سياسة التدوير في وزارة التربية والتعليم وتداعياتها
- الخميس-2011-06-14 14:13:00 |
أخبار البلد - سياسة التدوير في وزارة التربية والتعليم وتداعياتها
الكاتب : فيصل تايه
تساءلت ومجموعة من الزملاء التربويين في قرار معالي وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي قبل أكثر من شهر والقاضي بتدوير رؤساء أقسام شؤون الموظفين.. هل كان ذلك التبديل والتغيير سياسة تربوية أم إدارة ؟ أم كلاهما معا ؟
وبعد تفكير متعمق خلصت الي القول أن رجل بفكر معالي وزير التربية والتعليم .. لا يمكن له ليتخذ أي قرار مهما كان إلا وفق مقتضيات حتمية أملتها عليه مبررات مقنعة .. فمن يعرف الدكتور تيسير النعيمي عن قرب يعلم أن معاليه لا يمكن أن يتخذ أي قرار في أي أمر إداري أو تربوي بمبرراته الموضوعية التي تعود بالفائدة
- بعيدة المدى- على الكيان التربوي.. فمن وجهة نظري فان أي تغير يحتاج إلى إرادة قويه وعزيمة جريئة قبل الإدارة لان الإرادة الجريئة هي من تصنع التغيير وهي المحرك للتغيير.. فعندما تكون الإرادة قويه عندهـا يحدث التغير.. إلى أن نصل إلى الهدف المنشود.. ليأتي دور السياسية التربوية الصحيحة في وضع الاستمرارية في التغير الذي نطمح .
لم أشأ الكتابة في ذات الموضوع حين اتُخذ قرار التدوير المعلوم .. ولكني تعمدت أن أتريث مدة وجيزة لنلمس بالفعل اثر ذلك التغيير وانعكاساته بتحقيق الأهداف التي طمحنا إلى تحقيقها للارتقاء بأدائنا الوظيفي وكما أراده معالي الوزير بالتحديد .. وبالفعل كان لنا ما أردنا .. إذ لمسنا الكثير من التغيرات التي طرأت على تلك الأقسام مع استلام الزملاء لمناصبهم الجديدة .. هذا ما يشير إلى أن هذه السياسة نجحت في الوصول إلى المبتغى الذي من أجله جاءت فكرة التدوير وهذه دلالة واضحة وأكيدة أن معالي الوزير كان حكيما في اتخاذ قراره الذي جلب الخير لمديريات التربية والتعليم ليعم روح العمل الجاد والدءوب بين الجميع بكل همة ومسؤولية بالرغم من تحفظنا على أداء البعض والذي قصد وتعمد شداً عكسيا وتحريضا على المركز .
وفي ذلك .. دعوني أقول مخاطبا من راق له ومن لم يرق : أن التدوير الوظيفي ضمن فهمنا الأدائي أحد أهم الاستراتيجيات لتطوير أداء العاملين في أيه مؤسسة ، لأنه يعتبر من الطرق الفعالة لتطوير أداء العاملين من مديرين ورؤساء أقسام وموظفين ..ذلك أن التدوير الوظيفي يتيح للموظف ممارسة عمله بطريقة جديدة تخرج عن الروتين المتبع منذ فترة وجوده في موقعة الوظيفي وكذلك يتيح له اكتساب خبرات جديدة مع زملاء جدد بالإضافة إلى خبراته السابقة ناهيك عن إمكانية ضخ دماء جديدة لتولي مهام أدارية جديدة .
إن إتباع سياسة التدوير في المواقع الإدارية هي حاله صحية في نظام تربوي متعطش لتدوير الخبرات والتي تسمح بتراكم التجربة ومراجعة تقييميه لها واستخراج العبر للأبتعاد عن ضعف التسلسل الوظيفي والتخبط في قنوات الاتصال الرأسية والأفقية هذا ما يوحي بأن التغير إستراتيجية مهمة وواضحة لا بد من انتهاجها بين الفينة والأخرى .
أما التغير الذي نقصده هنا أو بمعنى آخر التبديل في المواقع بحد ذاته لمن يخاف التغيير فكما هو معرف في علم الاجتماع والنفس هو راحة ويجلب السعادة .. كذلك فانه يهدف إلى تدريب الأفراد على المواقع التي يمكن فيها اتخاذ الإجراءات المختلفة بعيدا عن المحسوبية , إضافة إلى تقليص احتمالات الملل والضجر نتيجة الروتين والرتابة, وزيادة إمكانات التحفيز والأداء, وذلك من خلال تنوع الواجبات التي يقوم بها الفرد مع كادر مختلف في جو وظيفي جديد.
إن وجهة نظري المتواضعة ويشاركني بها الكثير من الزملاء .. والمتعلقة بالتدوير وبالطبع القرار لأصحابه ..
أرى أن يعطى التدوير الوقت الكافي .. كما وينبغي أن نكشف (الشيخوخة الهرمة) لبعض إمبراطوريات الكثير من الأقسام التي ما زالت مختبئة في جلد نمر فالكثير من رؤساء الأقسام – مع احترامي لغالبيتهم- شكلوا كيانات يصعب اختراقها وتنظر لمن حولها ممن لديهم القدرة والكفاءة على تولى مهامها نظرة الغازي أو الطامع بكنز سليمان ولذلك فعندما نضخ دماء خبيرة جديدة قادرة على تولي مهامها بشجاعة في تلك الأقسام ذلك ما يمكنها من اختراق التقوقعات السائدة
لذلك فنحن في الميدان نتمنى أن يكون التدوير موضة هذا العام ليطبل له من يرغب بطريقته .. متمنين المنفعة لجهازنا التربوي العتيد .
ولكن .. !! دعونا نتصارح بمزيد من الشفافية ..!! إذ أن هناك الكثير من المحاذير التي يجب أن تؤخذ بالحسبان وبدرجة عالية من الحس بالمسؤولية وهي أن بغضاً من المواقع القيادة لا تحتاج الي تدوير على الإطلاق.. بل تحتاج الي تغيير واجتثاث من الجذور ذلك أننا لا نريد نقل الخيبة من مكان إلى آخر والنتيجة هو نقل الأشخاص لمجرد النقل .. ونقل صاحب الجهد لمكان يحتاجه ليصلح ما أفسده الدهر .. ليحل محلة من يعود بالموقع الوظيفي وأدائه سنوات إلى الوراء .. وفي النهاية فان ذلك (تدوير في تدوير) لعل الجميع يذوق طعمه بطريقته فأما مستريح أو مستراح منه .. ونأمل أن تكون النتيجة المرجوة عند حسن ظن الجميع .. بل ونريد انعكاسها على الوظائف القيادية لمنظومتنا التربوية التي نتمنى أن تتطور بقدر دعواتنا لها بالخير .. والحكم الآن سابق لأوانه ولا يتعجل المتعجلون لعل الله يجعل في كل أمر خيرا .
وفي الختام أعتقد أن التدوير الوظيفي إذا أحسن تطيبقة وفق معايير واضحة سوف يكون بإذن الله في صالح جهازنا الوظيفي ..فبقاء أي مسؤول أو قيادي في منصبه لفترة طويلة لا يساعد على خلق أجهزة إدارية متطورة ذات كفاءات عالية من شأنها المساهمة في رقي ذلك الجهاز الذي يتربع على كرسيه ذلك والمسؤول لفترة طويلة .. فسياسة تدوير المناصب تعطي حيوية ومرونة جديدة لأي جهاز إداري تتم فيه بغض النظر عن نجاح ذلك والمسؤول أو فشله في القيادة فإن كان ناجحا .. فالمصلحة تقتضي أن ينقل نجاحه لموقع آخر بدلا من أن يكون حكرا على موقع معين تميز فيه واستفاد منه ولهذا فعليه أن ينقل إمكاناته وقدراته المميزة لموقع آخر حتى تعم الفائدة عدة قطاعات..
ولذلك أعود الي القول : لطالما أن العمل مستمر فان التغيير والتجديد والتدوير يقضي على الخمول والبيروقراطية والمحسوبية ولكن إن أردنا التغيير المنشود فلا بد من أن نعطي للمسؤول وقته الكافي وفرصته الكاملة للتغيير .. لان وزارة بحجم وزارة التربية والتعليم لن يظهر عليها التغيير بشكل مفاجئ بل تحتاج إلى السير بتواتر باتجاه الإصلاح المرجو وفق خط زمني كاف .
وفقنا الله جميعا لخدمة كياننا التربوي الشامخ بخطاً واثقة ليبقى عامرا بجهود كل الشرفاء في هذا الوطن الأشم ..ولنسير جميعا نحوه بخطى واثقة وسعي وعزم لا يكل ولا يمل من خلال تبني مفاهيم وأدوات الجودة الشاملة وتنفيذ عمليات التحسين المستمرة للارتقاء بمستوى الخدمات والأداء بما يتوافق مع توجيهات قيادتنا الملهمة .
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
.