بقلم محمد سليمان الخوالده
لست أدري لماذا تتجاهل حكوماتنا المطالب الشعبية بضرورة دفن فكرة المشروع النووي السلمي المزمع اقامته في منطقة المجدل الواقعة في محافظة المفرق ، خصوصا بعد زلزال اليابان المدمر ،والذي على اثره أعلنت المانيا البدء بالتوقف عن الطاقة النووية كمصدر للطاقة، وعلى عدة مراحل متتالية تنتهي في عام 2022، المانيا ليست دولة نفطية وليست غنية بالصخر الزيتي وهي بلد علماء الطاقة بل ان الالمان هم من اكتشف الذرة ، وها هم يغلقون مفاعلاتهم ، فلا يعقل ان تكون حكومتنا اكثر وعيا وفهما من الالمان، والاكيد ان الالمان يدركون مدى الخسارة التي سوف تلحق باقتصادهم جراء تخليهم عن مفاعلاتهم النووية للطاقة السلمية، ولكنهم آثروا الأمان وسلامة بلدهم وصحة شعوبهم ، بينما حكوماتنا حريصون على تنفيذ ارادة الاجنبي وملء جيبوهم على حساب سلامة الوطن وصحة مواطنيه.
حقيقة المتابع لهذا الملف يتساءل لماذا مشاريع الطاقة النووية السلمية اصبحت مطلبا للاردن ولبعض دول الخليج في الاونة الاخيرة ؟، مع ان الدول الاوروبية تتجه الان الى الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية ،وذلك لقلة تكلفتها،اضافة الى انها نظيفة وآمنة وعلى سبيل المثال اسبانيا اصبحت رائدة في مجال الطاقة الشمسية ، ومما يثير الشكوك بصدق نوايا الحكومة ويضع علامة استفهام كبيرة هو تزامن اكتمال المفاعلات النووية السلمية في منطقتنا مع اغلاق آخر محطة نووية في المانيا.!!، هل قدرنا دائما ان نشتري المحطات النووية والاسلحة الحربية التي قرّر اصحابها الاصليين التخلي عنها ورميها الى مكبات نفاياتهم!!.
للاسف هناك من يردد ان اسرائيل تحاصر طموحات الاردن بتنفيذ المشروع النووي ، لسنا سذجا لتنطلي علينا مثل هذه الاقاويل ، فاسرائيل هل التي تتحكم بالقرار الاوروبي والامريكي لنقل اي تكنلوجيا لدول العالم الثالث ، وما ادل على ذلك حين اعترضت اسرائيل على اقامة المفاعل النووي في منطقة العقية فما كان من حكومتنا السابقة الا الاستجابة الفورية بنقل المشروع الى منطقة المجدل في محافظة المفرق ، وكأن قدرهذه المحافظة والمناطق المجاورة لها هو ان تكون مركزا للمشاريع السرطانية، فمن مصفاة البترول الى مصنع الراجحي واخيرا وليس آخرا المحطة النووية السلمية ، وهذا لا يعني ابدا اننا نوافق ان يقام هذا المشروع السرطاني في العقبة او في شمال الاردن ولا في اي بقعة من وطننا العزيزبل نذهب الى ابعد من ذلك بمطالبة الخارجية الاردنية اثارة ملف اسرائيل النووي لتفكيك مفاعلاتها النووية لخطورتها على الشعب الاردني وبيئته التي اصبحت مهددة فعلا لا قولا.
حقيقة مشروع المفاعل النووي الاردني يصطدم بعوائق كبيرة منها انه يحتاج الى مياه كثيرة لتبريد هذا المفاعل ، واتساءل هنا أليس الاردن من افقر الدول مائيا ويعاني من نقص في المياه ونمو سكاني مضطرد؟! ناهيك عن عوائق التمويل فتكلفة المشروع تصل الى ثمانية مليارات ، فهل الاردن بحاجة الى زيادة مديونيته التي اثقلت كاهل الاردنيين جميعا ؟!!، واستغرب من صمت مجلس النواب الاردني فلم نسمع تصريحات او تحركات بهذا الصدد اللهم فقط الامن النائب ميسر السردية، أليس هناك بدائل وحلول أخرى غير هذا المشروع ، نعم لدينا الحلول وهي موجوده وبتكلفة اقل من ذلك بكثير ودون الخشية من الزلازل أو المخاطر الاشعاعية أو النفايات النووية، انها مزارع الطاقة الشمسية ففي دراسة أعدها الدكتور ايوب ابو دية لعام2009 أوضح أن مزرعة للخلايا الشمسية بمساحة عشرين كيلومترا مربعا في منطقة معان كافية لتزويد الاردن بكامل احتياجاتها، اضافة الى بدائل اخرى فهناك الغاز الطبيعي والصخر الزيتي ، فالاردن حباه الله بالثروات والخيرات فلماذا لا نستثمرها محليا ؟؟
حقيقة مطلوب الان من جميع كافة الفعاليات الشعبية من مؤسسات المجتمع المدني والنقابات المهنية والأحزاب والنواب الوقوف ضد بناء المفاعل النووي في المملكة، لما له من آثار بيئية سلبية وأبعاد صحية واقتصادية خطيرة تطال جميع الاردنيين .
فلا يكفي فقط اللجوء إلى القضاء بل لا بد من ممارسة الاعتصام والمسيرات وكافة وسائل الضغط على الحكومة لردعها عن تنفيذ مشروعها السرطاني.
Drkmal_38@yahoo.com