ممكن المرحلة ...إنهاء تسمية لاجئين
سليم ابو محفوظ
مضى على اغتصاب فلسطين 3250 أسبوع بالتمام والكمال، وما زال الشعب الفلسطيني نصفه مشرد بلا وطن، أي يحمل صفة لاجئ مؤقتا ً ، والنصف الآخر محتل تحت قبضة الاحتلال يحمل صفة نازح نسبة كبير منه بعد احتلال عام 67، بعد مسرحية حرب الستة ساعات التي سميت بحرب الستة أيام، وكانت كذبة تسمية الستة أيام.
والحقيقة إسرائيل طخطخت ستة ساعات، على بعض الجبهات ووقعت خسائر بشرية من بين شهيد وجريح وأسير، من أجل أن تكتمل المسرحية ، يجب أن تكون هناك خسائر مادية وبشرية.
بعض الجبهات شرد عسكرها من ثلاث دول عربية ،بما فيها مصر عبد الناصر الذي تنحى بعد ما هزم في حرب حزيران، وخرجت الجماهير العربية من كل دول العالم ، تطالب عبد الناصر بالعدول عن الاستقالة وعدل إلى أن قتل بالسم.
بعد مسرحية أيلول الأسود عام 1970من قبل مخطط، الله أعلم من خلفه ولمصلحة من نفذ الاغتيال المقصود من هذه المقدمة ، ليعرف الجيل الحالي ما هو تاريخ الأمة المليء بالتناقضات البطولية المزورة ، كما هو تاريخ أمتنا العربية مزور، على مدى التواريخ.
والذي يدون هو ما يراد له الحاكم في كل حقبة زمنية وحسب الأهواء، أما الحقائق ممنوعة كتابتها من قبل مؤرخين السلطة ،الذين يبقى تدوينهم في البطولات تلو البطولات، والانتصارات تلي الانتصارات، والنتائج لا شيء كما ترى كلها هزائم تتبع بعضها البعض والحمد لله على كل الأحوال .
وبين كل التناقضات بقي الشعب الفلسطيني ، يحمل صفة لاجئين على مدى السنين الثلاثة وستين ، بأسابيعها 3250 وأيامها22750 يوما ، مرت وما زال حنين العودة للوطن لم يغيب عن بال فلسطيني عاقل، ولا عن بال صبي جاهل ، لأن الوطن لا يعادله شيء.
كيف حينما يكون محتل من قبل عدو لئيم مغتصب ، بطرق ملتوية غير شرعية وبواسطة الأنتداب البريطاني ،الوصي على فلسطين بعد التآمر على دولة الإسلام العثمانية، التي سقطت بعد تكالب الدول عليها وبعض الشعوب الجاهلة التي ساندت الغرب ، على بنو دينهم من أجل مصالح آنية ،دويلات مستعمرة لا حول لها ولا قوة على نفسها ، وعلى شعوبها التي تعيش على المساعدات الدولية والمنح العالمية.
عاش الشعب الفلسطيني كل السنوات ،متأمل بالعودة على وطن الآباء والأجداد، والتخلي عن تسمية لاجئ والانسلاخ منها ويتشوق بأن يكون مواطن فلسطيني، و حرم منها ثلاثة أجيال وما زال الحبل جرار، والله أعلم بالحال وهل يطول المنوال، ونتخلص من كلمة لاجئين.
ونصبح مواطنين حقيقيين في فلسطين أو غير فلسطين، وليس نبقى مهددين كل ما حك الكوز في الجرة نسمع كلام( أقذر من وسخ الذان) مع الأسف عن هذا التعبير، ولكن واقع تعايشنا معه فعلا ً
لا قولا ، ًوسمعنا كلام أكبر وأعمق جرحا ً من هذا والله ، ولكن العيش يتطلب تطنيش، وإلا بتكون حياة ما فيش ، بين التناقضات وهضم الحقوق والتجاهل المقصود، والحقد الأعمى والحسد المستمر من ذوي القربى والمحاسيب .
ولكن قد تكون الأمور تسير للأفضل بفضل أمريكا ومن يسيرها من لوبيات عالمية، لأن الوضع آخذ لمرحلة قد بدء الشعور يتغير لمصلحة الفلسطينيين، وتريحيهم بطريقة قد تكون أكثر أنسانية من ذي قبل، وقد تكون هي نهاية مطاف الحلول لأنهاء القضية الفلسطينية على حساب إنهاء قضية اللاجئين وحق العودة.
الذي يؤمن به كل عربي ومسلم حر، وهو من الثوابت الفلسطينية ولا تنازل عن ذلك المطلب ، خاصة لدى الجيل الذي ولد في فلسطين وهم قلة قليلة، ويتبعهم نسبة من جيل الوسط من الشباب الذين عانوا من أمور البطالة .
التي كان يواجهها المواطن الذي تنحدر ،أصوله من فلسطين ويتمتع بكامل الحقوق المواطنية المدنية، مع بعض التحفظات على بعض الوظائف الرسمية والعليا.
وقد تكون السياسة المنتهجة أملت على الواقع هكذا تصرف، حفاظا ً على الهوية الفلسطينية ، كما يقال لتبرير بعض الأمور ولو أن الأمر غير مقنع، ولكن ألتمس لأخيك عذرا ،ًوكل الأعذار للإخوان والأخوان والأهل .