أخبار البلد - جدد الدكتور نصير شاهر الحمود سفير النوايا الحسنة إدانته للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما شجب تلك التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، التي تحدى من خلالها الإرادة الدولية المتمثلة في تواصل الاستيطان.
وجاءت تصريحات الحمود مواكبة لذكرى مرور 63 عاما على النكبة الفلسطينية، حيث قال إنها تأتي هذه السنة وسط أجواء المصالحة بين الفصائل المختلفة، لكنها تأتي لتظهر أيضا مقدار التغول الإسرائيلي على الإدارة الدولية والحقوق الفلسطينية المتمثلة في إقامة دولة ذات سيادة على الحدود المنصوص عليها في الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.
وأكد الحمود في بيان صحافي من مكتبه بالدوحة على أن المصالحة الفلسطينية ستصب في تمتين الصف الداخلي والمضي قدما في إقامة الدولة، داعيا الدول العربية لتحمل مسؤوليتها عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية وممارسة ضغوطها على نظيراتها حول العالم لاتخاذ ذات الخطوة، وإن كانت متأخرة بالمقارنة مع تلك التي اتخذتها بلدان أميركا اللاتينية.
وحذر الحمود من تواصل قضم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للأراضي الفلسطينية والمضي قدما في تهويد القدس لفرض أمر واقع لدى تحديد ماهية حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ودعا الحمود الدول العربية لإعادة القضية الفلسطينية لإطارها العربي والإسلامي الصحيح وعدم تقزيمها واعتبارها قضية ذات صلة بالفلسطينيين فقط، مبديا تفاؤله بحصول ذلك التحول الذي يلاقي تطلعات الشعوب العربية التي ثارت على أنظمة لم تكن تتماهى مع طموحاتها وتطلعاتها.
ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من مايو أيار من كل عام ذكرى ترحيل آبائهم وأجدادهم عن بلداتهم وقراهم في عام 1948، ويطلقون على هذا اليوم (ذكرى النكبة).
الأردن الأكثر مساهمة في القضية الفلسطينية
قال الحمود إن الأردن كان أكثر الدول مساهمة في حمل الملف الثقيل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وذلك على مدار العقود الست الماضية، منطلقا من مبادئ الثورة العربية الكبرى ذات البعد العروبي.
وظل الأردن يحث الخطى طوال العقود المذكورة في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتشابكات ملفاتها ليس نتيجة التماهي في تركيبة المجتمعين الأردني والفلسطيني فحسب، بل انطلاقا من عدالة هذه القضية التي يشعر الهاشميون إنها أمانة في أعناقهم.
يعيش في الأردن نحو 1.5 مليون لاجئ فلسطيني، وفرت لهم المملكة أفضل السبل للعيش الكريم، كما منحوا حقوقا سياسية ومدنية كاملة، وهي خطوة متقدمة على ظروف الاستضافة التي قدمتها دول أخرى تحتضن أعدادا كبيرة أخرى من الفلسطينيين.
الأمم المتحدة
في يونيو المقبل، تحتفل الأمم المتحدة للمرة العاشرة بيوم اللاجئ العالمي الذي يعيد بالذاكرة لاستمرار معاناة ملايين اللاجئين حول المعمورة من بعدهم عن أوطانهم أو مقر إقامتهم قسرا نتيجة الحروب والاحتلال أو التصفيات القائمة على أسس مذهبية وعرقية ودينية أو حتى سياسية.
قال الحمود في هذا المضمار إن المنطقة العربية كانت دائماً مصدراً للعديد من موجات اللجوء واللاجئين كما أنها استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين على أراضيها منذ بدايات القرن الماضي ولغاية الآن.
ونوه إلى الاتفاقية العربية لتنظيم أوضاع اللاجئين التي وضعت أسسها العامة جامعة الدول العربية في العام 1993 لتحديد مفهوم اللجوء في العالم العربي ولمحاولة ترتيب أطر قانونية وسياسية تنظم حركة اللاجئين وبالتالي تساعد على إيجاد حلول ناجحة لمشاكلهم ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على وضع الاتفاقية المذكورة إلا أنها بقيت حبراً على ورق وذلك بسبب عزوف معظم الدول العربية عن المصادقة عليها.