قالت صحيفة "معاريف" العبرية مساء السبت، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تراجع عن نقل سفارة أمريكا من تل أبيب (وسط فلسطين المحتلة 48) إلى مدينة القدس بعد ضغوط من مصر والأردن.
وذكرت الصحيفة العبرية أن ترامب "ومن باب تحسين العلاقات مع العالم العربي، استجاب لطلب الملك عبد الله الثاني والحكومة المصرية بضرورة عدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس".
ولفتت إلى أن ملك الأردن حذر خلال زيارته إلى واشنطن من نقل السفارة إلى القدس، "الأمر الذي قد يؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها"، وفقًا لمعاريف.
ونوهت "معاريف" إلى أن الملك عبد الله أجرى مشاورات مع مسؤولين في الكونغرس الأمريكي وأكد لهم أن هناك حالة من الغضب واليأس لدى العرب والمسلمين من ذلك.
وأشارت إلى أن مسؤولين كبار في وزارة الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كانوا قد أبدوا قلقهم من أن نقل سفارة أمريكا للقدس من شأنه أن يؤدي إلى التصعيد.
واختتم الملك عبد الله الثاني، السبت الماضي (4 فبراير/ شباط الجاري)، زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، استمرت ستة أيام، التقى خلالها ترامب، وعددًا من أعضاء إدارته وغرفتي الكونغرس، وناقش خلالها عدد من القضايا في مقدمتها مكافحة "الإرهاب" والملفين السوري والفلسطيني.
ووصف الملك الأردني عبد الله الثاني مباحثاته الأخيرة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأركان إدارته الجديدة ولجان الكونغرس بـ "الناجحة والمثمرة".
وبين أن لقاءاته في واشنطن ركزت على "أبرز التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالأزمة السورية وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وانعكاسات ما يترتب على نقل السفارة الأميركية إلى القدس".
وكان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، قد أعلن أكثر من مرة أنه ينوي نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى القدس المحتلة، للتأكيد على أن القدس عاصمة الدولة العبرية، بعد توليه منصبه رسميًا.
ويتناقض موقف ترامب مع مواقف المجتمع الدولي وقرارات هيئة الأمم المتحدة التي تعتبر القدس الشرقية ارضا محتلة، ولا تعترف بالقرارات الإسرائيلية التي تعتبر القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، كما ترفض النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في القدس المحتلة، وتعتبرها مخالفة للقانون الدولي.
يذكر أن غالبية سفارات الدول الأجنبية بما فيها الأوروبية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، تتواجد في تل أبيب، حيث يرفض المجتمع الدولي الاعتراف بضم القدس المحتلة لإسرائيل، ويؤكد أن هذا الضم غير شرعي وينتهك القانون الدولي.
وهدّد الفلسطينيون بأنه في حال تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس، فإن منظمة التحرير ستلغي اعترافها بـ "دولة إسرائيل"، بالإضافة إلى أن دولة الاحتلال تتخوف من ردّ فعل شعبي فلسطيني وعربي في حال نقل السفارة.