ليس دفاعا عن البخيت
لست هنا بالصدد للدفاع عن شخص رئيس الوزراء فهو ليس بحاجه الى دفاع من اي كان ولكن ما نراه في واقع الامر ان هذا الانسان يتعرض ومنذ تسلمه مهامه الرسميه الى حملة شرسه وممنهجه ومعدة بشكل جيد للتشويش عليه وتحميل حكومته اخطاء وازمات متراكمه ورثها من حكومات سابقه وفعليا ليس له علاقه مثلا بهذا العجز المرتفع للمديونيه او وجود هذا الكم الهائل من الفساد الذي استشرى في الاجهزه الحكوميه منذ عشرات السنين ولا تستطيع اي حكومه مهما ملكت من ادوات ان تحل جميع هذه الاشكاليات والازمات وتقضي على الفساد وتجفف منابعه خلال فترة قصيره فالامر بحاجه الى جهود كبيره وتكاتف جميع مؤسسات الدوله ومؤسسات المجتمع المدني وايضا بحاجه الى اراده سياسيه حقيقيه من جانب الحكومه.
ويمكن تشبيه وضع البخيت مع بعض هذه الجهات التي تهاجمه بشده على رأي المثل القائل ( احترنا يا قرعه منين نبوسك ) بمعنى ان كل ما قام به البخيت لغاية الان ومنذ تسلمه مهامه الرسميه لم يقنع هؤلاء المتربصون الذين يطالبون الرئيس ببعض الامور وعندما تنفذ وترى النور يبدأ نفس هؤلاء الاشخاص بالتذمر ويبدأ الطخ على الحكومه ويصبحون في صف المعارض لهذه القرارات لان هدفهم في واقع الامر ليس المصلحه الوطنيه ولا مصلحة الشعب بقدر ما هو معارضة اي قرار بهدف المعارضه للتشويش على الوطن وتشويه سمعته .
منذ سنوات وبعض مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والقطاع الحكومي تطالب الحكومه باعادة هيكلة النظام الاداري للجهاز الحكومي لوجود عيوب كثيره ادت الى انعدام المساواه بين الموظفين وبالفعل بادر الرئيس الى اعادة هيكلة القطاع الحكومي بشكل يضمن العدالة والمساواه بين موظفي الدولة ومنع وجود تشوهات في الرواتب والحوافز وبعد صدوره والذي يعد انجازا مهما على مستوى الوطن اخذت نفس هذه الجهات بمعارضة هذا الموضوع بشده وطالبت الحكومه بالرجوع عنه لاسباب لم نعرفها واخذت تهدد الحكومه باللجؤ الى الاعتصامات والاضرابات مع انه يؤدي الى تحسين وضع ما يزيد عن مئتا الف موظف من القطاع الحكومي ويؤدي الى رفع رواتبهم وبالتالي ينعكس ايجابا على رواتبهم التقاعديه.
حتى مخرجات لجنة الحوار فيما يخص قوانين الاحزاب والانتخاب لم تسلم من المعارضين حتى الذين رفضوا وبشكل قاطع الاشتراك بهذه اللجان والمضحك ان سبب معارضتهم لهذه المخرجات هو ان اللجنه لم تمثل كافة الاتجاهات والاطياف السياسيه اذن الموضوع لا يتعلق بمعارضه وطنية اردنيه تنبع من قلب اردني صافي همها الاول والاخير الاردن الوطن بل معارضه للتشويش وهدم المنجزات التي تراكمت على مدى عشرات السنين وهذا اصبح واضح لدى الشعب الاردني وبشكل لا يحتاج الى التفسير والتأويل.
ولا يجب ان ننسى موضوع العفو العام الذي صدر قبل ايام والذي واجه ايضا معارضه شديده بدعوى انه لم يشمل جميع الجرائم ولم يشمل اشخاصا بعينهم وكان المطلوب من الحكومه ان تعفو عن جميع المجرمين حتى مهربي وتجار المخدرات والجواسيس وعصابات الشر والجرائم الخاصه بامن الدوله فمن الطبيعي ان لا يكون العفو عاما فهناك بعض الجرائم التي نرفض نحن كمواطنين الافراج عن اصحابها اما لبشاعتها او ضررها الكبير على المجتمع ولكن فئة المعارضين ذوي الاصوات العاليه والتي لا يعجبها عجب ولا صيام رجب امطرت هذا القانون بالعديد من الاعتراضات والهدف معروف .
يكفي ان حكومة البخيت وهذا يسجل وبشهادة الجميع انها تعاملت مع حالة الحراك الشعبي والمظاهرات والمسيرات التي قدرت بالمئات وعلى مدى شهور عديده بطريقه حضارية راقيه ولم يسجل عليها انها استعملت السلاح ولم تراق خلالها نقطة دم واحده كما يحدث في بلدان عربية عديده بل تعرضت خلالها الى هجوم من قبل المتظاهرين وسقط خلالها جرحى من افراد الامن العام العدد الكبير بعكس بعض الدول التي سقط عندهم مئات القتلى والاف الجرحى من المواطنين فهذا امر محمود لا ينكره الا كل صاحب ضمير ميت وقلب حاقد .
جيعنا ضد الفساد والمفسدين ولا يجب ان تدعي جهة معينه مهما كانت انها هي الوحيده التي تقف ضد الفساد ولكننا في نفس الوقت مع الوطن الاردن الغالي الذي يحترم انسانه الاردني ويحفظ كرامته والذي نعيش تحت جناحيه بامن وامان وما نشاهده على شاشة التلفاز في بعض الدول العربيه من ابشع الجرائم التي ترتكتب ضد الشعوب ما يدفعنا ان نكون شاكرين لله على هذا الوطن وهذه القياده الهاشميه الحكيمه .