ومثلما التأريخ يعيد نفسه فهذه القصة تتكرر في كل زمان ومكان ولكن بأشكال وألوان مختلفة فبعد ثورة 26 سبتمبر 1962م ظلت القوى الجمهورية التي قامت بالثورة على الإمام أحمد والقوى الأمامية في اليمن في حالة حرب لمدة 7 سنوات وعندما التقى حينها الرئيس المصري جمال عبد الناصر بالملك فيصل بن عبد العزيز في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية عام 1965م واتفقوا في « معاهدة جدة « على انسحاب القوات المصرية تدريجيا ووقف الدعم السعودي للقوات الإمامية في اليمن.
استقرت الأوضاع في اليمن بعد 5 سنوات من ذلك الاتفاق وذلك حين اتفقت قيادة الجمهورية مع قيادة القوى الإمامية في معاهدة المصالحة في مدينة جدة السعودية عام 1970 م، وكان قرار القوى الجمهورية بأيدي الدولة المصرية وكان قرار القوى الإمامية بأيدي الدولة السعودية وكان القوى الجمهورية والإمامية تتقاتل والطيران المصري يقصف مواقع الإماميين في محيط صنعاء وغيرها مثلما يقصف طيران التحالف الآن مواقع للقوات الموالية للرئيس السابق صالح والمسنودة بالحوثيين في محيط صنعاء وغيرها.
واليوم وبعد 7 سنوات من ثورة الشباب السلمية في 11 فبراير 2011م التي قامت ضد نظام الرئيس السابق صالح فالكل يعلم بأن قرار إيقاف الحرب في اليمن هو بيد السعودية والإمارات والأمريكان وإيران وإن كان الرئيس السابق صالح وحلفاؤه في الداخل يمتلكون قرارهم إلى حد كبير وإن اتفقت السعودية والإمارات مع إيران والأمريكان على إيقاف الحرب في اليمن وانسحاب قوات التحالف من اليمن بشكل تدريجي ثم اتفقت بعد ذلك قيادة الشرعية مع قيادة المؤتمر والحوثيين في اتفاقية مصالحة وطنية في جدة أو في مسقط أو الكويت ستهدأ الأوضاع في اليمن وتستقر لفترة.
هكذا نحن حين نختلف ونتقاتل في اليمن ويستنجد البعض منا بالقوى الإقليمية والدولية نتحول من إخوة إلى أعداء ونتقاتل حتى تتفق القوى الإقليمية والدولية على إيقاف الحرب في بلادنا وحينها فقط يمكن أن نتصالح ونتآخى من جديد وتستقر أوضاعنا!
القصة هي القصة والخطبة هي الخطبة وهكذا نحن بالأمس واليوم الأخوة الأعداء والضحية والضحايا! مشكلتنا في اليمن هو أن القرار السياسي والسيادي لم يعد بأيدينا وذلك بعد أن قمنا بتسليم بلادنا للأمم المتحدة والقوى الكبرى والإقليمية وما يسمى بالمجتمع الدولي حيث فرضوا الوصاية علينا وبدأوا في تنفيذ مخططاتهم وأجندتهم التي لا تتفق بالضرورة مع مصالحنا وسيادة بلادنا وأمنها واستقرارها .
الخلاصة طالما وقرارنا ليس بأيدينا فسيظل أبناء اليمن يتقاتلون في معركة يعلمون جيدا أنها ستنتهي بتسوية سياسية ومرحلة انتقالية بمشاركة كل الأطراف وسيظل المواطن اليمني الضحية يسمع نفس الخطبة والموال حتى يتفق الجيران في السعودية مع الإمارات وإيران والأمريكان وربنا يعجل بالفرج.