تكررت خلال السنوات الثلاث الاخيرة زيارة السفيرة الامريكية في الاردن الى معان ، حتّى أنّها تجاوزت بعددها زيارات بعض الوزراء في الحكومة الاردنيّة ، خصوصا في الأوقات الحرجة التي مرّت بها المدينة ، وتأتي زياراتها عادة للاطلاع على واقع المشاريع التي تقوم بدعمها الحكومة الامريكية من خلال الصناديق والهيئات والمراكز الكثيرة التي تنتشر على مساحة الوطن ، وتلتقي ببعض القيادات في المدينة لتستمع منهم عن المشاكل والهموم التي يعاني منها أبناء المجتمع المحلّي وخصوصا قطاع الشباب والشابات , وهم يشرحون لها بكل سرور أدق التفاصيل عن معاناتهم وكأنّها مسؤولة من المسؤولين الكثر في المملكة الذين يأتون أحيانا ليتّخذوا قرارات هدّامة لبعض النواحي التي تخدم الشباب .
السفيرة الأمريكيّة ويلز في زيارتها الأخيرة رعت انطلاقه مشروع لتدريب مائة من الشباب والشابات العاطلين عن العمل من أبناء معان في المهارات الحياتية والعمليّة لتعيينهم في أحد المشاريع التي تم اقامتها في الروضة الصناعية بعد اتمامهم الدورة المقررة ، متجاوزة بذلك الدور الذي يمكن أن تقوم به وزارة العمل والمؤسسات المعنيّة بالتدريب . ووزير الشباب زار معان ليغلق بعض من المراكز الشبابيّة التي افتتحت في قرى المحافظة كمبان ولم يتم رفدها بالقوى العاملة المدربّة على التعامل مع فئة الشباب الذين هم في هذه القرى بأمسّ الحاجة لقضاء وقت فراغهم في ما ينفعهم والتدرّب على مواجهة صعوبات الحياة والالتقاء بزملائهم وممارسة الرياضة التي يحبّونها ، والقيام ببعض الأعمال التطوّعية في ترميم الساحات والملاعب وغيرها من الاعمال التي تجعلهم يحسّون بذاتهم وأنّهم نافعين لبلدهم غير ضارّين . ولكن يأتي معالي الوزير ليغلق المراكز الشبابية بحجّة التوفير على الوزارة ونقص الكادر المتخصص ، ثمّ بعد ذلك نشكو انحراف الشباب .
السفيرة الأمريكيّة اجتمعت مع المجلس البلدي للاستماع لاحتياجات المدينة التي توّسعت ولم يعد بإمكان مجلسها البلدي المحافظة على مستوى الخدمات المقدّمة للمواطنين ، خصوصا مع ازدياد اعداد اللاجئين من الدول العربية التي تشهد ساحاتها اضطرابات . فتتفهم السفيرة الامر وتقول أن الولايات المتحدّة الامريكيّة التي تمثّلها تقدّم مليارات الدولارات للأردن كمساعدات من اجل النهوض بالخدمات المقدّمة لمواطنيه واللاجئين اليه ، وتقديمها يكون من خلال وزارات متخصصة في الاردن توّزع هي بمعرفتها هذه المساعدات . ولكن الطرق الرئيسيّة والفرعية في المدينة بحال يرثى لها وعجز ميزانيّة البلديّة كبير ، واحتياجات الناس للخدمات والبنية التحتيّة أكبر مما تتحمّله ايرادات البلديّة ، وهي بانتظار أن يقرر معالي الوزير زيارة للمدينة يلبّي فيها بعض هذه الاحتياجات .
السفيرة الأمريكيّة اجتمعت مع بعض الراغبات من المحافظة للترشّح للمجلس النيابي القادم ومعظمهنّ يترشّحن على نظام الكوتا النسائيّة التي لا يوجد مثلها في أمريكا ، وشرحن للسفيرة هموم النساء في المحافظة الجنوبيّة ورغبتهن في تمثيل المرأة ، والدفاع عن حقوقها ، ولا بدّ أنها عبّرت لهن عن فخرها بهن وتمنياتها بالنجاح لكل منهن ولكن النساء في العادة ينتخبن الرجال دون النساء ، ربّما لعدم قناعتهن لغاية الآن بتمثيل بنات جلدتهن لهن ، مما يحتّم عليهن الوصول لمجلس النوّاب عن طريق نظام الكوتا ، متناسيات أنّ القانون الانتخابي لا يلبّي الطموح ، ولا يفهم حيثياته معظم الناس ولا حتّى المترشّحين ، وهو عبارة عن نظام دوائر وهميّة بشكل جديد .
سعادة السفيرة ، أرجو منك في الزيارة القادمة اصطحاب وزير الخارجية ليقوم بزيارته الأولى الى معان , ولكن عبر الطريق الصحراوي وبسيّارة عاديّة علّه يتعرّف على البادية الأردنيّة ، ووزير الشباب والعمل لتدريب بعض العاطلين عن العمل على مهارات التعامل مع اليافعين ليعملوا في مراكز الشباب التي يعاد فتحها بالتعاون معكم ، لأنّي الآن فهمت لماذا يسارع نوّاب الشعب بالسلام عليكم واحتضانكم .