و باختلاف حظ البشر من الأخذ و الغرف و النهل و الانتفاع من روح العبادة بحسن ادائها تختلف درجاتهم و حسابهم فالمرء يحاسب على كيفيه أخذه بالتكاليف فردا، ان بقوة و احسان او ضعف و تفريط؟
و في الوقت الذي نحب لمن نحبهم مزيد اقتراب من الله وأخذا بالفرائض ، مع عدم الحكم على اخلاقهم و قلوبهم ان لم يفعلوا او قصروا،الا أن إعراضهم لا يجب ان يُذهب نفسنا حسرات و لا يثنينا عن التذكرة كلما هبت رياح الفرصة، ولكن في المحصلة علينا بذات أنفسنا و ذات اتباعنا و ما هي القيمة الإضافية التي قدمناها بالتزامنا؟! فالمحجبة لن تُسأل عن القماشة التي وضعتها على رأسها فقط فهذا ظاهر العبادة كحركات الصلاة و ما وراء الظاهر قلب أدرك كنه الفريضة و اقتنع بها فسارت صاحبته به مفتخرة و حملت رسالته بثقة و أدت وظيفته في المجتمع بنجاح، وباختلاف نفوس البشر تختلف صور التطبيق فيكون، ان صح الفهم و التطبيق، لدينا صور جميلة و متعددة عن معنى الحجاب و رسالته و انجازه ويصبح التفوق جزءا من رسالة الحجاب و تصبح الفعالية جزءا من رسالة الحجاب و تصبح الرحمة و التعاون و المبادرة كلها من الأخلاق التغييرية التي تتكامل مع الحجاب.
فلحجاب الطبيبة رسالة و لحجاب المعلمة اخرى و لحجاب الشابة رسالة و لحجاب الكبيرة اخرى و لكل اضافته و بصمته المتفردة في تعظيم الصورة و تنويعها و امتزاجها بمحاور الحياة.
إن من تتمثل هذه المهمة ينتظرها أدوار جلل ستشغلها عمن ارتدت او خلعت او اقتنعت او رفضت او بررت او سكتت، و هذا لا يعني نسيان دعوة الناس الى الخير و محبته لهم، و لكنها بالنهاية ستذكر أنها محاسبة عن حجابها هي و ما فعلت به و كيف قامت بحق الفريضة فيه و حق التمثيل و التمثل بآدابه و حق السفارة و الدعوة بالأخلاق و الموعظة الحسنة له.
انظري للحجاب و كأنه نزل لك دون غيرك و خصك الله بالتشريف و التكليف دون غيرك فماذا ستكون اضافتك؟ ليس كل من لبست قد لبست، و قد يكون للمرء من عبادته كلها او نصفها او ثلثها او عشرها و قد لا يكون له منها شيئا فترمى كخرقة بالية في وجهه!
لا ينفعك ايتها المرأة المسلمة من لبس الحجاب ان انت خلعت و لا يضرك من خلع ان انت لبست و لا ينقصك من فرط ان أنت أخذت بقوة و لا يزيدك من أخذ بقوة ان أنت فرطت.