دور الغرب في صناعة الإرهاب

دور الغرب في صناعة الإرهاب
أخبار البلد -  

الإرهاب اليوم بات ظاهرة عالميّة، تضرب في كلّ مكان، ولم يعد أحد بمنأى عن تداعياتها، ويعمل الإعلام الغربيّ الموَجّه، والمرتبط بدوائر العمل الصّهيونيّة على ربطه بالعرب والمسلمين حصريّا، متجاهلا أنّ الإرهاب ليس وليد السّاعة،وليس له دين أو جنسيّة، فالذين يتزعمون الحملة اليوم على الإرهاب لهم تاريخ أسود في إرهاب الدّولة الممنهج، ولكن وكما يقال في اللغة الدّارجة ( القوي عايب).

والغرب الذي بدأ يصرخ من ضربات الإرهاب يتحمّل مسؤوليّة كبرى في صناعة الإرهاب، فهو الذي انقلب على عهوده بضمان استقلال الدّول العربيّة ووحدتها اذا ما انحاز العرب إليه في حربه مع الدّولة العثمانيّة، ولكنّ هذه العهود تبخّرت مع نهاية الحرب، بل قبل أن تنتهي، فكانت التّفاهمات مع الحركة الصّهيونيّة التي انتجت وعد بلفور المشؤوم . ولم يحظ العرب باستقلال ولا وحدة، فالاستقلال تحوّل إلى استعمار غربي، والوحدة غدت وطنا ممزّقا، وعلى أسس تبقي المنطقة في حالة صراع قومي ومذهبي. والغرب هو الذي زرع الكيان الصّهيونيّ كيانا عنصريّاعدوانيّا في قلب العالم العربيّ، ليكون قاعدة متقدّمة له، وللحيلولة دون قيام وحدة بين شطري الوطن العربي: الآسيوي والإفريقي.
ولم يكتف بزرع هذه الغدّة السّرطانيّة، وإنّما أمدّها بكلّ أسباب القوّة، ليضمن لها التّفوّق، وبالتّالي الهيمنة على ما سمّي الشّرق الأوسط، بما في ذلك السّكوت عن برنامجها النّووي، ودعمه، خلافا لكلّ الدّول التي حاولت أو تحاول أن تبني برامج نوويّة لأغراض عسكريّة، ووفرّ لهذا الكيان الحماية من مفاعيل القرارات الدّوليّة، التي تدين الاعتداءات الصّهيونيّة بحقّ الشّعب الفلسطينيّ ودول الجوار .
ولا يخفى على أحد أثر هذه السّياسة في المخزون الثّقافي للفلسطينيين والعرب، ولا سيّما أنّ المحرقة الصّهيونيّة بحقّ الفلسطينيين ما زالت مشتعلة منذ وطئت أقدام الصّهاينة الأرض العربيّة.
والغرب هو الذي وظّف حادثة تفجير برجي نيويورك- على الرّغم من شهادات التّشكيك في دوافع التّفجير والجهة التي تقف وراءه- لتدمير البلاد العربيّة والإسلاميّة، فكان احتلال أفغانستان، والتنكيل بشعبها، وفرض نظام سياسي عليها بغير إرادتها، ما أجّج صراعا دمويّا ما زال مشتعلا حتّى تاريخه، وجعل من أفغانستان مستنقعا غاصت فيه أقدام المحتلين.
وجاء من بعدُ احتلال العراق بدعوى وذرائع لم يثبت أيّ منها ولكنّه الحقد على الأمّة، والطمع في ثرواتها، ومحاولة ضرب أيّة قوّة صاعدة فيها يمكن أن تهدّد ربيبتها (إسرائيل)، أو تضع حدّا لتدخّلاتها في الأرض العربيّة. وفي هذه الأجواء انطلقت المقاومة، التي ووجهت بإرهاب الدّولة ، ما ضاعف مخزون الغضب، فظهرت فصائل امتهنت العنف، ومارست أعمالا إرهابيّة بحقّ مخالفيها.
وجاءت الثّورة المضادّة على أيدي الدّولة العميقة التي استمرأت الفساد والاستبداد، وبدعم غير محدود من الغرب والكيان الصّهيونيّ لتصبّ الزّيت على النّار، وتأكل الأخضر واليابس، وتفتح الأبواب لتدخّلات إقليميّة ودوليّة، تحت شعار ( محاربة الإرهاب)، لتدمّر البلاد، وتقتل العباد، وتهجّر الملايين.
وقد خيّل للتّحالف الدّوليّ أنّه بالقوّة العسكرية التدميريّة- التي تقتل من المدنيين أضعاف ما تقتل من المتطرّفين- قادرة على وضع حدّ للإرهاب، وأن تقبض ثمن ذلك غاليا. وقد أغراها في ذلك إنتصارات حقّقتها بانتزاع مساحات واسعة مما كان يسيطر عليه المتطرّفون، ولكنّها فوجئت بأنّ الاستخدام المفرط للقوّة، وانتزاع مساحات جغرافيّة لم يوفّر الحماية للإقليم، ولا للمجتمع الدّوليّ، وقد بدأت مؤخّرا أصوات عديدة تتعالى محذّرة من مغبّة هذه السّياسة، وتؤكّد على عدم جدواها، فقد جاء في تقرير لمجلس الأمن الدّوليّ صدر مؤخرا ( أنّ عودة المتطرّفين من سوريا والعراق تهدّد الأمن العالمي)، وفي تصريح لجفري فيلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون السّياسيّة طالعنا ( تنظيم داعش يركّز على هجمات في أوروبا). وهي هجمات موجعة حملت رئيسة وزراء بريطانيا على أن تعلن عن تنكّرها لحقوق الانسان لهول الصّدمة التي شهدتها البلاد. وقد أكّد الكاتب الصّحفي باتريك كوبرن أنّه يجب الاعتراف بأنّ تدخّلات بريطانيا في الخارج عسكريّا أسهمت كثيرا في تمكين التّنظيمات الإرهابيّة العنيفة والمتطرّفين. ويقول الكاتب بيتر فيفر : إنّ بعض القرارات التي اتخذها صانعو السّياسة الأمريكون ساهمت في وصول داعش إلى الذّرى، ويعلّق الصّحفي الاسترالي جون بيلفر على العملية التي نسبت إلى المواطن الليبي سليمان العبيدي في لندن بقوله : ( يتجاهل الاعلام والساسة في الغرب حقيقة أنّ الأعمال الإرهابية تأتي نتيجة لتدخّلات الغرب في الشّرق الأوسط.
والآن وقد أصبحت الكرة الأرضيّة بمجموعها مجالا للعمليات الإرهابيّة فقد بات لزاما على الغرب، وفي مقدّمته الولايات المتّحدة الأمريكيّة إعادة النّظر في سياساته، قبل أن يتوطّن الإرهاب في عقر داره، فيهدّد أمنه واستقراره، ويذهب بانجازاته. وهذا يحتّم عليه وقف تدخّلاته في الشّؤون العربيّة، وأن يضع حدّا لدعمه للنّظم الاستبداديّة والحكومات غير الدّيمقراطيّة، وأن يتوقّف عن دعمه للكيان الصّهيونيّ، وأن ينحاز لمباديء الحقّ والعدل في الصّراع بين الشّعب الفلسطيني السّاعي لنيل حقوقه المشروعة والعدوّ الصّهيونيّ السّاعي للتّمدد والهيمنة، والضّارب عرض الحائط بالمواثيق والقوانين والقرارات الدّوليّة، مستقويا بقوّته العسكريّة الجبّارة وبالدّعم الأمريكيّ غير المحدود.
وبغير ذلك فلن يظلّ الشّرق الأوسط وحده يعاني ويلات الإرهاب ، وإنّما ستنتقل عدواه إلى القارات السّت ولات ساعة مندم.
 
شريط الأخبار العجلوني : نتائج الشامل الدورة الصيفية 2024 يوم الأربعاء الموافق 2/10/2024 بسبب حذائها الأحمر.. موقف محرج لوزيرة الخارجية الألمانية في شوارع نيويورك (صور) 1238 باخرة رست على أرصفة ميناء العقبة الجديد وميناء الركاب في 2024 «حماس» تعلن مقتل قائدها في لبنان وعضو قيادتها في الخارج، فتح شريف أبو الأمين، مع بعض أفراد عائلته في ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان راقصة مصرية تكشف عن طلب وزير خارجية أميركي سابق الزواج منها اجواء خريفية معتدلة فوق المرتفعات اليوم وانخفاض الحرارة غدًا تحويل مستحقات مراقبي ومصححي التوجيهي للبنوك يوم غد الثلاثاء وفيات الاردن اليوم الاثنين 30/9/2024 أوامر بالابتعاد عن المنطقة فورا.. حريق ضخم في مختبر للكيماويات بولاية جورجيا الأمريكية (صور + فيديو) .. "حزب الله" اللبناني ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي أول تصريح أمريكي عن نوع السلاح المستخدم في اغتيال نصر الله خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا