الاستقلال إرادة ونهضة
بقلم :
زايد محمد ارحيمة الخوالدة
يحتفل الأردنيون في الخامس والعشرين من شهر أيار من كل عام بعيد الاستقلال ، استقلال المملكة الأردنية الهاشمية ، معلنة حقبة جديدة بعد إنهاء الانتداب ، حقبة مليئة بالإرادة والطموح والتطور والقوة . لقد كان الاستقلال ومازال مناسبة عزيزة على قلب كل أردني وعربي ، تقوم على الكرامة والرفعة وشحن الهمم نحو البناء والعمل . لقد اثبت الأردن بقيادة الهاشمية الأصيلة والشرعية مقدرتها على التكيف مع الظروف وتذليل العقبات أمام تطور الدولة الأردنية القوية الفاعلة والداعمة للقضايا القومية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
إن الاستقلال بقيمته الروحية والمعنوية هو محرك أساسي يبث في النفوس الأمل والقوة ويحفز عوامل الثقة بالنفس والإرادة والعمل دون كلل لبناء الوطن . ومن هنا استمرت القيادة الهاشمية على مر التاريخ في المحافظة على هذا المكتسب الوطني والعربي من خلال تبني سياسات من شأنها السعي نحو بناء الاردن الدولة ، دولة القانون والمؤسسات والحريات التي أصبحنا نضاهي دولة كثيرة بمدى التطور في الحياة المدنية والحزبية والسياسية من خلال التعايش والتفاعل بين أطياف مؤسسات المجتمع المدني والقطاع العام في بلورة القيم الأساسية للاستقلال من خلال رقي الحياة السياسية وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار .
لقد حرص جلالة الملك المفدى عبد الله الثاني بن الحسين على ضرورة فهم هذه المناسبة الذي يقوم على حب الوطن والانتماء إليه وخدمته والعمل من اجله ولأجله . وهي أعلى قيم المحافظة على هذا الاستقلال الوطني العربي العظيم .
ويمكن القول إن الاستقلال شكّل نقطة تحول كبيرة في تاريخ الأردن من خلال ما ذكرناه سابقا من نهوض متسارع في الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية التي فاقت كثير من الدول وما رافقه من نتائج طيبة لعل من أهمها نعمة الأمن والاستقرار في الأردن الغالي ، نعمة لابدّ أن نحافظ عليها وننميها بالحب والانتماء والإخلاص للوطن ولقيادته الحكيمة .
لقد انبرى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين دون كلل أو ملل في السعي نحو تطور الأردن وبناءه وتحقيق الحياة الكريمة للمواطن على الرغم من جميع الظروف والمحن التي استطاع الأردن الخروج منها بحكمة الهاشميين أقوى واصلب عودا وأكثر حرصا وأقوى عزيمة على النهوض والتطور والعمل . فإننا نلمس بشكل فعال المشاريع التنموية التي تنتشر في جميع مناطق المملكة التي تهدف إلى القضاء على الفقر واستحداث التوازن بين المناطق الاردنية على امتدادها . ومن هنا نتعلم من هذه المناسبة العزيزة علينا أن الاستقلال هو إرادة حقيقية نحو البناء ومواصلة العطاء اللا محدود لرفعة الاردن وهو في الوقت ذاته نهضة على جميع المستويات التي من شأنها تعزيز قيم التفاعل والمشاركة في رقي الحياة من خلال دفع عجلة التنمية السياسية التي هي اللبنة الأساسية للتطور والازهار وفق ثوابت الوطن .
حمى الله الأردن منيعا آمنا مستقرا وحمى قيادته الهاشمية وسدّد على دربها الخير والرشاد والسؤدد.
Zayed_79_2007@yahoo.com