على زمن (جدودنا) كان عدد افراد الاسرة .. يبلغ في المتوسط من ثمانية الى اثني عشر فردا وكلهم ما شاء الله من ام واحدة..
يعني بحسبة بسيطة نجد انه لم يكن في وقتهم أي فاصل دعائي.. او حتى (استراحة) لا لتقاط الانفاس.. كما تطالبنا به الان حملات تحديد (النسل)!!
في ذلك الوقت لم تكن المرأة الحامل تراجع المراكز الصحية للاطمئنان على صحتها.. ولم تكن ايضا تطالب بأن (تلد) عند دكتورة بعينها.. وكل ما كان هناك : نادوا الداية.. فتأتي لتقوم بتوليدها وتذهب لتعود مرة اخرى في العام القادم.. دون ان تلعب برأس أي امراة والقيام بنصحيتها بأن : " تهدي " شوي حفاظا على صحتها!!
لأنها كانت تعلم جيدا بأن أي نصيحة من هذا (القبيل) قد تعني بأن تصبح هذه المرأة زوجة ثانية في ليلة ما فيها ضو قمر!!
كان اصرارهم العجيب على (الخلفة) بهذه الاعداد الكبيرة وعدم تلمس الاعذار.. ليس له الا معنى واحد وهو ان الواحد منهم كان يريد ان يكون له : (عزوة)..
(بنشد بيها الظهر) وذلك في اسرع وقت ممكن..
فحصاد الموسم بده (فزعة) .. و" حتات " الزيتون بطفي (القلب).. اما " حراثة " الارض و" بناية " السناسل.. و" رعي " الاغنام.. فهي بكل تأكيد بحاجة لمن يقوم بها.
كان كل ذلك يتم حسابه جيدا بتوفير اكبر عدد من الابناء ليقوموا بتلك المهمات.. وفي مرحلة ما من اعمارهم كان يتم توزيع (التخصصات) فيما بينهم وذلك كل حسب رغبته.. مين بده يصير (راعي) ومين حاب يطلع (حراث). من هنا نجد ان (العزوة) هي كانت الحل الوحيد فقط حتى : (يعيشوا).
نصف الشعب الاردني وربما اكثر لكل واحد منهم على الاقل تسع (عمام) ومثلهم (خوال).. لذلك عندما يسأل أي واحد منهم عن رأيه بانضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي ?!!.. شو بده يقلك غير انها : (عزوة) جديدة.. اصبحت الحل الوحيد حتى الشعب الاردني : (يتبغدد)!!