اخبار البلد-المهندس خالد خليفات - لم أستطع تمالك نفسي من الضحك حين قرأت خبر الامساك بمواطن سرق مكعب ماجي من احد المحال التجارية ، وضحكت حد البكاء حين قرأت في اليوم التالي خبر تحويل ذلك المواطن الى القضاء على خلفية سرقة المكعب اللعين ، نعم فسرقة ' مكعب ماجي ' ليس بالامر السهل !!! ولا يجب التهاون فيه !!! فمن أمتدت يده على ذلك المكعب المشؤوم ، يمكن ان تمتد الى دجاجة بياضة أو الى ديك وقور أو الى حظيرة دواجن امنه مطمئنه ، وبذلك يمكن ان يكون عمله العدائي ، مقدمة لزعزعة استقرار وضع الدواجن في البلد ، ومقدمة لارتفاع الاسعار ثم مطالبات جماهيرية باسقاط كل من يعبث بأمن وأستقرار مكعبات الماجي ومشتقاتها وأصولها وفروعها . لا أخفيكم سرا بأني حمدت الله كثيرا أن الخبر بقي ضمن المحيط المحلي الداخلي ولم يصل الى قناة ' الجزيرة ' أو ' العربية ' ، ولم يقم مراسلوها بالتوجة الفوري الى المحل التجاري وعمل لقاء مع صاحب المحل ، واستضافة مختصيين بالاستديوهات لتقديم تحليلاتهم وتنبؤاتهم وتوقعاتهم حول الجريمة النكراء وتداعياتها على الامن القومي العربي ، وحمدت الله أكثر بأن المفكر العربي الكبير الدكتور عزمي بشارة لم يتناول الموضوع من زاويتة التحليلية النقدية !!!، وأكثر ما أسعدني بأن حلف شمال الاطلسي لم يأخذ علما بالموضوع ، لذلك لن تكون هناك ضربات جوية لاهداف منتخبة ، وخصوصا لمزارع الدواجن ومكعبات الماجي المنتشرة في معظم المحال التجارية كونها كانت السبب في تردي الوضع الامني في المنطقة . أستغربت كثيرا سرعة تحويل الجاني الى القضاء ، كنت أعتقد ان التحقيق معه سيطول أكثر ، ولو تم التحقيق بصورة أكثر عمقا ، فربما كان ملف القضية يتجاوز الخمسين صفحة من القطع الكبير ، لانه بالتأكيد سيتناول طفولة الجاني ونشأته ، والمراحل الدراسية التي أتمها ، وكيف ترك المدرسة وأسباب تركه للدراسة ، وكيف يعيش الان ، وعدد أفراد أسرته ، والدخل المادي للأسرة ، وعدد العاطلين عن العمل من أخوانه أو أبنائة ان كان متزوجا ، والظروف الاجتماعية والنفسية المحيطة به ، وصولا لاستنتاج الاجابة الشافية والوافية للسؤال الكبير ' لماذا أمتدت يده الى مكعب الماجي الامن المطمئن على رف المحل التجاري !!!؟؟؟؟' ، حينها ، ربما يعفو صاحب المحل عنه وعن فعلته النكراء ، وربما يهديه قفص دجاج لكي ينتج منه عشرات مكعبات الماجي محلية الصنع بغرض الاستخدام المنزلي والاستثمار الخارجي ، وربما يصبح فيما بعد مستثمرا كبيرا في هذا المجال ، وربما يترفع لاحقا لمد يده على أمور بسيطة على رفوف المحلات التجارية ، وقد نقرأ عنه بعد سنين بتهمة ' ترفع الرأس ' وتتناقل الفضائيات أنه يتسوق في أكبر محال نيويورك أو لندن أو دبي !!!!!!