كم تساوي سنة من حياتك؟

كم تساوي سنة من حياتك؟
أخبار البلد -  



عندما تتزاحم الأولويات وتضيق الموارد يجد صانع القرار نفسه مضطرا الى ترتيب أولويات صرف المتوفر، وقد يكون هذا الأمر ميسورا إذا ما كانت هذه الأولويات المتنافسة تندرج تحت بند الكماليات، لكن المهمة تضحى عسيرة إذا ما تعلق الموضوع بحياة الناس، فاذا ما تحدثت الى احد مسؤولي الصحة تجد ان قسطا كبيرا من وقته يذهب في البحث في طلبات فردية لمواطنين يلحون ويوسطون للحصول على بعض الادوية باهظة الثمن التي قد تكون محدودة الفائدة، او حتى للتحويل للعلاج في الخارج، ما يرتب على الخزينة اعباء لا قبل لها بها.
جرت العادة ان تحتكم الدول والمؤسسات في تحديد اولويات الصرف على الصحة الى معادلة واضحة يتم من خلالها ترتيب هذه الأولويات من خلال ما يسمى بـ"الموازنة بين التكاليف والفوائد".
ولإجراء هذا التحليل لا بد لنا من وضع قيمة رقمية لحياة الإنسان، وتحديد المبلغ الذي تستحقه سنة اخرى تضاف الى حياته، وقد تم الاصطلاح من قبل العديد من المؤسسات على الرقم 50 الفا من الدولارات كمبلغ مناسب يمكن دفعه لكل سنة مضافة الى حياة الفرد.
لكن السؤال الملحّ هنا عن مدى اخلاقية وضع تسعيرة لحياة الإنسان كما لو كان بضاعة تجارية، وإذا كان ذلك ممكنا فما هي المدخلات التي ستدخل حسبة التكاليف، وهل سنة إضافية في حياة "بيل غيتس" تساوي مثيلتها لمشرد في أزقة نيويورك، ثم هل من المنطق ان نهتم بإضافة ارقام جديدة الى عداد حياة الانسان بغض النظر عن جودة هذه الفترة المضافة.
ورغم الانتشار الواسع لاستخدام "تحليل التكاليف والفوائد"، الا أن هنالك كما هائلا من العلاقات والمشاعر الإنسانية التي لا يمكن ترجمتها الى ارقام، كما يبقى الجانب الاخلاقي لهذه لطريقة موضع شك. ويحضرنا هنا القصة الشهيرة التي حصلت في جمهورية التشيك، حيث خلصت إحدى شركات التبغ من خلال تحليل مماثل الى أنه من الأفضل والأكثر جدوى للدولة أن تشجع على التدخين حيث سيدخل خزائنها ملايين الدولارات على شكل ضرائب وعائدات يمكن ان تنفق على الصالح العام من تعليم وصحة وبنية تحتية، كما انها لن تكون مضطرة لعلاج المواطنين "المدخنين" في فترة الشيخوخة التي من المرجح ان لا يبلغوها ولا لدفع رواتب تقاعدية لفترات طويلة لأنهم سيقضون مبكرا بالسرطان وأمراض القلب وغيرها. هذا التحليل وغيره يبين الجانب اللاأخلاقي لهذا المبدأ، حتى وإن بدا مربحا بالأرقام المجردة.
يرى المفكر الإنجليزي جيريمي بنثام أن "المبدأ الأسمى للأخلاقيات" يتحقق بتعظيم المصلحة العامة وزيادة المنفعة القصوى لأكبر عدد من الناس، وهو ما يطلق عليه "الفلسفة النفعية"، وعليه فإننا نقوم بتوجيه الموارد لتحقق مصلحة أكبر عدد من الناس بغض النظر عن المصلحة الفردية لبعض الاشخاص او لفئة صغيرة من الناس: فهو يضع مصلحة المجموع فوق مصلحة الفرد وينحاز للاغلبية على حساب الفرد او الاقلية منطلقا من فرضية شمول المنفعة الجمعية للمنافع الفردية.
يجد احدنا نفسه في حالة فصام بين تعاطفه الانساني مع الحاجة الفردية للشخص الذي يرى في حاجته كل عالمه، وبين الموارد المحدودة التي يجب ان توجه للصالح العام وأولوياته المتنافسة.

 
شريط الأخبار العقبة.. مفصول من عمله بمصنع يفتح النار بشكل عشوائي ويصيب اثنين لماذا تم تعيين رئيس تنفيذي جديد "لكيا الأردن" في هذا الوقت؟ التقى برجل مجهول وصافحه... تفاصيل جديدة عن عملية إغتيال نصر الله فيديو يظهر الحايك وهو يتوقع عدوان اسرائيل على منطقة الكولا في بيروت.. ماذا قال؟ الأمن يعلن عن تعديلات واسعة في عمل جسر الملك حسين عاجل. 6 كلاب ضالة نهشته في رأسه ورقبته.. تفاصيل صادمة عن حادثة وفاة طفل بالجيزة العجلوني : نتائج الشامل الدورة الصيفية 2024 يوم الأربعاء الموافق 2/10/2024 بسبب حذائها الأحمر.. موقف محرج لوزيرة الخارجية الألمانية في شوارع نيويورك (صور) 1238 باخرة رست على أرصفة ميناء العقبة الجديد وميناء الركاب في 2024 «حماس» تعلن مقتل قائدها في لبنان وعضو قيادتها في الخارج، فتح شريف أبو الأمين، مع بعض أفراد عائلته في ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان راقصة مصرية تكشف عن طلب وزير خارجية أميركي سابق الزواج منها اجواء خريفية معتدلة فوق المرتفعات اليوم وانخفاض الحرارة غدًا تحويل مستحقات مراقبي ومصححي التوجيهي للبنوك يوم غد الثلاثاء وفيات الاردن اليوم الاثنين 30/9/2024 أوامر بالابتعاد عن المنطقة فورا.. حريق ضخم في مختبر للكيماويات بولاية جورجيا الأمريكية (صور + فيديو) .. "حزب الله" اللبناني ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي أول تصريح أمريكي عن نوع السلاح المستخدم في اغتيال نصر الله خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟