" برزت له مسنونة تتلهب أمضى من القدر المتاح وأغلب
حزَت فلا حدَ الحديد مخضبٌ بدمِ ولا نحر الذبيح مخضَبٌ "
إن الذبح لا يكون بالآلة الحادة فقط ولكن أساليبه كثيرة. فالحالة التي مررنا بها في السنوات الماضية كان فيها الكثير من الذبح وأساليبه، حالة فوضى غير مسؤولة وما تخللها من عدم صدق ومصداقية وفساد وإفساد، حالة عدم المبالاة وعدم الاتزان وفقدان البوصلة إلا بوصلة من صنع هذه المرحلة وتسيَدها حتى وصلنا إلى ما وصلنا إله من أوضاع احتاجت إلى ضرورة المعالجة وضرورة الصحيان لإصلاح الأمور إما إجباراً أو طوعاً قبل فوات الأوان.
ولكن ما إن بدأت هذه المرحلة الضرورية والتي كان يجب أن تكون حقيقية ولا رجعة عنها حتى دخلنا في مرحلة فوضى جديدة ومن نوعٍ آخر، مرحلة الهروب من مواجهة الحقائق ومرحلة التسويف وحرب الوجود لمن كن متسيَد سابقاً مع لاحقه الذي من المفروض أن يصلح الأمور. ومن البوادر التي أخذت تتضح أن مرحلة الإصلاح حوصرت حتى أصبحت في وضع "مكانك قف"، وأصبحت تتعثر من مشكلة إلى أخرى وتتخبط في الأخطاء وتتعثر في المعالجات وأصبح الآخرون يجيرون ذلك لصالحهم حتى يكون الحل والمطلب بعودتهم من جديد. حيث تم وضع الناس في هوامش وأوهام لا وجود لها مثل الوحدة الوطنية والولاءات لإبعادهم عن التفكير الحقيق بمشاكلهم ومطالبهم وجروحهم اليومية، وأصبح لناس يساقون إلى الخيم والدواوير للهتاف والغناء والتغني وكأن عدواً خفياً هناك يعمل على غير ذلك. وأصبح هناك تلاعباً بمشاعر الناس وولائهم للقيادة وبأبشع صورة، وهذا أسلوب من أساليب الذبح حتى أصبح الناس وبالتوجيه وبلا نظر لكراماتهم وإراداتهم الحقيقية يغنون ويرقصون لكن مع جروحهم العميقة التي يعانون منها. ويكفي انه على المواطن أن لا يتحدث عن المرحلة السابقة وأخطائها وفسادها وعليه أن يصمت أو يقدم الدليل وإلا سيلاحق من القضاء.
وهنا أحذر وبكامل الصراحة إن هذا الأسلوب لن ينطلي طويلاً وان حالة الحقيقة والصحيان حتماً قادمة، وعندها لن يكون للندم مكاناً لأن الفرص جاءت وجاءت لكننا لم نستغلها كما يجب أن تُستغل.
اللهم فاشهد واجعلنا من الصادقين.
عمان / منصور المجالي
لواء سابق
1162011