يؤكد وزير الداخلية سلامة حماد قرب نهاية ظاهرة المخدرات بالتزامن مع تقرير ميداني مناقض يشير الى العكس تماما نشرته جريدة الغد تحت العنوان العريض ( المخدرات في العقبة تغرق أحياء وشبابا بوهم النشوة) ويؤكد تفاقم الظاهرة ووصولها الى درجات غير مسبوقة الى الحد الذي اصبحت توزع سجائر الحشيش بدل العصائر في بعض الأعراس.
الوزير وفي معرض رده على سؤال في برنامج ستون دقيقة الذي بثه التلفزيون الاردني يوم الجمعة الماضي اشار الى ان الاردن سيطر على 95% من أماكن تواجدها ومنبعها وذلك من خلال التعاون مع الدول المجاورة .
تقرير الغد تقرير معاينه جرى اعداده على ارض الواقع وتضمن مقابلات مع مواطنين في العقبة ،واظهر حقيقة ان المخدرات تنتشر بأنواعها في مناطق مختلفة في العقبة، خاصة في أحياء شعبية وقرى وبعض المدراس الحكومية والخاصة، ما يشكل خطراً كبيراً على الأمن المجتمعي، ويهدد مسيرة نجاح مشروع منطقة العقبة الاقتصادية، بعد تكرار ضبط كميات كبيرة من المخدرات المتنوعة.
الوزير شدد على ان البؤر الرئيسية قضي عليها والرقابة على مدار الساعة .فيما يروي التقرير حديثا لمواطن اربعيني من سكان أحد أحياء العقبة التي يكثر فيها تعاطي المخدرات، جاء فيه إن هذه الظاهرة في المدينة "تشكل كابوساً حقيقياً لكل أبناء المجتمع، ومن المحزن أن الشباب الآن هم أكثر الفئات المستهدفة". ومن خلال مشاهداته على أرض الواقع، لاحظ ما اعتبره "إقبالا شديدا على تعاطي المخدرات واستخدام المواد المخدرة لمن تزيد اعمارهم على 9 أعوام، وهو ما يدخل الأطفال أيضا في دائرة الخطر، وأغلبهم ممن يعملون في الأعمال الحرفية، وقطاع الخدمات، والطلبة".
خلص التقرير الى ان العقبة وميناؤها تعد احد المعابر الرئيسية التي تحاول عصابات المخدرات الدولية سلوكها وتهريب سمومها الى الاردن، وعبرها الى دول مجاورة. ولا يمكن اعتبار الكميات الكبيرة من المخدرات التي يتم ضبطها في العقبة مخصصة للاستهلاك المحلي بالمدينة وحولها، بل ان اغلبها مخصص للتوزيع داخل المملكة وللدول المجاورة.
اين الحقيقة اذن ؟ هل كان على معالي الوزير فحص ما ورد اليه من تقارير واحصائيات تتعلق بالمخدرات ومعاينتها قبل الظهور على شاشة التلفزيون لايصال الصورة الحقيقية للمشكلة ؟ ام ان تقرير الغد الذي خلص الى ان وتيرة المخدرات تمضي نحو الارتفاع كان مبالغا فيه وشوه الصورة الحقيقية للمملكة عامة ولمدينة العقبة السياحية على وجه الخصوص ؟ بين هذا وذاك نحن حائرون . وللأسف ليس لدينا هيئة مستقلة تقدم لنا الحقيقة صافية نقية نثق بها وتساعد في حل المشكلة.