في الصباح استيقظت وإذ بالخبر العاجل:أن "القاعدة" تستولي على منطقة زنجبار في محافظة أبين اليمنية وما إن بدأت بأخذ أنفاسي وتلاوة أحاديث الصباح أبدأ عملي وبنفس الوقت أستوعب هذا الخبر بجمع معلومات وأجوبة لهذا الخبر الذي لم أجد له أي تفسير أومعلومات كافية لتصديق هذه الكذبة, وإذ بالليل يأتينا بخبر عاجل أيضا: إقتحام ساحة الحرية في محافظة تعز من قبل الأمن اليمني وإطلاق النار على المعتصمين وإردائهم قتلى.وبذلك فإنه أعاد السيناريو التونسي والمصري والبحريني ويقوم بالمنافسة على أسلافه في هذا الحراك..حينها تأكدت أن "كذبة القاعدة" سقطت ولم أعد بحاجة إلى تمحيص وتفحيص وأن تسلسل الأحداث من بداية المبادرة أو الورقة الخليجية والمناورة التي أتقنها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لمدة ليست بالقصيرة حتى فشلت المهمة الخليجية أو لنقول حتى أنهى الرئيس اليمني هذه المناورة ليدفع بجميع أوراقه المتبقية دفعة واحدة من بدأ قصف بيت الشيخ صادق الأحمر وتسليم أفراد عصابة جائعة أطلق عليها "القاعدة" وانتهاءا إلى إقتحام عصابات الأمن اليمني ساحة الحرية في تعز وإشعال النار في خيم المعتصمين وإطلاق النار الحي واستخدام الجرافات لمحاولة النيل من الحرية وساحتها وطلابها.
هذا التصعيد لايدل إلا على الحالة الهستيرية التي وصلها الرئيس اليمني والتخبط في عائلته التي تستولي على السلطات العسكرية والأمنية.
يبدو ان الرئيس اليمني لم يفهم طبيعة شعبه طيلة سنوات حكمه..لابل يبدو وكأنه لم يكن يحكم شعب بل كان يستولي على شعب وبلد بثرواته البسيطة وإستغلال المساعدات الخارجية بعد فبركته القصص البوليسية.نعم الرئيس لم يفهم أن هذا الشعب الذي لطالما شككنا في حضريته وصبره وثقافته هو مثال الصبر والثقافة والعقلانية..هذا الشعب الذي أظهر أقصى درجات التنظيم الشعبي والإبداع الحضاري في إعتصاماته وخطاباته..ولن نقول أكثر مما قاله الرسول محمد عليه الصلاة والسلام فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله:( أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرقّ أفئدةً ، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية والفقه يمان ، رأس الكفر قِبَل المشرق ) رواه مسلم.
الرئيس اليمني بدأ بقصف بيت الشيخ صادق عبدالله الأحمر الذي نسي الرئيس أنه نشأ فيهم ومعهم,لكن الشيخ الأحمر فوت الفرصة على علي عبدااله صالح بعدما حاول الرئيس اليمني جر البلاد إلى حرب أهلية كما توعد. وإذا به بأقل من أسبوع يطلق عصابته للإستيلاء على منطقة زنجبار لتقتل كل من أمامها كالكلاب الجائعة فتنهش المواطنين وتنقض على جنوده أيضا. ويسميها القاعدة ليبعث برسالة واضحة للدول الخارجية أن شخصه الذي لطالما نال الجوائز والمديح في سيطرته على حركة القاعدة في اليمن,هو نفسه القادر على الحفاظ من القاعدة في هذا البلد..لكن حتى هذه الكذبة تثبت جهل الرئسي اليمني بتنظيم القاعدة الذي هو أذكى من الرئيس وأذكى هي من أن تستغل هذا الوقت الذي لايعود لصالحها,فأنا أعتقد أن وجود تنظيم منظم للقاعدة – إن سلمنا جدلا أن القاعدة هيكلية تنظيمة وليست منهج فكري- ستتريث للخلاص من ألد أعدائها العملاء لأمريكا وهي تعلم أن تدخلها سيوفت عليها فرصة إعادة لملمتها.ودليل فشل هذه الكذبة أو الورقة هو اقتحام ساحة الحرية في تعز,فهو لم يجد صدى لما حدث في أبين غير الإتهامات الموجه إليه والإنتقادات والإنشقاقات في صفوف الجيش ,والبيان الأول للمنظمة العسكرية المنشقة.وبالمناسبة,هؤلاء المنشقين هم أدرى بالوضع الأمني من علي عبدالله صالح بحكم أنهم هم من قادوا جميع الحروب الداخلية ابتداء من 1962.
لقد فعلها الان واستخدم الورقة الأخيرة الأكثر فشلا وهي اقتحام ساحة الحرية وماهو إلا دليل على افتقار نظام علي عبدالله صالح جميع الأوراق..وهنا أيضا أنوه أن الرئيس اليمني كفيره لم يفهم أو يقي أخطاء أسلافه من الحكام فهاهو يعيد الأخطاء بحق ربيع الثورات التي أجزم أن الحكام لم يعيشوها كما نحن الشعب العربي لم نعشها من قبل.
ماهي إلا أيام..طالت أم قصرت وسيخلعه الشعب الباقي والمتبقي وسيخرج أو يبقى لكن على جميع الأحوال سيمرض ويتوقف عن صبغ شعره وسيحاكم والشعب العربي سوف يمضي في ثورته ضد "الثورة المضادة" ليكتمل ربيع الثورات العربي من أجل الكرامة والحرية.