صوّت مجلس الشيوخ الأميركي بغالبية ساحقة أول من أمس (الخميس) لمصلحة تشريع يفرض عقوبات جديدة على إيران وروسيا، ويحدد آلية لإجبار الرئيس دونالد ترامب على الحصول على موافقة الكونغرس قبل تخفيف أي عقوبات قائمة.
وأيد المجلس الذي يضم 100 عضو التشريع بغالبية 98 عضواً مقابل اثنين. ويتضمن مشروع القانون عقوبات على طهران بسبب برنامج الصواريخ الباليستي الإيراني وأنشطة أخرى لا تتصل بالاتفاق النووي الدولي الذي توصلت إليه مع الولايات المتحدة وقوى أخرى.
وأضاف مجلس الشيوخ هذا الأسبوع أيضاً عقوبات جديدة على موسكو لتدخلها في الانتخابات الأميركية عام 2016 وضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ودعمها للنظام السوري في الحرب.
وصوّت المشرعون بغالبية ساحقة أيضاً لمصلحة إضافة مادة إلى مشروع القانون تسمح لـ «إدارة الطيران والفضاء الأميركية» (ناسا) بمواصلة استخدام محركات صاروخية روسية الصنع وتجدد الالتزام الأميركي تجاه «حلف شمال الأطلسي» (ناتو).
ويحتاج التشريع إلى موافقة مجلس النواب ثم توقيع ترامب عليه ليصبح قانوناً. وقال مساعدون في مجلس النواب إنهم يتوقعون أن يبدأ المجلس مناقشة مشروع القانون في الأسابيع المقبلة، لكنهم لم يتكهنوا بموعد التصويت النهائي عليه.
وشكك وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في التشريع خلال شهادة في مجلس النواب أمس، وقال: «أحضّ الكونغرس على ضمان أن يتيح أي تشريع للرئيس المرونة لتعديل العقوبات للوفاء بما يتطلبه موقف ديبلوماسي دائم التطور». لكن مساعدين في مجلسي الشيوخ والنواب قالوا إنهم يتوقعون أن يكون الدعم لمشروع القانون كافياً لتجاوز حق النقض (فيتو) الذي يملكه ترامب إذا لزم الأمر.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم إن العقوبات التي تبحث الولايات المتحدة فرضها على بلاده ستلحق أضراراً بالعلاقات بين البلدين، مؤكداً أن: «هذا بالفعل سيعقد العلاقات الروسية- الأميركية».
وفي مقابلة مع قناة «روسيا 1» التلفزيونية الرسمية التي عرضت منها مقتطفات اليوم، قال بوتين إنه في حاجة إلى أن يرى كيف سيتطور الموقف إذا فرضت عقوبات جديدة. ونقلت «وكالة الإعلام الروسية» عنه قوله «لذلك من السابق لأوانه التحدث علناً عن إجراءاتنا للرد».
وكان الرئيس الروسي قال أول من أمس إن العقوبات دليل على صراع سياسي داخلي في الولايات المتحدة. وأضاف خلال لقائه السنوي للرد على أسئلة المواطنين الروس، أن سياسة فرض واشنطن العقوبات على موسكو بذرائع مختلفة تهدف دائماً إلى محاولة احتواء روسيا.
وتنفي موسكو أي تدخل في الانتخابات الأميركية. وقال ترامب إنها «محض أوهام للديموقراطيين الذين هزمهم».
وقالت السناتور الديموقراطية جين شاهين، وهي من المتزعمين إقرار القانون: «واجه مجلس الشيوخ أخيراً روسيا على تدخلها في انتخاباتنا. التعديل الذي أقره الحزبان هو نظام عقوبات يستحقه الكرملين على أفعاله».
من جهته، قال مسؤول كبير بحسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية، إن قرار مجلس الشيوخ الأميركي فرض عقوبات جديدة على طهران انتهاك «لا جدال فيه» للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران في العام 2015 مع القوى العالمية الستة وبينها الولايات المتحدة.
ونقلت وسائل إعلام عن المستشار الكبير للمرشد علي خامنئي، علي أكبر ولايتي قوله أول من أمس إن «الخطوة التي اتخذها مجلس الشيوخ من دون جدال انتهاك لكل من روح ونص الاتفاق النووي. اللجنة الإيرانية المكلفة مراقبة الاتفاق ستدرس بالتأكيد خطوة الكونغرس وتتوصل إلى الرد اللائق».
وقال ولايتي «أميركا تحاول التغطية على الهزائم المتتالية التي تكبدتها على يد إيران في سورية والعراق».