الجزيرة ممثلة في قطر بالحرب الإجرامية على الشعب الليبي بحجة دعم المتمردين الذين جعلت منهم الجزيرة ثورا وسيكون الحكم كما أسلفت للتاريخ على الدور التآمري القذر الذي تقوم به محميات خليج العربي المحتل لخدمة أمريكا الصهيونية وشاهدنا من شاشة الجزيرة الكثير الذين يحدثوننا  يوميا كشهود عيان عن أحداث سوريا وليبيا وهم في الحقيقة شهود زور وعلى طريقة عادل إمام شاهد ماشافش حاجة وسوف يتحرك الشعب العربي ذات يوم لتصحيح مسار التاريخ في تلك الدويلات مهما طال الزمن وشعار الجزيرة الحقيقي أثبت أنه مستمد من التاريخ النازي الذي عبر عنه جوبلز وزير الدعاية النازية صاحب مقولة ((اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) .

 

لقد انتهت كل هالة الجزيرة وهيبتها في أول امتحان عندما انطلقت الثورة من محور الاعتلال العربي وكنست لمزبلة التاريخ أهم  رؤوس محور الاعتلال والبقية تأتي ولن يكون المستقبل إلا لشعبنا العربي الذي بوعيه وحسه سيبقى قادرا على الفرز بين الغث والسمين وبين الثورة والفوضى ولذلك من خلق للزحف تحت الأقدام لا يمكن أن يكون طيارا وعبيد أمريكا وعملائها لن يكونوا غير ذلك وتلك هي أحكام التاريخ والجغرافيا وحقائق الأشياء ، الم يقل شارل ديغول قبل أن تتكلم في السياسة انظر إلى مكانك  في الخارطة وخارطة دولة الجزيرة القطرية في قلب القاعدة العسكرية الأمريكية ، ولذلك لا مصداقية لمن كانت قبلتهم أمريكا.

عبد الهادي الراجح

alrajeh66@yahoo.com

  

شريط الأخبار (التأمين الأردنية) تعقد إجتماعها العمومي العادي وتصادق على بياناتها مدير عام التأمين الإسلامية "دحبور" .. نتائجنا المالية مميزة والمؤشرات مبشرة %43 من حالات الولادة في الاردن بعمليات قيصرية الغذاء والدواء الأمريكية تفرض معايير جديدة لتعريف الأطعمة الصحية أجواء باردة الاثنين وتوقع زخات مطرية ببعض المناطق وفيات الأردن الاثنين 23-12-2024 مصدر عسكري: الأصوات التي سمعت في الزرقاء والمفرق ناتجة عن التعامل مع عدد من المتفجرات القديمة في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواطئ ميامي.. (فيديو) مرصد الزلازل يحسم الجدل بشأن شعور المواطنين باهتزاز نوافذ منازلهم 14 سؤالا نيابيا وردا حكوميا في أولى الجلسات الرقابية والدة أحمد عبد الكريم مدير العلاقات العامة في البنك الإسلامي في ذمة الله الاحتلال يعتقل طبيبًا أردنيًا كان متوجهًا إلى غزة مهم بشأن أسعار خدمات الاتصالات من الوشاح الأسود إلى ربطة العنق.. كيف تحول الجولاني؟ إحالات واسعة على التقاعد في وزارة التربية والتعليم.. أسماء العودات: استفدنا من تجارب الماضي المومني: الوعي الوطني عامل رئيس في قوة الدولة وفاة الفنان الأردني هشام يانس وزير الخارجية يلتقي مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية