نيويورك تايمز هذه تتعرض الآن لأزمة مصيرية ، فالتوزيع في تراجع وكذلك إيرادات الإعلانات. ثم جاءت الأزمة الاقتصادية لتزيد الطين بله ، وتسرّع في ذبول الصحيفة مالياً واحتمال اختفائها قريباً.
الصحيفة المحترمة لم تتعرض لهذه الأزمة بسبب تقصير من جانبها ، أو هبوط في مستواها ، بل كجزء من حركة عامة لتراجع الصحافة المطبوعة لحساب الصحافة الرقمية التي تقدم مجاناً على شبكة الإنترنت.
تشتري نيويورك تايمز الوقت اعتماداً على الديون ، وعليها الآن مليار دولار، وقد رهنت عمارتها للدائنين ، وهي بانتظار مشكلة كبرى عندما تستحق عليها ديون لا تستطيع دفعها ، فهل سيعطيها الدائنون مهلة إضافية أم يصرون على التصفية؟.
انخفض توزيع الصحيفة إلى مستوى مليون نسخة يومياً ، ترتفع إلى 4ر1 مليون نسخة في عدد الأحد ، وهذه لا تزيد عن نصف حجم توزيعها السابق ، ومع ذلك فإن المزيد من الهبوط في التوزيع ما زال متوقعاً ومعه هبوط إيراد الإعلانات.
رئيس التحرير وعد بعدم تسريح الموظفين والصحفيين ، ولكن هذا الوعد قد لا يصمد طويلاً أمام الحقائق المرة وضغوط الالتزامات. وإذا كانت الحكومة الأميركية تطوعت بإنقاذ البنوك والصناعات الكبرى من الإفلاس فلماذا لا تعمل على إنقاذ الصحافة أيضاً.
مشكلة الصحافة المكتوبة التي تتعرض للانقراض أن ما يصيبها ليس من نتائج وتداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية ، أزمة الصحافة الورقية ليست أزمة عابرة بل مشكلة حقيقية ، موجودة لأسباب موضوعية.
هل سيكون العالم أفضل بدون صحافة مطبوعة؟ وهل هناك ديمقراطية حقيقية بدون صحافة حرة؟ وهل تستطيع شاشات الحواسيب المنزلية أن تغنينا عن الصحيفة اليومية؟ وهل يعيش العالم بدون صحف؟ أسئلة تستحق التأمل ، ولكن الإجابة عنها لن تغير شيئاً ، فالمشكلة لم تنشأ من قرار خاطئ أو سياسة غير موفقة ، بل كثمرة للتطور التكنولوجي ، وهو قدر لا يرد.
- See more at: http://www.ammonnews.net/article/279562#sthash.tacj7mJt.dpuf